لماذا ينتفض فلاحو الهند مجدَّدًا ضد مودي؟ وكيف ترد الحكومة؟

لماذا ينتفض فلاحو الهند مجدَّدًا ضد مودي؟ وكيف ترد الحكومة؟

 

لماذا ينتفض فلاحو الهند مجدَّدًا ضد مودي؟ وكيف ترد الحكومة؟

جدَّد الفلاحون في الهند احتجاجاتهم بدعوات إلى إضراب على مستوى البلاد في الذكرى السنوية لإقرار البرلمان الهندي تشريعات مثيرة للجدل في سبتمبر (أيلول) من العام الماضي، حسب ما جاء في تقرير نشرته مجلة «ذا دبلومات» الأمريكية.

وأفاد التقرير الذي أعدَّه ريشي ليخي لوكالة «أسوشيتد برس» أن آلاف الفلاحين الهنود أغلقوا حركة المرور على الطرق الرئيسة وخطوط السكك الحديدية خارج العاصمة الهندية نيودلهي يوم الإثنين، وذلك إحياءً لمرور عام على المظاهرات ضد القوانين التي تدعمها الحكومة والتي يقولون إنها ستدمر سُبل عيشهم.

ولفت الكاتب إلى أن الفلاحين جدَّدوا احتجاجاتهم بالدعوة إلى إضراب في جميع أنحاء البلاد بمناسبة الذكرى السنوية لإقرار التشريع. وقد شكَّلت المظاهرات، التي طال أمدها، واحدة من أكبر التحديات السياسية أمام رئيس الوزراء ناراندرا مودي، الذي اكتسح صناديق الاقتراع للمرة الثانية في عام 2019.

وقد تجمع مئات الفلاحين وهم يلوحون بالأعلام الملونة ويوزعون الطعام المجاني يوم الإثنين في أحد مواقع الاحتجاج على أطراف العاصمة نيودلهي.

تصميم على الاستمرار

ونقل التقرير عن مانجيت سينج، وهو مزارع ومتظاهر يبلغ من العمر 45 عامًا، قوله إن «الحماس الذي كان لدينا في اليوم الأول أصبح الآن أقوى وأكبر كثيرًا".

بدورها سافرت موهيني كور، البالغة من العمر 61 عامًا من نيودلهي، إلى موقع الاحتجاج لإظهار دعمها للمزارعين. تقول موهيني: "هؤلاء الفلاحون الشجعان موجودون هنا اليوم تحت أشعة الشمس الحارقة. ويحتجون تحت ظروف الطقس المختلفة من مطر وحرارة وبرودة".

أعرب المتظاهرون عن تصميمهم على استمرار الحركة، حتى إن بعضهم أحضر معه لوازم نومه، ونصبوا الخيام خارج موقع الاحتجاج مع مرور اليوم. وعلى طول الأطراف الجنوبية الغربية والشرقية للعاصمة نيودلهي، خرج الفلاحون المحتجون على الطرق السريعة المزدحمة، وخنقوا حركة المرور، وقطعوا الوصول من العاصمة إلى الولايات المجاورة. ونشرت الحكومة الشرطة في ثلاثة مواقع احتجاج رئيسة في ضواحي المدينة للحفاظ على القانون والنظام.

ما وراء غضب الفلاحين

وأضاف كاتب التقرير أن ائتلافًا من نقابات الفلاحين، المعروف باسم «ساميوكتا كيسان مورشا» أو جبهة الفلاحين المتحدين، دعا المتاجر والمكاتب والمصانع وغيرها من المؤسسات إلى إغلاق أبوابها تضامنًا مع الإضراب الذي دام عشر ساعات. ومع ذلك، يبدو أن الدعوات إلى الإضراب لم تحظَ باستجابة كبيرة، وآية ذلك أن معظم الأعمال التجارية تواصل العمل كالمعتاد في جميع أنحاء العاصمة.

وقد دافعت الحكومة عن التشريع قائلة إن من الضروري تحديث الزراعة وإن القوانين ستعزز الإنتاج من خلال الاستثمار الخاص. ولكن الفلاحين يقولون إن التشريع الجديد سوف يدمر أرباحهم من خلال إنهاء التسعيرة المضمونة وإجبارهم على بيع محاصيلهم للشركات بأسعار أرخص.

وفي ولايتي البنجاب وهاريانا المجاورتين، وهما أكبر منتجين زراعيين في البلاد، أغلق الآلاف من المتظاهرين أيضًا الطرق السريعة، الأمر الذي أدَّى إلى توقف حركة المرور في بعض المناطق

في ولاية بيهار الشرقية، توقفت القطارات؛ حيث جلس الفلاحون على خطوط السكك الحديدية. كذلك خرج المتظاهرون إلى الشوارع ورفعوا شعارات مناهضة لحكومة مودي وأحرقوا الإطارات وقطعوا الطرق في أنحاء المنطقة. وقالت الشرطة إن نحو 500 محتج اعتقلوا لكنها أضافت أن الإغلاق ظل سلميًّا.

وفي مدينة بنجالورو الجنوبية يوم الإثنين، تظاهر مئات الأشخاص دعمًا للاحتجاج ضد الحكومة. وذكرت وسائل إعلام محلية في ولاية كيرالا الجنوبية أن الجبهة الديمقراطية اليسارية التي تحكم الولاية دَعَت إلى إغلاق كامل.

دعم أحزاب المعارضة

ونوَّه الكاتب إلى أن أحزاب المعارضة في الهند، بما في ذلك حزب المؤتمر، دعمت الفلاحين، ووصف الزعيم البارز راهول غاندي الحكومة بأنها «استغلالية» وقال إنه وقف إلى جانب الفلاحين يوم الإثنين. وفشلت عدة جولات من المحادثات بين الحكومة والفلاحين في التوصُّل إلى حل للمشكلة.

وفي نوفمبر (تشرين الثاني)، صعَّد الفلاحون حركتهم من خلال شَحْذ استعدادتهم في ضواحي نيودلهي، حيث يُخيمون منذ ما يقرب من عام، وعانوا خلال تلك المدة من شتاء قارس، فضلًا عن موجة قوية من جائحة فيروس كورونا المستجد التي ضربت الهند في وقتٍ سابقٍ من هذا العام.

ويختم الكاتب تقريره بالإشارة إلى أن المتظاهرين، وعلى الرغم من أن حركة احتجاج الفلاحين سلمية إلى حدٍ كبيرٍ، اخترقوا في يناير (كانون الثاني) الماضي حواجز الشرطة لاقتحام القلعة الحمراء التاريخية في وسط العاصمة. وأدَّت الاشتباكات مع الشرطة إلى مقتل متظاهر وإصابة المئات.

عن " ذا ديبلومات"

 

.