حان الوقت للقاء بينيت - عباس

حان الوقت للقاء بينيت - عباس

حان الوقت للقاء بينيت - عباس

 

بقلم: أسرة تحرير جريدة "هآرتس"

لقاء وزير الدفاع بني غانتس، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي انعقد في بيت غانتس، هو خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح. كل هذا أساساً على خلفية سنوات الحكم الطويلة لبنيامين نتنياهو كرئيس وزراء، والتي دهورت فيها العلاقات مع الفلسطينيين الى أسفل الدرك.

وقعت اتفاقات إبراهيم مع إدارة الظهر للفلسطينيين، ودُحر السلام معهم الى اسفل سلم الأولويات الوطني. على مدى كل الطريق حرص نتنياهو على ان يقيم علاقات غير رسمية مع حماس – تهديدات، تسهيلات، قتال، إعمار – وبالتوازي عمل على إهانة عباس، الزعيم الفلسطيني الذي اختار الكفاح الدبلوماسي وغير العنيف لإنهاء الاحتلال. لقد كانت الرسالة واضحة: إسرائيل تثيب القوة وتتجاهل الدبلوماسية التي تعد إظهاراً للضعف. كما أن الهدف كان واضحاً: إزالة النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني عن جدول الأعمال الوطني والدولي، وإلقاء حل الدولتين الى سلة قمامة التاريخ، وتشجيع انقسام القيادة الفلسطينية بحيث لا يتاح تحديد اي زعيم كممثل للشعب الفلسطيني كله، وتشجيع الكفاح العنيف ضد إسرائيل لأجل الاثبات للعالم بأن الفلسطينيين لا يريدون السلام وهم يقدسون الموت، بخلاف الاسرائيليين.

اما ثمن الرفض، الاهانة، المخادعة والبخل السياسي فدفعه الفلسطينيون، ولكن ليس هم فقط. فسكان الجنوب وقعوا ضحية على مذبح ادعاء الضحية الاسرائيلي لاجل ان تتوفر للحكومة الذريعة لمواصلة رفضها. وفي السنوات الاخيرة شهدت اجزاء اخرى في الدولة حياة الصواريخ، صافرات الإنذار والملاجئ. وفي هذه الاثناء وسعت اسرائيل مشروع الاستيطان وزرعت وفلحت حقول «الأعشاب الضارة». واعطت سياسة الإهانة ثمارها الفجة أيضا في المدن المختلطة داخل الخط الأخضر حيث بلغ التوتر الوطني مستويات غير مسبوقة كانت ذروتها في حملة حارس الأسوار.

وعليه، فلا غرو انهم في الليكود سارعوا لأن يحرضوا ضد الخطوة («الحكومة الإسرائيلية – الفلسطينية لبينيت») وأطلقت الى الهواء التهديدات المعتادة («تنازلات خطيرة على أمن اسرائيل هي مسألة وقت فقط»). بعد اهمال اجرامي ومتواصل لحكومات نتنياهو – كان هذا لقاء اول لعباس مع جهات رسمية في اسرائيل منذ 2010 – كل حراك ايجابي في هذا المسار الحرج يعد كخطر لدى مروجي الحروب ومقدسي بلاد اسرائيل الكاملة.
وضع رئيس الوزراء، نفتالي بينيت مسبقاً في صورة اللقاء، وينبغي الافتراض انه وافق على انعقاده. ينبغي الترحيب بذلك لكن ايضا دعوته ودعوة وزير الخارجية يئير لبيد لأن يلتقيا مع الزعيم الفلسطيني. ان التغيير الحقيقي يستوجب تغييرا في العلاقة مع الفلسطينيين، وأساسا يلزم بالمحاولة بشجاعة وبصدق وضع حد للنزاع الإسرائيلي – الفلسطيني.
«هآرتس»