إيران تحذر ترامب: لا تنخدع قوتنا في ذروتها

إيران تحذر ترامب: لا تنخدع قوتنا في ذروتها

إيران تحذر ترامب: لا تنخدع قوتنا في ذروتها

على الرغم من الرسائل الإيجابية التي أطلقتها إيران تجاه واشنطن بعد وصول الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، إلا أن مسؤولاً إيرانيًا حذر الولايات المتحدة.

في هذا السياق، صرح محسن رضائي، رئيس المجلس الاقتصادي للتنسيق بين رؤساء السلطات الثلاث وعضو مجمع تشخيص مصلحة النظام والقائد السابق للحرس الثوري الإيراني، بأن مبادئ إيران في سوريا ثابتة ولن تتغير، مؤكدًا ذلك رغم سقوط نظام الأسد الذي كان حليفًا لإيران، وتولي قادة المرحلة الانتقالية الذين أكدوا مرارًا عدم وجود دور لإيران في بلادهم.

وأوضح رضائي، مخاطبًا ترامب، أن الأخير يجب ألا ينخدع بالادعاءات التي تزعم أن إيران قد ضعفت بسبب الضغوط التي تعرضت لها الجماعات الموالية لها في الشرق الأوسط، مثل لبنان وغزة وسوريا واليمن. وأكد رضائي أن إيران اليوم أقوى من أي وقت مضى وجاهزة للتعامل مع جميع الظروف.

كما رد على الأخبار المتعلقة بالطلب الإيراني للتفاوض مع الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن ترامب وأميركا لا يمكنهما توقع أي نتائج من إيران دون بناء الثقة. فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، أضاف رضائي أنه “لم نسعَ ولن نسعى للحصول على السلاح النووي”.

وجاء هذا التصريح بعد ساعات قليلة من إعلان مساعد وزير الخارجية الإيراني، كاظم غريب آبادي، استعداد بلاده لاستئناف مفاوضات رفع العقوبات مع الإدارة الأميركية الجديدة. وأكد غريب آبادي، الذي كان جزءًا من فريق التفاوض الإيراني مع الترويكا الأوروبية في جنيف، أن إيران كانت دائمًا مستعدة للتفاوض، وأن المحادثات قد تحقق نتائج إيجابية إذا توافرت الإرادة لدى الجانب الأميركي.

وتجدر الإشارة إلى أن طهران قد استأنفت في سبتمبر 2024 المحادثات مع الدول الأوروبية بشأن برنامجها النووي على هامش قمة الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وقد أُجريت حتى الآن ثلاث جولات من المشاورات، كان آخرها في جنيف في 13 يناير 2025.

وكان ترامب قد أعلن في مايو 2018 انسحاب بلاده من الاتفاق النووي، وأعاد فرض عقوبات مشددة على إيران. كما توعد خلال حملاته الانتخابية باتباع سياسة صارمة تجاه إيران، بما في ذلك فرض المزيد من العقوبات.

وفي الوقت نفسه، أكد ترامب مرارًا عزمه على إنهاء الصراعات والحروب حول العالم، مما رفع آمال بعض الدول، ومنها إيران، على الرغم من تجاربها السابقة معه.

في الأسابيع الأخيرة، سرب فريق عمل ترامب أنه سيعود إلى سياسة “الضغط القصوى”، وأن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات كبيرة على إيران ومن يتعامل معها. لكن الغموض يحيط بتفاصيل سياسته والإجراءات التي ينوي اتخاذها.

وفي حال حدوث أزمة جديدة، سيكون لدى الطرفين خيارات متعددة للتعامل مع الوضع. فإيران يمكن أن تلجأ إلى الحوثيين والميليشيات في العراق، أو حتى تفتح جبهات إضافية في سوريا أو لبنان لمواجهة الولايات المتحدة. كما أن إيران قد تدير الوضع في ظل العقوبات لمدة أربع سنوات حتى “تمر العاصفة”.

ومع ذلك، لا تخشى إيران بشكل أساسي العمل العسكري الأميركي، خصوصًا أن ترامب لا يبدو راغبًا في فتح جبهات حرب جديدة للجنود الأميركيين، ولكن ما يمكن أن تخشاه إيران هو أن يكرر ترامب سياسة بايدن، ويعطي الضوء الأخضر لإسرائيل لتنفيذ ضربات متكررة ضدها.


Share: