عودة "الآغا"
نابلس- يتوسط الطفل إياد (3 سنوات) ابن الشهيد حمدي شرف، عددا من الحلاقين الذين حضروا لإعادة افتتاح صالون "الآغا" الخاص بوالده في أطراف البلدة القديمة من نابلس، لكن دون وجود أبيه الذي استشهد قبل أيام برصاص الاحتلال.
في يوم إجازتهم، يوم الاثنين، حضر 10 حلاقين للمشاركة في إعادة افتتاح الصالون، في مشهد يؤكد دعم ووقوف أبناء شعبنا مع أهالي وعائلات الشهداء، خاصة في ظل اعتداءات الاحتلال المتواصلة في نابلس ومختلف المدن والبلدات الفلسطينية.
عدد من أصدقاء الشهيد شرف، قاموا بإعادة افتتاح للصالون، بعد أسبوع من إغلاقه دعما ومساندة لعائلته، وليذهب ريع ما جمعوه اليوم للعائلة.
وكان الشاب حمدي شرف قد ارتقى فجر الثلاثاء الماضي الرابع والعشرين من الشهر الجاري مع أربعة شهداء آخرين على أرض نابلس خلال اقتحام قوات الاحتلال للمدينة.
"يا شباب، جيش، جيش، جيش" تلك الكلمات التي قالها الشهيد كانت كفيلة بإفشال مخطط للقوات الخاصة، لتخترق رصاصة أطلقها قناص إسرائيلي صدره، ويده، انتقامًا منه لإفشال المخطط، ويرتقي شهيدا.
عشرات المواطنين في انتظار دورهم في الحلاقة يقفون خارج الصالون، بينما بدأ الحلاقون بعملهم داخله، ومنهم من استعان بمقعد بلاستيكي ليتم الحلاقة خارج الصالون، بحضور عائلة الشهيد.
بينما يجلس والد الشهيد على مقعد يراقب من يحضر إلى المكان الذي بات يفتقد نجله، يتحدث أحدهم بهاتفه النقال" أنا عند الآغا، لقد عاد".
وقال أحد أصدقاء الشهيد والقائمين على إعادة الافتتاح رشيد لفداوي، إن الدعوة لإعادة الافتتاح وزعت من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، ووجدت تجاوبا كبيرا ودعما من الحلاقين، والمواطنين الذين أبدوا تعاطفهم مع عائلة الشهيد ومنهم مواطنون حضروا من محافظة الخليل.
وأكد أن العمل جارٍ لاستمرار فتح الصالون وبأن يكون جزءا من ريعه لصالح عائلة الشهيد بشكل دائم، خاصة بعد شفاء زميله وشقيق زوجته المصاب برصاص الاحتلال والذي يرقد في المستشفى لاستكمال العلاج، ليعود للعمل بدعم من المحيطين، والأصدقاء.
وقال شقيق الشهيد حمدي، فادي شرف "صحيح أن هدف الفعالية إعادة الروح للصالون، ومصدر دخل لأسرة الشهيد، لكن الجانب الأهم هو الجانب المعنوي، برؤية محبة الناس، وتعاطفهم، وكمية المودة التي يحملونها لشقيقي".
وأضاف أن الرسالة الأسمى هي للعالم أجمع بأننا شعب واحد، يساند، ويدعم بعضه البعض في كافة المواقف.
صالون "الآغا" اسم محل الحلاقة الذي يملكه حمدي شرف والذي يقع في بيت الشهيدة لينا النابلسي بقي مغلق الأبواب، وشاهد على تضحية صاحبه، إلى أن جاءت الفكرة بإعادة افتتاحه اليوم، ليبقى شاهدا على تضحية الأغا.
عن (وفا)