تصعيد قتالي في السودان.. دمار مصفاة الجيلي وتدهور الأوضاع في دارفور

تصاعدت العمليات القتالية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بشكل ملحوظ يوم الخميس في محاور العاصمة الخرطوم ومدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وسط اتهامات متبادلة بين الطرفين حول المسؤولية في تدمير مصفاة النفط الرئيسية في منطقة الجيلي شمال الخرطوم. المصرف قد تعرض لدمار كامل جراء القصف المكثف.

في وقت لاحق، شهدت مدينة مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، قصفًا عنيفًا شمل عدة مناطق في وسط وجنوب المدينة، في تطور مفاجئ بعد استعادتها من قبل الجيش قبل نحو أسبوعين. التصعيد المستمر يزيد من المخاوف من تفاقم الأوضاع الإنسانية في البلاد، التي تدهورت منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.

وفيما يتعلق بمصفاة النفط في الجيلي، نشب تبادل للاتهامات بين الطرفين؛ حيث اتهم الجيش قوات الدعم السريع بحرق المصفاة، بينما ردت الأخيرة بقولها إن طيران الجيش شن ضربات جوية على المصفاة. كما أفادت التقارير بتقدم الجيش في محوري الجزيرة والخرطوم، في حين أكدت قوات الدعم السريع صد عدد من الهجمات على مواقعها في المحورين.

وبالتوازي مع القتال العنيف في الخرطوم، كانت مدينة أم درمان تشهد اهتزازات عنيفة نتيجة القصف، في وقت يعاني فيه السكان من انقطاع طويل للكهرباء والمياه، وتدهور الخدمات الطبية. ومع انعدام الخدمات الأساسية، تشهد المدينة ظروفًا معيشية صعبة.

وفي مدينة الفاشر، التي تعد واحدة من أهم المدن الاستراتيجية في دارفور، استمرت الاشتباكات العنيفة بعد أن أمهلت قوات الدعم السريع الجيش 48 ساعة للانسحاب من المدينة. الفاشر هي آخر معاقل الجيش في دارفور بعد أن سيطرت قوات الدعم السريع على معظم المناطق في الإقليم. وبحسب شهود عيان، فإن أكثر من 70% من سكان الفاشر فروا من المدينة، التي كانت تعد من أهم المدن في السودان، بسبب الاشتباكات المستمرة.