دمار المستشفيات في ود مدني: حرب السودان تقضي على النظام الصحي
![دمار المستشفيات في ود مدني: حرب السودان تقضي على النظام الصحي](https://khabar24.net/storage/images-17-1.jpg)
دمّرت الحرب في السودان المستشفيات والمرافق الصحية، محوّلةً إياها من ملاذات للشفاء إلى أماكن تعج بالدمار والخوف، كما في مدينة ود مدني وسط البلاد. وكشفت مصادر ملية في السودان عن فقدان الولاية لأكثر من 20 مستشفى متخصصًا وحوالي 40 مركزًا صحيًا، دُمرت بالكامل بفعل الصراع المستمر. وأظهرت مشاهد المستشفيات الخالية من المرضى، حيث بقيت الأسرّة مهجورة ودفاتر المرضى ممزقة، حاملةً أسماء من فقدتهم الحرب.
وصف الطبيب عصام، أحد العاملين في المدينة، الوضع قائلاً: "كان هذا المستوصف يستقبل يوميًا بين 200 إلى 250 مريضًا ويُجري حوالي 50 عملية جراحية، وكان من أحدث المرافق، لكنه الآن أصبح دمارًا كاملًا".
أما مستشفى ود مدني التعليمي، الذي كان يخدم أكثر من 6 ملايين شخص، فقد أصبح شاهدًا على الفقد بعد تدميره، حيث كان يُقدّم خدماته لسكان الولاية والنازحين إليها بسبب الحرب.
في الوقت نفسه، فقد قطاع الصحة مختبراته بالكامل، مع بقاء الأسرّة بلا مراتب ودمار جميع المرافق العلاجية. وأشار طارق العجوة، مدير إدارة الطب العلاجي بالولاية، إلى أن السلطات الصحية تتواصل مع المنظمات الدولية لتأمين الدعم اللازم لإعادة تأهيل المرافق الصحية.
كما طالت الحرب أكثر من 40 مركزًا صحيًا كان يشكل شريان الحياة للسكان، بالإضافة إلى تدمير أكثر من 200 صيدلية، مما أسفر عن فقدان الأدوية الحيوية للأمراض المزمنة والأوبئة.
ورغم هذا الدمار، لا تزال بعض المرافق الصحية تحاول تقديم خدماتها في أقسام الطوارئ، حيث يُعالَج المرضى بموارد شحيحة. وتبقى السلطات المحلية تسعى لإعادة تأهيل بعض المستشفيات المدمرة لتلبية احتياجات المرضى في ظل الظروف الصعبة.
وأصبح مشهد المستشفيات في ود مدني، التي كانت يوماً ملاذًا للشفاء، شاهداً على حجم الخراب الذي لحق بالقطاع الصحي في البلاد جراء الحرب.