هيثم جابر.. الروائي السجين

هيثم جابر.. الروائي السجين

سلفيت- يسير الأدب الفلسطيني داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي جنباً إلى جنب مع حياة الأسير، كوسيلة من وسائل النضال والعمل الوطني، وكأداة لتعبير الأسير عن مشاعره، والواقع الصعب الذي يعيشه، ولتوثيق التجربة التي يخوضها بطريقة إبداعية.

عُرفت هذه الأعمال الأدبية بـ "أدب السجون"، تمثلت في: الشعر والقصة القصيرة والرواية والرسالة الأدبية، والتي سعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بشتى الوسائل الاستبدادية حرمان الأسير الفلسطيني منها، ومن امتلاك أبسط أدوات الثقافة، وحاولت مراراً مصادرة ما يملكونه من أوراق وكتب لإحكام سياسة الحصار الثقافي.

 كلما حاولت السلطات الإسرائيلية فرض هذا الحصار، كلما ازداد إصرار الأسير الفلسطيني على إنتاج أعماله الأدبية والفنية التي تجسد معاناته بكل أبعادها.

من خلف هذه القضبان اتخذ الأسير هيثم جابر (48 عاما) المولود في بلدة حارس غرب مدينة سلفيت، السجن حافزا له للبدء بالكتابة وإنتاج الأعمال الأدبية، وإصدار الروايات الوطنية والدواوين الشعرية التي حملت بصمة الأسير الفلسطيني.

شقيق الأسير، مجاهد جابر قال لـ "وفا": إن القراءة والكتابة هي واحدة من أهم هوايات الأسير جابر، منذ صغره وهو يعبر عن مشاعره وحبه للوطن بالكتابة، وداخل الأسر اعتبرها شكل من أشكال استمرار النضال الشعبي.

وأضاف: في كل مرة يصدر فيها عملاً أدبياً يشعر شقيقي بالانجاز الوطني، وأنه يقدم كل ما يستطيع في مواجهة السجان حتى في أكثر الأماكن عتمة وضيقا بالعالم، وكأنه يشعر بشيء من الحرية من خلال إصداراته الأدبية.

أصدر جابر مؤخراً ديوانه الثالث بعنوان "زفرات في الحب والحرب-3" وهو واحد من سلسلة الدواوين التي حملت ذات الاسم، والتي جمع فيها ما بين الحب للحياة والأرض الوطن والعاطفة للمرأة، وبين الحرب والصراع مع الاحتلال.

وسبق إصدار هذا الديوان عدة روايات الأولى كانت في العام2016  وهي "الأسير 1578" يتحدث فيها عن حياة الأسير الفلسطيني منذ اللحظة الأولى حتى لحظة خروجه، وعن لحظات اعتقاله وما يتعرض له من تعذيب وتحقيق، وعن الحياة داخل الزنازين، ومراحل تنقلهم بين السجون وعذاباتها.

ورواية أخرى حملت اسم "الشهيدة" تحدث فيها عن فتاة مقاومة ناضلت طيلة حياتها قبل أن ترتقي شهيدة. ومجموعة القصص القصيرة بعنوان "العرس الأبيض" التي يتحدث فيها عن قصص وطنية واقعية وخياليه مشيراً فيها إلى حب الذات والأرض. ومن ثم الديوان الشعري المكون من ثلاثة أجزاء "زفرات الحب والحرب".

وأضاف شقيق الأسير: اعتقل هيثم في المرة الأولى وهو طفل بعمر 16 عاما وحكم عليه بالسجن لمدة عامين ونصف، وبعد الإفراج عنه بعام اعتقل مرة أخرى أمضى خلالها 4 سنوات ونصف حصل فيها على شهادة الثانوية العامة وهو داخل الأسر.

في العام 2002 دخل جابر للمرة الثالثة إلى سجون الاحتلال، وحكم عليه بالسجن لمدة (28عاما)، أنهى خلالها تعليمه في جامعة الأقصى "تعليم عن بعد" قسم التاريخ، كما حصل في العام 2018 على شهادة الصحافة والإعلام من جامعة النجاح الوطنية.

ويذكر مجاهد لـ"وفا": يحب أخي الشعر منذ صغره، أحتفظ بدفتر شعر خاص به وهو بعمر 16 سنه لكنه لم ينشره. نتعلم منه حب الشعر والاطلاع والقراءة والثقافة وحب الوطن.

يذكر أن أول كتاب فلسطيني وُضع في أدب المعتقلات بعنوان "أدب السجون" للكاتب "خليل بيدس" الذي كتبه أثناء فترة اعتقاله في سجون سلطات الانتداب البريطانية في فلسطين، ومن أبرز الشعراء الفلسطينيين الذين كتبوا في التجربة الأدبية الاعتقالية: محمود درويش، ومعين بسيسو، وتوفيق زياد، وسميح القاسم.

كما أن النساء الفلسطينيات كتبن تجربتهن داخل المعتقل وما تعرضن له من تعذيب وقسوة، منهن: ناهدة نزال، وزكية شموط، وختام خطاب، وسعاد غنيم، وجميلة بدران، وحليمة فريتخ، وعائشة عودة.