وللتسوية..رفض مقدسي لقرار محكمة الاحتلال مصادرة وإخلاء أرض الشيخ جراح
القدس المحتلة- خبر24- أعلنت شخصيات دينية ووطنية، اليوم الثلاثاء، رفضها لقرار مصادرة وإخلاء الأرض الصادر عن محكمة الاحتلال، وذلك خلال مؤتمر صحفي عقد في الأرض بحي الشيخ جراح في القدس المحتلة.
وشارك في المؤتمر مفتي القدس الشيخ محمد حسين، والمستشار في ديوان الرئاسة أحمد الرويضي، والمحامي مهند جبارة، وأعضاء هيئة العمل الوطني والأهلي بالقدس وأصحاب الأرض وشخصيات وطنية.
وندد مفتي القدس خلال المؤتمر بالاجراءات الإسرائيلية التي تستهدف القدس وأبنائها، سواء بالمصادرات أو التسويات.
ولفت إلى أن العائلات الفلسطينية في حي الشيخ جراح تحافظ على وجودها وترفض أي تسويات تتعلق ببيوتها التي تملكها.
وأكد رفضه استهداف أرض فلسطينية خاصة في مدينة القدس، وقال: "الأرض المستهدفة تأتي ضمن المشاريع والمنهجية الاسرائيلية لتهويد ما يمكن تهويده بالمدينة".
وأضاف: "نحن نؤيد موقف أصحاب الأرض بالتمسك بأرضهم والشعب الفلسطيني حيثما تكون أرضه".
وتابع: "وعلينا الوقوف بجانبهم لنكون الدرع الواقي للحفاظ على كل الأرض المقدسية وحقوق شعبنا الفلسطيني بالمدينة والأرض الفلسطينية".
من جانبه، شدد المستشار في ديوان الرئاسة أحمد الرويضي على الموقف الثابت من حق العودة وتقرير المصير لكافة اللاجئين الفلسطينيين، مشيرا إلى خطاب القيادة الفلسطينية للرئيس محمود عباس في هيئة الأمم المتحدة.
وقال: "موقفنا واضح ورسمي رفضنا لكافة الاجراءات والمحاكم الاسرائيلية التي تعتبر جزء من تنفيذ برنامج حكومة الاحتلال، بالاضافة إلى رفض أي عرض تعويض لمخاطره القانونية والوطنية الناتجة عنها".
وأشار إلى أن بلدية الاحتلال تسعى للسيطرة على الأرض في الشيخ جراح لخدمة المستوطنين وإقامة حديقة توراتية، ضمن إطار سياسة التهجير القسري وعزل البلدة القديمة عن أحيائها المحيطة بها.
وقدم المحامي مهند جبارة شرحا، عن الوضع القانوني للأرض، والقرارات الصادرة عن محاكم الاحتلال بحقها.
وقال: "من الواضح النية المبيتة لدى بلدية القدس بالسيطرة على الأرض بغرض اقامة موقف سيارات لخدمة المستوطنين".
ولفت إلى أن الوصول لتفاهمات بين أصحاب الأرض والقائمين على شركة (ماهي) لفنادق الشرق الأوسط، سيفوت الفرصة على مصادرتها من قبل بلدية القدس.
ونوه الناشط راسم عبيدات إلى أن مخططات الاحتلال بإقامة حدائق تلمودية عبارة عن مشاريع استيطانية للاستيلاء على الأراضي.
وبين أن استهداف هذه الأرض يأتي في محاولة الاحتلال لعزل المنطقة الشمالية من مدينة القدس عن قلبها.
وتطرق للمشاريع الاسرائيلية في أحياء القدس منها واد السيلكون واقامة حدائق تلمودية في محيط الشيخ جراح ومقبرة اليوسفية.
فيما أكد زكريا عودة أحد أصحاب الأرض رفضهم أي تعويض عنها، وقال: "أي حديث عن تعويضات يعتبر خيانة للأهداف الوطنية ووجود شعبنا الفلسطيني على أرضه بالقدس".
ولفت إلى أن استهداف هذه الأرض هو جزء من استهداف 28 منزلا في حي الشيخ جراح مهددين أصحابها بالاخلاء القسري في أي لحظة.
وكان أهالي وحدات حي الشيخ جراح، أعلنوا رفضهم التسوية المقترحة من قِبَل محكمة الاحتلال.
وجاء في بيان صادر عنهم اليوم الثلاثاء: "رفضنا بالإجماع التسوية المقترحة من قِبَل محكمة الاحتلال التي كانت ستجعلنا بمثابة (مستأجرين محميين) عند الجمعية الاستيطانية (نحلات شمعون) وتمهد تدريجيًا لمصادرة حقنا في أراضينا. يأتي هذا الرفض انطلاقًا من إيماننا بعدالة قضيّتنا وحقنا في بيوتنا ووطننا بالرغم من انعدام أي ضمانات ملموسة لتعزيز وجودنا الفلسطينيّ في القدس المحتلة من قبل أي جهة أو مؤسسة."
وأضاف البيان "ندرك أن تهرُّب محاكم الاحتلال من مسؤوليتها في إصدار الحكم النهائي، واجبارنا على الاختيار بين التهجير من بيوتنا أو الخضوع لاتفاق ظالم، ما هو إلّا امتداد لسياسات استعمارية تهدف لشرذمة التكافل الاجتماعي الذي حققه الشعب الفلسطيني في الهبة الأخيرة، ومحاولة لتشتيت الأضواء عن الجريمة الأكبر: التطهير العرقي الذي يرتكبه الاحتلال ومستوطنيه. نحن لا نقبل أن تسوّق صورة احتلال منصف على حسابنا، ولن نرضى بأنصاف الحلول".
وأشار البيان الى انه "كان للشارع الفلسطيني دور مصيري في صياغة الرأي العام المحلي والعالمي ضد سياسات الاستعمار الاستيطاني، وبالتالي فإننا نعوّل عليه ألّا يقع في فخ الاحتلال لتمزيق الوحدة الوطنية والحاضنة الاجتماعية التي حققناها سويًا الصيف الماضي في انتفاضتنا الشاملة ضد التطهير العرقي. نأملُ من شعبنا العظيم أن يؤازرنا في تبعات موقفنا الرافض والتي نعلم أنها ستكون ثقيلة ولا يصدها إلا التكاتف الشعبي."
وحمل البيان حكومة الاحتلال بشكل كامل مسؤولية سرقة البيوت في الشيخ جراح، وطالب المجتمع الدولي أن يقف عند مسؤولياته ليردع المحاكم الإسرائيلية عن عمليات الطرد من حي الشيخ جراح.