غانتس قام بالخطوة الصحيحة

غانتس قام بالخطوة الصحيحة

غانتس قام بالخطوة الصحيحة

بقلم: يوفال كارني

اليمين وبنيامين نتنياهو كانوا 12 سنة على التوالي في الحكم. في هذه السنوات لم يلغوا اتفاقات اوسلو، لم يقطعوا الصلة مع الزعامة الفلسطينية في الضفة ولم يعرفوا السلطة الفلسطينية ككيان عدو أو إرهاب. كما ان نتنياهو لم ينفذ الوعد الانتخابي المركزي له عشية انتخابات 2009: إسقاط حكم حماس. دعكم. فالأمور التي تُرى من الخارج (او من موقف المعارضة) ترى بشكل مختلف من مكتب رئيس الوزراء او من مكتب وزير الدفاع في ال”كريا".

على خلفية هذه الأقوال من الصعب عدم أخذ الانطباع بان انتقاد نتنياهو واليمين للقاء غانتس ابو مازن هو مسرحية سخيفة من الازدواجية الأخلاقية. فقبل ان يتمكن رئيس السلطة الفلسطينية من العودة الى مكتبه في رام الله، فاذا بالليكود (اي نتنياهو) يقرر بان هذا لقاء هو خطر على دولة إسرائيل. «الحكومة الإسرائيلية – الفلسطينية لبينيت تعيد ابو مازن والفلسطينيين الى جدول الاعمال»، قال نتنياهو. «تنازلات خطيرة على امن إسرائيل هي مسألة وقت فقط. حكومة بينيت – ساعر – لبيد خطيرة على إسرائيل.

التقى رئيس السلطة الفلسطينية ابو مازن مع وزير دفاع إسرائيل غانتس ليس كي يدفع الى الامام مسيرة سياسية (وهي مسألة جديرة ببحث منفصل) بل كي يبحث في مواضيع أمنية ولبابها التعاون بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية واجهزة امنهما في الضفة. هذه مصلحة إسرائيلية صرفة ويشهد على ذلك رؤساء جهاز الأمن، الشاباك والجيش الإسرائيلي. احد لا يوهم نفسه: ابو مازن والفلسطينيون لا يحبوننا، هم يقاتلون ضدنا في الساحة الدولية والدفعات لعائلات المخربين تثير الحفيظة وتغلي الدم. ولا يزال، من بين الإمكانيات التي لدى إسرائيل في مناطق الضفة – السلطة الفلسطينية، حماس او الفوضى التامة – فان التعاون مع ابو مازن لا يزال الامكانية الاقل سوءاً. «سنواصل منع الارهاب»، قال ابو مازن لغانتس.

ينبغي ان نتذكر: أجهزة الامن تساعد في انقاذ الإسرائيليين الذين علقوا بالخطأ في مناطق أ والمدن الفلسطينية. وبالاساس، التنسيق الامني مستمر. اما نتنياهو بالذات فقد صادق في الماضي على لقاءات مسؤولين في حكومته مع ابو مازن. نتنياهو هو الآخر لم ينجح في أن يغير رأي ابو مازن او يجعله محباً لصهيون.

توجد لحظات تكون فيها حاجة لإبداء المسؤولية وإخذ اعتبارات سياسية وأمنية حتى من صفوف المعارضة بالحسبان. ليس كل شيء سياسياً. فنتنياهو نفسه تصرف بالطريقة ذاتها في إثناء سنوات توليه منصب رئيس الوزراء: فقد تعانق وتبادل القبل مع ياسر عرفات؛ نتنياهو وعقيلته دعيا بودّ أبو مازن الى بيتهما (نعم، ناكر الكارثة الشهير إياه)؛ أدار نتنياهو إياه مفاوضات مع «حماس»، بدلاً من إسقاط حكم حماس كما وعد. ليس لأن نتنياهو استسلم للإرهاب او لحماس؛ فقد فهم ما هي البدائل وكيف ينبغي التصرف في حارتنا المجنونة. عندما تغيرت قاعدة نتنياهو السياسية امتنع عن اللقاء مع ابو مازن لكنه حرص دوماً على أن يصل اليه المبعوثون. مرة رئيس الشباك ومرة أخرى وزراء في حكومته.
ان محاولة جني ربح سياسي من لقاء سياسي – امني هي محاولة بائسة. ففي غياب مسيرة سياسية او افق سياسي فان إسرائيل ملزمة بأن تحافظ على الأقل على قناة حوار مع الفلسطينيين. حتى لو كانت المعارضة تهاجم ووزراء اليمين في الائتلاف يلوكون بألسنتهم – فإن غانتس قام بالخطوة الصحيحة. حتى لو لم تكن شعبية.
عن «يديعوت أحرونوت»