حرائق كاليفورنيا: أكبر كارثة منذ 40 عامًا تلتهم لوس أنجلوس وتحدث دمارًا هائلًا

حرائق كاليفورنيا: أكبر كارثة منذ 40 عامًا تلتهم لوس أنجلوس وتحدث دمارًا هائلًا

حرائق كاليفورنيا: أكبر كارثة منذ 40 عامًا تلتهم لوس أنجلوس وتحدث دمارًا هائلًا

تشهد ولاية كاليفورنيا منذ أسبوعين حرائق غابات هي الأكبر من نوعها منذ أربعة عقود، حيث اجتاحت النيران مناطق واسعة من مقاطعة لوس أنجلوس بفعل الرياح العاتية، ما أدى إلى احتراق أكثر من 37 ألف فدان وتدمير أكثر من 12 ألف منشأة. أحياء بأكملها سويت بالأرض، فيما تقدر الخسائر الاقتصادية الناتجة عن الكارثة ما بين 250 إلى 275 مليار دولار.

مع تصاعد الخطر، اضطرت السلطات إلى إجلاء نحو 150 ألف شخص وقطع التيار الكهربائي عن 77 ألف منزل لمنع انتشار النيران. وما زال حوالي 6.5 ملايين شخص تحت تهديد الحرائق التي غطت منطقة تقارب حجم العاصمة واشنطن.

الحرائق في منطقتي "باليساديس" و"إيتون" تعد الأكبر في تاريخ الولاية منذ منتصف الثمانينيات، حيث التهمت حوالي 10.36 كيلومترات مربعة من المناطق المكتظة بالسكان، وهي ضعف المساحة التي دمرها حريق "وولسي" في 2018. وأسفرت عن مقتل 27 شخصًا على الأقل، فيما واجهت فرق الإطفاء تحديات كبيرة بسبب الرياح القوية، ورغم السيطرة عليها إلى حد ما، لا يزال خطر اندلاع حرائق جديدة قائمًا.

انتشار هذه الحرائق يُعزى إلى مزيج من العوامل الطبيعية والبشرية، حيث أدت الأمطار الغزيرة التي حفزت نمو النباتات، تلتها موجة جفاف شديدة، إلى تحويل الغطاء النباتي إلى وقود مثالي للنيران. كما ساهم تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة في زيادة وتيرة الكوارث، إلى جانب التوسع العمراني في المناطق البرية الذي أدى إلى تداخل المناطق السكنية مع الأراضي الطبيعية.

رياح "سانتا آنا" القوية التي تضرب المنطقة باستمرار ساهمت في انتشار الحرائق بشكل غير مسبوق، مما زاد من تعقيد جهود الإطفاء. هذا السيناريو يذكّر بحرائق سابقة مثل حريق "توبس" في 2017، الذي دمر آلاف المباني وتسبب في خسائر بشرية كبيرة. ومع استمرار التوسع العمراني واشتداد ظواهر الطقس الناتجة عن تغير المناخ، يحذر الخبراء من أن حرائق الغابات ستصبح أكثر شدة وتهديدًا للمناطق المكتظة بالسكان مستقبلًا.


Share: