"فتة العجر" أكلة شعبية فلسطينية تراثية في محافظتي رفح وخان يونس
تعتبر فتة العجر "القُرصة" أو المُليله (اللصيمة) من أهم الأكلات الشعبية التراثية الفلسطينية، في محافظتي رفح وخان يونس، ويشتهيها المغتربون بكثرة ويطالبون ذويهم بعملها وأكلها عند قضاء إجازاتهم بالوطن .
ويلجأ الشباب في محافظتي خان يونس ورفح للتجمع في لقاءات أخوية حميمية حول لقان فخار بحجم يكفي لعدة أشخاص، ملئ بفتة العجر والمعروفة (باللصيمة، القُرصة والمُليلة).
وقد أجمع كبار السن، علي اعتبار هذه الأكلة من الموروثات الشعبية، وأنهم كثيراً ما كانوا يأكلونها أيام الحصاد (السنابل)، والليالي الصيفية المُقمرة في نوران وجروان قبل إستيلاء الصهاينة على أراضيهم ببئر السبع وقضائها، وأن من أهم ميزاتها تجميع الأهل والأقارب والجيران بأعداد كبيرة، ويعتبرونها رمزاً للترابط والتراحم فيما بينهم، وتذكرهم بليالي الأُنس والمحبة، وأن "أكلة" فتة العجر كان لا يستهان بها قديماً فقد قالوا قديماً "بصلة المُحب خروف"، وكانوا يقصدوا أن أكلهم للبصل مع هذه الأكلة الشهيرة كأن مُضيفهم قد أكرمهم بذبح خروف.
طريقة التحضير
يتم تحضير عدد بطيخات (العجر) غير ناضجة أي داخلها أبيض ولم يتلون باللون الطبيعي للثمار الناضجة، (الكمية تُحدد حسب عدد الأكلة)، ويتم شوي العجر بالنار، وذلك بايقاد كرانيف النخيل وضلوع الصبر الجافة بعد أن تطفيء نيرانها الملتهبة وتبقى رمادا ساخناً يدفن فيها العجين المكون من دقيق القمح والشعير وقليل من دقيق الذرة، وتبقى مدفونة مدة عشرون دقيقة تقريبآ "أي تُمل في الرماد الساخن، ومن هنا جاءت تسميتها (بالمُليلة)، ثم تُخرج وتنظف من الرماد العالق بها وتقطع باحجام صغيرة.
والبعض يضع العجينة على الصاج بدلا من ذلك، وبعد نُضج القُرصة تقطع قطعا صغيرة وتوضع في أواني الفخار، وبعد ذلك تقُطع البندورة والعجر المشوي والبصل والفلفل الأخضر الحار، وتُهرس الخلطة جيداً مع كمية وفيرة من زيت الزيتون البلدي النقي، ويقدم معها شرائح البصل وطرشي الخيار وحبات مخلل الزيتون.