القوات الروسية دخلت خيرسون.. مليون لاجئ فروا من أوكرانيا وحالة طوارئ في العاصمة كييف

عواصم- وكالات- تتواصل المعارك في أوكرانيا على محاور مختلفة لليوم الثامن، وسط تباين في بيانات السيطرة والخسائر بين موسكو وكييف، فيما هرب مليون لاجئ من أوكرانيا منذ بدء العمليات العسكرية الروسية قبل أسبوع.
ودخلت الأمم المتحدة على خط الأزمة بتبني جمعيتها العامة قرارا يطالب روسيا "بالتوقف فورا عن استخدام القوة" ضد أوكرانيا.
واشتدت وتيرة المواجهات العسكرية بين الجيشين الروسي والأوكراني في عدة مدن، أبرزها العاصمة كييف، وخاركيف، وخيرسون التي أعلنت القوات الروسية دخولها، وسط مخاوف دولية من اقتراب حرب المدن.
وتتواصل عمليات إرسال الدعم العسكري للقوات الأوكرانية، فيما اتهمت الولايات المتحدة روسيا بنقل ذخائر عنقودية وأسلحة أخرى محظورة بموجب اتفاقية جنيف إلى أوكرانيا.
أفادت وكالة تاس الروسية، اليوم الخميس، أنه تم إجلاء أكثر من 142 ألفا من سكان دونباس إلى روسيا منذ 18 شباط/فبراير الماضي.
بالمقابل، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المفوض الأعلى لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة فيليبو غراندي قوله، اليوم الخميس، إن مليون لاجئ أوكراني فرّوا من بلدهم نحو الدول المجاورة، منذ بدء الحرب.
وبعد أسبوع من بدء عمليتها، استولت القوات الروسية على خيرسون المدينة الكبيرة في جنوب أوكرانيا، قبيل جلسة ثانية من المحادثات يفترض أن تعقد صباح اليوم الخميس، بشأن وقف إطلاق النار بين المفاوضين الروس والأوكرانيين.
وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية إن "العدو لم يحقق هدفه في الاستيلاء على ماريوبول والوصول لحدود منطقتي دونيتسك ولوغانسك".
ونقلت "فاينانشل تايمز" عن مصدر دفاعي أميركي قوله إن "القافلة الروسية المتجهة نحو كييف توقفت بسبب المقاومة ونقص الإمدادات".
ونقلت شبكة "سي إن إن" عن مسؤولين أميركيين قولهم إن أوكرانيا خسرت نحو 10% من قدراتها العسكرية، بينما خسرت روسيا 5% من دباباتها وطائراتها ومدفعيتها داخل أوكرانيا.
وحذر مسؤولون غربيون من إمكانية تركيز روسيا على قصف دموي للمدن مع تحول الصراع إلى حرب استنزاف، وذكروا أن إستراتيجية روسيا في أوكرانيا بصدد التحول نحو إفناء بطيء للجيش الأوكراني.
وقال الرئيس الأوكراني إن نحو 9 آلاف جندي روسي قتلوا خلال أسبوع، وإن الروح المعنوية لمن بقي على قيد الحياة تدهورت.
وحذر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، من أن الحصيلة "المروعة" للضحايا المدنيين الذين سقطوا في أوكرانيا منذ بدأت القوات الروسية غزو هذا البلد قبل أسبوع ستواصل الارتفاع.
وقال بلينكن خلال مؤتمر صحافي إن "التكلفة البشرية للحرب غير المبررة والمجانية التي يشنها الكرملين مروعة. هناك مئات إن لم يكن آلاف المدنيين قتلوا وجرحوا".
وأضاف أن "عدد القتلى والجرحى المدنيين والعواقب الإنسانية لن تنفك تزداد سوءا في الأيام المقبلة".
وشدد بلينكن على أن البنى التحتية التي دمرتها الضربات الروسية "ليست أهدافا عسكرية. إنها أماكن يعمل فيها مدنيون وتعيش فيها أسر".
لكن الوزير الأميركي امتنع عن اتهام موسكو باستهداف المدنيين عمدا، مكتفيا بالقول إن واشنطن تدرس الوضع من كثب.
من جهته قال مسؤول كبير في البنتاغون إنه يخشى ارتفاعا كبيرا في حصيلة الضحايا المدنيين في أوكرانيا في الأيام المقبلة، لأن الجيش الروسي عازم على ما يبدو على قصف المدن الكبرى لإجبار الأوكرانيين على الاستسلام.
وأعلنت إدارة مدينة كييف تعلن حالة الطوارئ، ودعت المواطنين للتوجه إلى الملاجئ والبقاء فيها، وذلك عقب شن الطيران الروسي غارات عليها.
ودوت صفارات الإنذار فجر اليوم الخميس، في العاصمة الأوكرانية، ونقلت وسائل الإعلام أن انفجارا كبيرا هز وسط العاصمة.
يأتي ذلك، فيما أفادت وكالة الأنباء الأوكرانية بمقتل 8 أشخاص وجرح آخرين في استهداف منازل بمنطقة إيزوم في مقاطعة خاركيف.
وأكد مسؤولون أوكرانيون، اليوم الخميس، أن الجيش الروسي سيطر على خيرسون، المدينة الكبيرة في جنوب البلاد التي كانت موسكو أعلنت منذ الصباح سقوطها في قبضة قواتها في أعقاب معارك ضارية.
وقال رئيس الإدارة الإقليمية غينادي لاخوتا في رسالة على تطبيق تلغرام إن "المحتلين (الروس) موجودون في كل شوارع المدينة وهم خطرون جدا".
بدوره، أعلن إيغور كوليخاييف رئيس بلدية المدينة البالغ عدد سكانها 290 ألف نسمة، أنه تحادث في مقر البلدية مع عسكريين روس لم يسمهم.
وأضاف رئيس البلدية في منشور على فيسبوك "لم تكن لدينا أسلحة، ولم نكن عدوانيين. أظهرنا أننا نعمل لتأمين المدينة، ونحاول التعامل مع عواقب الغزو".
وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إنها حثت السلطات في الدول المجاورة لأوكرانيا على فتح حدودها أمام المواطنين الأفارقة الفارين من الحرب هناك في ظل تقارير تفيد بمنع البعض منهم من الوصول إلى بر الأمان.
ويسعى الآلاف من الأفارقة وغيرهم من الأجانب، وخصوصا الطلبة، جاهدين لمغادرة أوكرانيا منذ بداية الغزو الروسي يوم 24 فبراير/ شباط. واستقبلت دول مجاورة أعضاء في الاتحاد الأوروبي ما يقرب من 700 ألف شخص فروا من أوكرانيا.
وترد شكاوى في لقطات فيديو وشهادات متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي من تمييز ضد الأفارقة في محطات القطارات وفي النقاط الحدودية. ولم يتسن لرويترز التحقق من صحة هذه الروايات.
وأعلن المفوض الأعلى لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة فيليبو غراندي، اليوم الخميس، أن مليون لاجئ أوكراني فرّوا من بلدهم منذ بدأت القوات الروسية عملياتها قبل أسبوع.
وقال غراندي في تغريدة على تويتر إنه "في غضون سبعة أيام فقط، شهدنا تدفق مليون لاجئ من أوكرانيا على الدول المجاورة لها".
وأضاف أنّه "بالنسبة لملايين آخرين داخل أوكرانيا، حان الوقت لأن تسكت المدافع حتى تتمكن المساعدات الإنسانية من أن تصل وتنقذ أرواحاً".
وقال غراندي إنه يعتزم التوجه في الأيام القليلة المقبلة إلى رومانيا ومولدافيا وبولندا، الدول الثلاث التي تستضيف على أراضيها أكبر عدد من اللاجئين الأوكرانيين.