بنما تتحدى ترامب: شكوى للأمم المتحدة بشأن تهديدات قناة بنما

بنما تتحدى ترامب: شكوى للأمم المتحدة بشأن تهديدات قناة بنما

بنما تتحدى ترامب: شكوى للأمم المتحدة بشأن تهديدات قناة بنما

تقدمت حكومة بنما، بشكوى رسمية إلى الأمم المتحدة ضد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بسبب تصريحاته التي هدّد فيها بـ"استعادة السيطرة" على قناة بنما، متهمة واشنطن بانتهاك ميثاق الأمم المتحدة. واستندت الشكوى إلى مواد تمنع أي عضو من التهديد باستخدام القوة أو استخدامها ضد سيادة الدول أو استقلالها السياسي، وفق ما نقلته وكالة "رويترز".

تأتي هذه الخطوة بعد أن ادّعى ترامب أن قناة بنما أصبحت تحت تأثير متزايد من الصين، وصرح بنيته إعادة السيطرة عليها، مشيراً إلى المعاهدة التاريخية التي أُعيدت بموجبها القناة لبنما عام 1999، والتي وقعها الرئيس جيمي كارتر مع نظيره البنمي عمر توريخوس عام 1977. منذ تسليم القناة إلى بنما، أصبحت تمثل شرياناً حيوياً للتجارة العالمية ومصدر دخل رئيسياً للدولة، حيث حققت أكثر من 30 مليار دولار منذ عام 2000. في هذا السياق، أكد الرئيس البنمي خوسيه راوول مولينو أن القناة ستظل تحت السيادة البنمية بالكامل، قائلاً: "القناة مملوكة لبنما وستبقى كذلك. لن نسمح بأي تدخل أجنبي يمس حيادها".

أعلن مكتب المراقب المالي البنمي إجراء مراجعة شاملة لعمل شركة "موانئ بنما"، المملوكة لمجموعة "سي كيه هاتشيسون" في هونغ كونغ، والتي تدير ميناءي بالبوا وكريستوبال على طرفي القناة. وتهدف المراجعة للتحقق من امتثال الشركة لاتفاقيات الامتياز والإيرادات المدفوعة للحكومة البنمية، وسط تزايد القلق من النفوذ الصيني.

تصريحات ترامب أثارت ردود فعل قوية داخل الولايات المتحدة، حيث دفع أعضاء من الحزب الجمهوري نحو تصعيد الضغوط بشأن القناة، مشيرين إلى أهميتها الاستراتيجية كونها تستوعب نحو 40% من حركة الحاويات الأمريكية. ولم يستبعد بعضهم إمكانية استخدام الخيارات العسكرية لاستعادة السيطرة، مما يعيد للأذهان عقوداً من السيطرة الأمريكية على القناة منذ افتتاحها عام 1914 وحتى تسليمها لبنما.

تشكل قناة بنما نقطة محورية في المنافسة الجيوسياسية بين الولايات المتحدة والصين، خاصة بعد التوسعات الضخمة التي شهدتها القناة عام 2016 بتكلفة تجاوزت 5 مليارات دولار، ما زاد من قدرتها على استقبال السفن العملاقة ورفع أهميتها الاقتصادية.

في ظل هذه التطورات، يبقى السؤال حول قدرة بنما على حماية حياد القناة في مواجهة الضغوط الأمريكية والنفوذ الصيني المتصاعد، وما إذا كانت هذه الأزمة ستؤدي إلى تصعيد جديد في التوترات الجيوسياسية حول أحد أهم الممرات المائية في العالم.


Share: