"الاستهتار" يقرع طبول الخطر في جنين.. "كورونا" على الأبواب

"الاستهتار" يقرع طبول الخطر في جنين.. "كورونا" على الأبواب

 

جنين- خبر24-  اكتظت الساحات الخارجية للمركز الشبابي الكوري التابع لبلدية جنين، أمس، بالمراجعين ممن يقبلون على إجراء الفحوص الطبية اللازمة والتي تؤكد إصابتهم من عدمها بفيروس "كورونا" المستجد، في وقت دق فيه خبراء ومسؤولون ناقوس الخطر جراء الازدياد المطّرد في أعداد المصابين بالفيروس ممن يحتاجون إلى العلاج في غرف العناية المكثفة بالمستشفيات.
"رفعت الأقلام وجفت الصحف".. بهذه الكلمات عنون مدير صحة جنين الدكتور وسام صبيحات منشوراً له على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وحذر من خلاله من صعوبة السيطرة على الوباء في ظل عدم التزام المواطنين بالإجراءات والبروتوكولات الصحية المقرة من قبل وزارة الصحة والجهات المختصة في الحكومة لمواجهة خطر تفشي الوباء.
وقال صبيحات موجها حديثه للمواطنين من غير الملتزمين بالإجراءات والمعايير: "لا تجعلوا أفراحكم أتراحا لغيركم"، مؤكدا أن عدم الالتزام بتعليمات وزارة الصحة يعني زيادة في أعداد الإصابات، وبالتالي زيادة في عدد الوفيات.
وأضاف: "بكل أسف ما زال معظم المواطنين مستمرون بحياتهم اليومية الطبيعية والعادية وكأن شيئا لم يكن، وأعني هنا تنظيم الأعراس والمشاركة فيها من قبل المدعوين، عدا التجمعات والتجمهرات في المجمعات والمحال التجارية، دون الأخذ بالاحتياطات المطلوبة للوقاية من الإصابة بفيروس "كورونا"، وكأن لسان حال كل واحد فينا يقول كورونا بعيدة عن عرس ابني ولن تصيب أحدا من المدعوين، فمن أين تأتي هذه الإصابات يوميا إذن وبالعشرات والمئات، وكيف وصلنا إلى ما وصلنا إليه وقد دخلنا مرحلة الخطر في فلسطين".
وتساءل صبيحات، "هل يعقل أن ننتظر فرض الالتزام القهري والجبري عن طريق إخوتنا في أجهزة الأمن، وندخل هنا في صراع ومواجهات واتهامات؟!، وهل يعقل أن ننتظر فرض العقوبات والغرامات المالية الباهظة من قبل لجنة السلامة العامة وخاصة في هذه الأيام الصعبة بالذات"؟!.
ورأى أن الحل الوحيد في مواجهة خطر انتشار جائحة "كورونا"، يكمن في الالتزام بالتعليمات بشكل طوعي، مؤكدا أن عدم الالتزام يعني تعطيل المدارس والجامعات، والإغلاق التام، وتوقف مناحي الحياة والعجلة الاقتصادية، وتعطيل الأعمال والمصالح، والركود الاقتصادي والتعليمي".
وخلص إلى القول: "إن عدم الالتزام يسبب الضرر لك ولغيرك وانتشار الوباء، وهذا يؤدي إلى زيادة في عدد الوفيات، وبالنهاية يؤدي إلى ضرر جسيم في المجتمع ككل، وإن الالتزام بالتعليمات أصبح واجبا دينيا وأخلاقيا ووطنيا ومسؤولية كل شخص".
وأعلن محافظ جنين اللواء أكرم الرجوب، أمس، تسجيل سبع حالات وفاة متأثرة بإصابتها بفيروس "كورونا" خلال الساعات الـ 48 الماضية، ليرتفع إجمالي عدد الوفيات في المحافظة إلى 84 حالة وفاة منذ بدء الجائحة.
وأشار الرجوب، إلى تسجيل 153 إصابة جديدة بفيروس "كورونا" خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، مقابل 217 حالة شفاء، وبذلك يصبح عدد الحالات النشطة في المحافظة 1472 حالة من بينها 1428 حالة تخضع للعزل المنزلي، و42 حالة من بينها أربع حالات رهن العناية المكثفة في مستشفى الشهيد الدكتور خليل سليمان الحكومي، وحالتان في المستشفى العسكري.
وأعلن مدير عام المستشفيات في وزارة الصحة الدكتور نجي نزال، أن هناك ازديادا مطّردا في أعداد المصابين بفيروس "كورونا" ممن يحتاجون إلى العلاج في غرف العناية المكثفة بالمستشفيات.
وأوضح نزال أن محافظة جنين تشهد ازديادا في أعداد المصابين بـ "كورونا"، مبينا أن عدد المرضى المتواجدين في القسم المخصص للمصابين بهذا الوباء بمستشفى جنين الحكومي، بلغ حتى أول من أمس، 53 مريضا بينهم 11 كانوا بحاجة للعناية المكثفة، مشيرا إلى أنه تمت إضافة سبعة أسرة للعناية المركزة في المستشفى.
وذكر في تصريح له، أنه تم أيضا افتتاح أقسام جديدة لعلاج مرضى "كورونا" في مستشفى الخليل الحكومي لمساعدة مستشفى دورا في تقديم الخدمة والعلاج اللازمين لكافة المرضى.
وأشار نزال، إلى وجود أعراض شديدة على بعض مرضى "كورونا"، مبينا أنه تم رفع كفاءة المستشفيات كافة من ناحية الأسرة ومن ناحية لوجستية من خلال تزويدها بالأكسجين السائل المساعد لمحطات توليد الأكسجين، بعد أن أصبحت هذه المحطات غير كافية نظرا للزيادة المرتفعة في الإصابات.
وفيما دق مسؤولون ناقوس الخطر جراء الزيادة المطردة بأعداد المصابين بفيروس "كورونا" في محافظة جنين، تعالت أصوات تنادي بضرورة تخصيص المستشفى الحكومي الوحيد في المحافظة لاستقبال وعلاج المصابين بالفيروس، مع وضع خطة طوارئ تقضي بتحويل الحالات المرضية المستعجلة إلى المستشفيات والمراكز الطبية الخاصة أو الأهلية وفق نظام شراء الخدمة المعمول به من قبل وزارة الصحة، مع فرض إغلاق مشدد على المحافظة بكافة تجمعاتها السكانية، وذلك ضمن جهد متكامل وجاد من قبل الجهات المختصة في السلطة الوطنية والمجتمع، حتى يمكن السيطرة على انتشار الوباء.
واشتكى مواطنون من إقدام أشخاص مصابين بفيروس "كورونا" على التنقل على مدار الساعة داخل الأسواق والمحال التجارية، رغم ثبوت إصابتهم بالفيروس.
وقال أحد المواطنين: "هذا أمر لا يمكن السكوت عنه، ويجب إيقاع عقوبات مشددة بحق مثل هؤلاء ممن يعرضون الآخرين لخطر الإصابة بالفيروس، ويلعبون دورا رئيسا في سرعة انتشاره".
ورأى آخر أن عدم التزام المواطنين بالحد الأدنى من تدابير الوقاية يسهم في انتشار الفيروس، فيما أجمع كثيرون على أن حالة الاستهتار من قبل البعض تسببت في سرعة انتشاره، وذلك من خلال إقامة الأعراس والحفلات وبيوت العزاء.
وعبر آخرون عن اعتقادهم، أن اللجوء إلى خيار الإغلاق الشامل لفترة محددة أصبح يشكل الحل الأمثل لمواجهة خطر انتشار الوباء، وهو إغلاق يجب عدم اقتصاره على مركز المدينة دون التجمعات السكانية المجاورة والتي تسير الحياة فيها كالمعتاد دون الحد الأدنى من الالتزام بتدابير الوقاية، وتصبح وجهة أهالي المدينة في حال تم فرض الإغلاق.
ومن وجهة نظر آخرين، فإنه يجب تشديد الإجراءات المتخذة في محيط المركز الشبابي الكوري التابع لبلدية جنين والذي اتخذت منه وزارة الصحة مركزاً لأمراض الجهاز التنفسي وأخذ عينات من المشتبه بإصابتهم بفيروس "كورونا"، حيث لا يلتزم كثيرون بإجراءات السلامة العامة والوقاية.