الصين وفرنسا غاضبتان على صفقة الغواصات الأميركية البريطانية الاسترالية

الصين وفرنسا غاضبتان على صفقة الغواصات الأميركية البريطانية الاسترالية

الصين وفرنسا غاضبتان على صفقة الغواصات الأميركية البريطانية الاسترالية

 

قال دانييل كين في تقرير على موقع «الإندبندنت»: إن اتفاقية الدفاع البريطانية الجديدة مع الولايات المتحدة، وأستراليا قوبلت بالترحاب، باعتبارها لحظة تاريخية في التنافس الإستراتيجي للغرب مع الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

تسعى الاتفاقية، التي يطلق عليها اسم (أوكوس)، إلى الحد من النفوذ العسكري الصيني المتزايد في المنطقة، مما جعل بكين تسارع لإدانتها باعتبارها "أداة تلاعب جيوسياسية".

كجزء من الصفقة – يوضح كين – سيسمح لأستراليا ببناء غواصات تعمل بالطاقة النووية لأول مرة باستخدام تكنولوجيا ستقدمها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.

أُعلن عن الاتفاقية في بيان مشترك يوم الأربعاء من قبل رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون.

قال السيد موريسون إن المسؤولين من الدول الثلاث سيضعون خططًا لتجميع الأسطول خلال الأشهر الثمانية عشر القادمة؛ مما سيجعل بلاده الدولة السابعة في العالم التي تمتلك غواصات تعمل بالطاقة النووية.

ما هي بنود الاتفاقية؟

ستسمح الاتفاقية الأمنية لأستراليا ببناء غواصات تعمل بالطاقة النووية لأول مرة بمساعدة المملكة المتحدة والولايات المتحدة.

في مؤتمر صحافي يوم الخميس، لم يؤكد موريسون ما إذا كانت كانبيرا ستشتري غواصات من طرازبي .أ. إي بريطانية الصنع أو سفن فيرجينيا التي جرى بناؤها في الولايات المتحدة.

تنهي الشراكة الصفقة التي أبرمتها أستراليا عام 2016 مع شركة بناء السفن الفرنسية ناڤال جروب لبناء أسطول غواصات جديد بقيمة 29 مليار جنيه إسترليني لتحل محل غواصات كولينز التي مضى عليها أكثر من عقدين.

ستمنح الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية – وإن لم تكن مسلحة نوويًا – البحرية الأسترالية القدرة على العمل دون أن تُكتشف لفترات أطول تحت الماء. كما ستُستخدم كمصدر للطاقة في الغواصات البريطانية والأمريكية لعدة عقود.

إلى جانب بناء الغواصات – يشير كين – ستغطي أوكوس أيضًا الذكاء الاصطناعي والتقنيات الإلكترونية والكمية. وستركز على القدرة العسكرية بدلًا عن الاستخبارات، التي يغطيها بالفعل تحالف العيون الخمس الذي يضم كندا ونيوزيلندا.

لماذا أبرمت الصفقة؟

تبحث الولايات المتحدة وحلفاؤها عن طرق للرد على قوة الصين المتزايدة ونفوذها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. إنهم قلقون بشكل خاص من الحشد العسكري، والضغط على تايوان، والانتشار في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه.

قال بيان مشترك للزعماء الثلاثة: إن الصفقة «ستدعم السلام والاستقرار في منطقة المحيطين الهندي والهادئ». وخلال مؤتمر صحافي افتراضي، لم يسموا الصين بشكل مباشر، ولكنهم أشاروا إلى المخاوف الأمنية الإقليمية التي زعموا أنها "زادت بشكل كبير".

يأتي ذلك في الوقت الذي تقوم فيه بكين بتوسيع جيشها وأسطولها وطائراتها بسرعة. قال وزير الدفاع البريطاني بن والاس: إن البلاد لديها الآن "واحدة من أكبر القوات المسلحة على هذا الكوكب"

كما زعم بوريس جونسون أن الاتفاقية ستساعد في تعزيز نفوذ بريطانيا في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. وقال يوم الخميس إن المنطقة شهدت «تبادلًا تجاريًا بقيمة 9 تريليون جنيه إسترليني، حيث تتمتع المملكة المتحدة بحضور دبلوماسي وتجاري متزايد".

كيف ردت الصين؟

نددت بكين بشدة بالاتفاق وقالت أنها ستضر بشدة بالسلام والاستقرار الإقليميين.

اتهمت السفارة الصينية في واشنطن يوم الخميس الدول الثلاث بأنها عالقة في «عقلية الحرب الباردة، ومتحيزون أيديولوجيًا".

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان: إن الدول الثلاث «تضر بشدة بالسلام والاستقرار الإقليميين، وتكثف سباق التسلح، وتضر بالجهود الدولية لمنع انتشار الأسلحة النووية".

وقال في مؤتمر صحافي في بكين: «تعتقد الصين دائمًا أن أي إستراتيجية إقليمية يجب أن تتوافق مع اتجاه السلام والتنمية في العصر، وتساعد على تعزيز الثقة المتبادلة والتعاون. ولا ينبغي أن تستهدف أي طرف ثالث أو تقوض مصالحه".

بيد أن بوريس جونسون نفى أن تكون الاتفاقية «خطوة معادية» للصين، مشددًا على أنها "تعكس فقط العلاقة الوثيقة التي تربطنا بالولايات المتحدة وأستراليا".

كان هناك أيضًا تحذير من أن اتفاقية أوكوس يمكن أن تجعل أستراليا هدفًا لضربة نووية من جانب الصين بعد الاتفاق الأمني، في مقال في جلوبال تايمز، التي يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها لسان حال الحزب الشيوعي.

كيف كان رد فعل الدول الأخرى؟

أثار الاتفاق غضبًا في فرنسا – يواصل كين حديثه – التي اتهمت الأستراليين بالخيانة؛ لأن التحالف يعني أنهم ألغوا صفقة تبلغ قيمتها حوالي 30 مليار جنيه إسترليني لباريس مقابل توفير 12 غواصة تعمل بالديزل والكهرباء.

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان لراديو فرانس إنفو يوم الخميس «لقد كانت طعنة في الظهر حقًا. لقد بنينا علاقة ثقة مع أستراليا، وقد تعرضت هذه الثقة للخيانة».

وفي وقت لاحق قال وزير الدفاع البريطاني بن والاس إنه «يتفهم خيبة أمل فرنسا». وأضاف: «لم نسع من أجلها (الصفقة)، ولكن كحليف وثيق عندما تواصل معنا الأستراليون نظرنا في الأمر».

وعبر الاتحاد الأوروبي، الذي يتطلع إلى تعزيز علاقاته في المنطقة، عن استيائه أيضًا بالإعلان المفاجئ عن الاتفاقية، زاعمًا أنه لم يجر إبلاغه مسبقًا. جاء ذلك في اليوم الذي كشف فيه عن إستراتيجيته الخاصة بمنطقة المحيطين الهندي والهادئ.

وقال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية بيتر ستانو يوم الخميس: «لم يجر إبلاغنا بهذا المشروع أو بهذه المبادرة، ونحن على اتصال بالشركاء المذكورين لمعرفة المزيد. وسيتعين علينا بالطبع مناقشة هذا الأمر داخل الاتحاد الأوروبي مع الدول الأعضاء لدينا لتقييم التداعيات"

في غضون ذلك رحب حلفاء الغرب في منطقة المحيطين الهندي والهادئ بهذه الخطوة. وقالت اليابان: إن تعزيز التعاون الأمني والدفاعي بين الدول الثلاث أمر حيوي للسلام والأمن.

كما رحبت المتحدثة باسم وزارة الخارجية التايوانية جوان أو بالاتفاق. ومع ذلك رفضت بريطانيا يوم الخميس الالتزام الكامل بالدفاع العسكري عن البلاد إذا غزتها الصين.

وأكدت السيدة أو أن الاتفاقية "لا تعني أننا نطلب من المملكة المتحدة الانخراط في الصراع عبر مضيق تايوان». وأضافت أو: «نحن مسؤولون عن الأمن القومي لتايوان، ولا نطلب من المملكة المتحدة أو أية دولة أخرى القتال نيابة عنا".

عن الاندبندنت