اطلق سراحه اليوم.. الاسير المريض الشحاتيت لم يعرف أهله!!
![اطلق سراحه اليوم.. الاسير المريض الشحاتيت لم يعرف أهله!!](https://khabar24.net/storage/health/fb-img-1617908965406.jpg)
الخليل- افرجت سلطات الاحتلال اليوم عن الاسير المريض منصور الشحاتيت من مدينة دورا جنوب الخليل بعد انتهاء مدة محكوميته البالغة 17 عاما.
واستقبل افراد العائلة ابنهم الاسير المريض على معبر الظاهرية، لكنه لم يعرف أيا من اصدقائه وافراد اسرته، في مشهد أبكى الجميع، بسبب سوء حالته النفسية والعقلية.
وكان زميله في الاسر ساجي ابو غذبة، قد عرض حالة الشحاتيت الصحية في مقال كتبه بعنوان "الاسير منصور الشحاتيت لا يتذكر شيئا حتى أمه؟!" قال فيه ان قصة الأسير المريض منصور الشحاتيت قد تكون من أصعب القصص الموجودة في سجون الاحتلال، فقد اعتقل في ١١-٣-٢٠٠٤ وحكم عليه بالسجن ١٧ عاماً، تعرض خلالها لظروف نفسية قاسية في العزل، ففقد عقله، وأصبح، كما هو معروف في عرف الأسرى، "فاقد العقل غير قادر على التحكم بتصرفاته".
هكذا بكل بساطة، شاب في عمر الورد، يدخل السجن مقاوماً ليفقد عقله بين جدرانه، ترى كل أحزان الدنيا في عينيه، وكل همومها فوق كاهليه، تأتي أمه للزيارة فتجلس مقابله، لكنه بالكاد يبتسم في وجهها، فتقضي وقتها تبكي حتى تنتهي الزيارة، ثم تعود في الزيارة الأخرى لتعاود البكاء مرة أخرى، وهكذا في كل زيارة، تأتي دون فائدة، لكنها الأم وقلبها.
غالبية وقته حزيناً منعزلاً، يجلس في زاوية من زوايا السجن، مستتفهاً كل شيء، لا ينقطع عن القهوة والتدخين، لا يأكل ولا يكلم والدته إلا بعد ابتزاز الأخوة بمنع الدخان والقهوة عنه، فيستجيب مجبراً.
منصور.. رغم كل هذه السنوات، تجد إخوانه يحيطونه بالحب والمواساة، يخدمونه ولا يرفضون له طلباً، يستوصون به خيراً، كان يأتي بعد الفجر يسألني: خلصت الحرب العالمية الثانية يا بلد؟! ، نعم خلصت يا منصور، فيجيب: وااااال، ثم يطرق رأسه أرضاً ويذهب متمايلاً كأنه من زمنٍ غائب إلى زمنٍ مجهول.
هذا هو الاحتلال، ربما لا يمارس التعذيب الجسدي كسجون الأنظمة، لكنه يعذب الأسرى دون أن يترك خلفه الآثار، يقتلهم دون أن يسفك الدماء، يقضي عليهم باسم حقوق الإنسان ومواثيق الأسرى والحروب.