المالكي يطالب وزيري خارجية ايرلندا واليونان ونائب المدير التنفيذي لـ "اليونيسيف" بالعمل على وقف العدوان الاسرائيلي على غزة

رام الله- طالب وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي، بضرورة العمل على وقف العدوان الإسرائيلي على شعبنا، وحماية المدنيين وخاصة الأطفال والنساء وكبار السن الذين يتعرضون لقتل ممنهج وواسع النطاق، وإنهاء الترحيل القسري وعودة النازحين الفلسطينيين إلى منازلهم، وإيجاد أفق سياسي لإنهاء الصراع.

جاء ذلك خلال ثلاثة اجتماعات منفصلة عقدها في مقر الوزارة برام الله، اليوم الخميس، مع نظيرائه وزير الخارجية والدفاع الإيرلندي مايكل مارتن، ووزير الخارجية اليوناني جيورجوس جيرابيتريسيس، والوفود المرافقة لهم، ونائب المدير التنفيذي للشؤون الإنسانية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" السيد ادورد شيبان.

وأشار المالكي إلى أن العدوان الإسرائيلي الوحشي ضد قطاع غزة يستهدف كل مكان، حيث لا يوجد مكان آمن في القطاع، مضيفا، أن إسرائيل استغلت حجة الدفاع عن النفس كذريعة لارتكاب المجازر، حيث ارتقى أكثر من 11 ألف مواطن فلسطيني معظمهم من الأطفال والنساء، وعشرات الآلاف من الجرحى، بشكل يترافق مع تجويع وتهجير وإبادة، والدمار الهائل الذي أحدثه الاحتلال في قطاع غزة، في انتهاك صارخ للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي.

وأعرب عن استيائه الشديد من مواقف بعض الدول "التي لم تتغير بعد 41 يوما من العدوان الإسرائيلي على شعبنا، وما زالت تتمسك بحق إسرائيل بالدفاع عن نفسها، وبالتالي فقد أعطت إسرائيل الحق في مواصلة عدوانها وجرائمها ضد المدنيين الأبرياء في قطاع غزة".

وفي السياق ذاته، استعرض المالكي الأوضاع الميدانية الصعبة في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، التي لا تقل خطورة عما يحدث في قطاع غزة، جراء تصاعد انتهاكات قوات الاحتلال وميليشيات المستوطنين المسلحة.

وأشار إلى التحريض الذي يمارسه وزراء في الحكومة الإسرائيلية أمثال بن غفير وسموتريتس على قتل المواطنين الفلسطينيين والسيطرة على الضفة الغربية، كما يعمل بن غفير على تسليح المستعمرين ودعم إرهابهم ضد المواطنين الفلسطينيين وأرضهم وممتلكاتهم ومقدساتهم، بالإضافة إلى الاقتحامات الدموية اليومية التي ترتكبها قوات الاحتلال للمدن والبلدات والمخيمات الفلسطينية التي نتج عنها 200 شهيد وأكثر من 2700 جريح واعتقال تعسفي بحق 2500 مواطن، وتدمير كبير في البنى التحتية كما يحصل باستمرار في مدينة جنين ومخيمها، تحت حجج وذرائع واهية.

وطالب الوزير المالكي بضرورة التدخل لوقف العدوان ووقف الإبادة الجماعية المستمرة التي ترتكبها إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، ضد السكان المدنيين الفلسطينيين في القطاع، وتأمين دخول المساعدات الأساسية الإنسانية إلى قطاع غزة بشكل عاجل من أغذية وماء وكهرباء ووقود، ومنع التهجير القسري لشعبنا في غزة خارج القطاع، وتوفير الحماية لشعبنا، ومحاسبة ومساءلة إسرائيل على جرائمها ضد الشعب الفلسطيني.

كما طالب الوزير المالكي الدول التي تدعم مبدأ حل الدولتين بضرورة الاعتراف بدولة فلسطين لإرساء أسس السلام في المنطقة وتجسيد الدولة الفلسطينية وفقا لقرارات الشرعية الدولية، مؤكدا أنه من غير الممكن الحديث عن دعم حل الدولتين والاعتراف بإسرائيل ولا يتم الاعتراف بدولة فلسطين.

وزير الخارجية الايرلندي يدعو الى وقف اطلاق النار انساني

بدوره، أعرب الوزير الإيرلندي عن حزنه لفقدان ضحايا مدنيين، داعيا إلى ضرورة تحقيق وقف إطلاق نار إنساني في غزة، مشيرًا إلى جهود بلاده ومن خلال الاتحاد الأوروبي على وقف ما يجري في قطاع غزة.

وأكد ضرورة فتح ممرات إنسانية لدخول المساعدات الأساسية إلى قطاع غزة، كما أبدى قلقه حول تصاعد الأوضاع في الضفة الغربية، وضرورة تحقيق السلام في المنطقة وفقا لقرارات الشرعية الدولية.

وحضر الاجتماع، وكيل الوزارة أمل شكعة، ومدير إدارة أوروبا الغربية، مستشار أول إيهاب الطري، وقائم بأعمال مدير وحدة الإعلام إيهاب عمر، وسكرتير ثالث صوفيا دعيبس من مكتب الوزير، ومسؤول ملف إيرلندا، ملحق دبلوماسي منى حجاوي. ومن الجانب الإيرلندي، ممثل إيرلندا المعتمد لدى دولة فلسطين فيليم ماكلفلين والوفد المرافق لهم.

لقاء وزير خارجية اليونان

وخلال لقائه وزير الخارجية اليوناني جيورجوس جيرابيتريسيس والوفد المرافق له المالكي، أطلع المالكي نظيره اليوناني على العدوان الإسرائيلي الوحشي ضد الشعب الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة، بما يشمل قتل الأطفال والنساء وكبار السن بشكل ممنهج وواسع النطاق، وما يتعرضون له من قتل وتدمير وتجويع وتهجير وابادة، ، وحجم الدمار الهائل الذي يستهدف كل مكان في القطاع بحيث تحول من أكبر سجن مفتوح في العالم الى أكبر مقبرة مفتوحة في العالم وأكبر مكان يستباح فيه حياة الإنسان والقانون الدولي. وكذلك قصف المنشآت المحمية بالقانون الدولي الإنساني بما فيها المدارس المليئة بالنازحين قسريا، والمستشفيات والمساجد والكنائس وطواقم الإسعاف والصحافة والدفاع المدني.

لقاء مع نائب المدير التنفيذي لليونيسف

واستقبل المالكي، مساء اليوم الخميس، نائب المدير التنفيذي للشؤون الإنسانية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" السيد ادورد شيبان، والممثل الخاص لليونيسف لدى دولة فلسطين السيدة لوسي ايلمي، لتباحث الجهود الأممية المبذولة تجاه حماية المدنيين الأبرياء في غزة وخاصة الأطفال منهم.

وثمن الوزير المالكي الجهود التي تبذلها اليونيسف وخاصة في قطاع غزة، مطالبا بضرورة وقف اطلاق النار ووقف الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال وليس فقط الحديث عن هدن انسانية، مشيرا الى ان الجرائم التي ارتكبت في قطاع غزة وخاصة تجاه الأطفال والنساء خلال 41 يوم من العدوان الإسرائيلي لم تحدث في أي مكان في العالم، حيث ان 70% من ضحايا العدوان هم من الأطفال والنساء، وان تبرير إسرائيل بشن حربها تحت حجة الدفاع عن النفس مرفوض كليا، مضيفاً، ان إسرائيل تشن حرب انتقامية وهذا ما تؤكده التصريحات العنصرية التي يطلقها بعض المسؤولين الإسرائيليين "بعدم وجود مدنيين أبرياء في قطاع غزة، وان كل طفل في قطاع غزة هو عدو مستقبلي لإسرائيل".