اغتيال هنية وشكر بنفس الفترة مجرد مصادفة

اغتيال هنية وشكر بنفس الفترة مجرد مصادفة

اغتيال هنية وشكر بنفس الفترة مجرد مصادفة

بقلم:تسفيكا حيموفيتش/ إسرائيل اليوم 

لأول مرة منذ 7 أكتوبر نجد أنفسنا أمام مفترق حسم وانعطاف استراتيجي: حرب أم تسوية؟ استمرار الاستنزاف لن يستمر بعد تصفية رئيس أركان حزب الله في بيروت وزعيم حماس هنية في طهران. فطبيعة أحداث من هذا الأنواع، لا تسمح بإعادة الدولاب إلى الوراء.
الحدث في مجدل شمس أجبر إسرائيل على كسر المعادلة والرد بشكل يخرق التوازن غير المكتوب الذي صممه الطرفان بمعونة صواريخ وكلمات في الأشهر العشرة الأخيرة. إن اختيار هدف تصفية رقم 2 في حزب الله في (بيروت) ثم تصفية هنية في طهران، فيه نوع من التوازن الحساس: قيمة الهدف، امتناع عن حرب، نقل رسالة واضحة بتغيير المعادلات.
عندما قررت إسرائيل طبيعة الرد (تصفية هنية ليست جزءاً من الرد على مذبحة مجدل شمس) هو جزء من إغلاق الحساب مع قيادة حماس المسؤولة عن أحداث 7 أكتوبر. أما تلاصق التصفيتين فيخدم الغاية العامة؛ فقد قررت إسرائيل ما لا تريده أيضاً، وهذا هو جر المنطقة إلى حرب. هنا قد نجد تماثلاً واضحاً بين الرد الإسرائيلي على ليلة الهجوم الإيراني، وبين تصفية الرجل الثاني في حزب الله في قلب بيروت. في الحالتين، كان الهدف مركزاً في قلب أرض العدو، وفي هذا تماثل ينقل رسالة لا تقام بوزن الذخيرة وعدد القتلى.
من السابق لأوانه القول إذا ما حققت التصفيتان كل أهدافهما؛ فالهدف ليس الرد فقط. في عملية من هذا النوع، يريد المرء ويحتاج التأثير في سلوك الطرف الآخر وتغييره، أو على الأقل خلق ظروف اتسمح بتغيير الواقع. رد حزب الله المنسق مع إيران سيصمم كيف سيكون وجه المعركة. فالتدهور إلى حرب قد يحصل في ضربة دقيقة لمقدر ذي مغزى، بنار نحو وسط البلاد أو عقب نتيجة مأساوية شاذة أخرى. الرد المحدود قد يجلب فرصة لإنهاء الحرب ولتسوية في الشمال. لهذا الغرض، مبات المطلوب زعامة تحدد استراتيجية متعددة الجبهات في نظرة بعيدة المدى.
رد حزب الله آت لا محالة، وكل الإمكانيات مفتوحة، بما في ذلك الحوثيون والميليشيات في العراق أو إيران نفسها. للدفاع الجوي دور مزدوج ومهم في الواقع الحالي. فضلاً عن إحباط واعتراض أي تهديد محتمل، عليه أن يسمح لأصحاب القرار بالتمسك بالاستراتيجية ذاتها، دون إجبارها على الرد بسبب إصابات بالأرواح أو ببنى تحتية حرجة.
في هذه الأيام، علينا أن نتذكر بأن أي أعمال تكتيكية، مهما كانت ناجحة، ربما تضيع هباء دون غاية استراتيجية تعرف كيف تستغلها وتستخلص أقصى ما فيها. قد تكون خلقنا لحظة مناسبة لانعطافة استراتيجية لدرجة تسوية إقليمية وعلى رأسها منحى لتحرير المخطوفين وتعزز التحالف الديني بقيادة الولايات المتحدة.