عاصفة القرن تضرب أمريكا: برد قارس وثلوج قياسية

تستعد الولايات المتحدة لمواجهة واحدة من أقوى العواصف الشتوية منذ أكثر من عقد، مع توقعات بجلبها كميات غير مسبوقة من الثلوج ودرجات حرارة قياسية منخفضة. ووفقًا لهيئة الأرصاد الجوية الوطنية، بدأت العاصفة في وسط البلاد وستتحرك شرقًا خلال اليومين المقبلين، مما يجعل شهر يناير الحالي الأبرد منذ 13 عامًا.

هذا الطقس القارس يُعزى إلى ظاهرة "الدوامة القطبية"، وهي كتلة هوائية باردة تدور حول القطب الشمالي، ما يفسر التطرف في الأحوال الجوية. ومن المتوقع أن تشهد مناطق مثل مترو كانساس سيتي وسانت لويس تساقط أكثر من قدم من الثلوج بين الأحد والثلاثاء، وفقًا لموقع "أكسيوس".

كما أن الهيئة الوطنية للأرصاد حذرت من أن حوالي 86 مليون شخص سيخضعون لتحذيرات مرتبطة بالعواصف الشتوية. كما أن أكثر من نصف سكان الولايات المتحدة سيواجهون درجات حرارة تصل إلى ما دون درجة التجمد، مع شذوذ حراري يتراوح بين 15 و25 درجة فهرنهايت تحت المعدل الطبيعي لهذا الوقت من العام.

وفي ظل هذا الوضع، أعلنت ولايات كنتاكي وفيرجينيا حالة الطوارئ، بينما تواجه مناطق في الجنوب مثل ميسيسيبي وفلوريدا درجات حرارة غير مألوفة. المدن الكبرى مثل واشنطن العاصمة وبالتيمور وفيلادلفيا تستعد بدورها لظروف ثلجية وجليدية تمتد من الأحد إلى الاثنين، مع توقعات بتساقط ثلوج يصل ارتفاعها إلى 12 بوصة في بعض المناطق.

العاصفة لن تقتصر على تساقط الثلوج؛ إذ من المتوقع أن تؤدي الأمطار الجليدية إلى مخاطر كبيرة، تشمل تراكم الجليد على الأشجار وخطوط الكهرباء، ما قد يتسبب بانقطاعات واسعة النطاق في التيار الكهربائي من كانساس إلى غرب فرجينيا. وقد تواجه بعض المناطق اضطرابات في السفر، حيث ستتنازل شركات الطيران عن رسوم تغيير الحجوزات للتخفيف من آثار تأجيل الرحلات.

وفيما تستمر العاصفة حتى يوم الثلاثاء، سيترقب خبراء الأرصاد الجوية تحركًا محتملاً لكتلة قطبية أخرى قد تضرب الولايات المتحدة في غضون أسبوع، ما يضع البلاد أمام احتمال مواجهة موجة برد جديدة في أواخر يناير.