الشرع يكشف السر: كيف نجح في توحيد فصائل مسلحة تناحرت لسنوات؟
![الشرع يكشف السر: كيف نجح في توحيد فصائل مسلحة تناحرت لسنوات؟](https://khabar24.net/storage/2026/58f2e958-16bb-44fc-9fee-5d8d3b42777d.webp)
أعلنت إدارة العمليات العسكرية في سوريا الشهر الماضي تعيين أحمد الشرع رئيسًا للبلاد خلال المرحلة الانتقالية، وذلك بعد أقل من شهرين على الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد.
جاء هذا الإعلان خلال مؤتمر إعلان انتصار الثورة السورية الذي عُقد في دمشق، بحضور قادة الفصائل المسلحة المنضوية تحت إدارة العمليات العسكرية. وشكّل هذا التجمع نقطة تحول بارزة، خاصة أن توحيد هذه الفصائل تحت رؤية موحدة كان يُعد أمرًا بالغ الصعوبة، وفق مراقبين.
في مقابلة عبر بودكاست مع أليستر كامبل، المتحدث السابق باسم رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، وروري ستيوارت، الوزير البريطاني المحافظ السابق، قلّل الشرع من حجم التحديات التي واجهها، مؤكدًا أن الأمر لم يكن بالصعوبة التي صوّرتها بعض التقارير.
وأوضح أنه اعتمد على أسلوب الحوار والإقناع للوصول إلى توافق بين الفصائل، مشيرًا إلى أن التجربة والوعي والتواصل المستمر ساهمت في تحقيق هذا الإنجاز، ما أدى إلى التوصل إلى نتائج إيجابية دون الحاجة إلى مزيد من القتال.
شهد مؤتمر إعلان النصر اتفاق الفصائل المسلحة على حل نفسها والالتزام بمخرجات المؤتمر، في خطوة غير مسبوقة مقارنة بالسنوات الماضية، التي سادها التنافس والاقتتال بين مختلف الأطراف.
في الثامن من ديسمبر 2024، تمكنت الفصائل المسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام من إسقاط نظام الأسد، ما دفع الأخير إلى الفرار مع عائلته إلى روسيا بعد 13 عامًا من الحرب.
وعقب ذلك، أعلنت إدارة العمليات العسكرية تعيين الشرع رئيسًا للمرحلة الانتقالية، إلى جانب اتخاذ عدة قرارات مصيرية، أبرزها حل جميع الفصائل المسلحة، بما فيها الهيئة التي قادت المعركة ضد النظام، وحل البرلمان السوري، وتكليف الشرع بتشكيل مجلس تشريعي مؤقت. كما تم تعليق العمل بدستور 2012، تمهيدًا لصياغة دستور جديد للبلاد، إلى جانب تفكيك الجيش السوري واستحداث قوات مسلحة جديدة بعقيدة وطنية مختلفة. كما شملت القرارات حل جميع الأجهزة الأمنية والميليشيات التي أنشأها النظام السابق.
تشكل هذه القرارات بداية مرحلة جديدة في سوريا، وسط ترقب لكيفية تنفيذها على أرض الواقع، وما ستؤول إليه الأوضاع في الفترة المقبلة.