النجمة لورديس زيدان.. عين على السلة وعين على الأبناء

النجمة لورديس زيدان.. عين على السلة وعين على الأبناء

رام الله-خبر24- كتبت: أحرار جبريني

هي بمثابة جيوش العالم أجمع تحيط ابناءها أماناً وكأنها سيدة هذا الكوكب، كانت وما تزال بالنسبة لهم الثقة والأمن والسند ومقيل عثرتهم، تنير لهم الطريق، وتشق لهم الدروب الوعرة، هي لهم النور الذي يضيء عتمة الروح، نعم هي الأم..

لفت انتباهي  مؤخراً صورة التقطتها المصورة المميزة شروق الشريف، للاعبة  لورديس زيدان أثناء خوضها مباراة بكرة السلة مع فريقها بيت جالا، حين استغلت فترة الإستراحة لتدريس طفلتها ومداعبتها والابتسام في وجهها، وكأنها ترسل للقلب الصغير رسالة فحواها، أنت يا طفلتي فرحي ومرحي وغايتي فمن ابتسامتك استمد العزم، ومن جهدك ألعب بكل طاقتي، فدرس اليوم مشترك أنا مدرستُك في لحظة وأنتِ في لحظة لنسير صوب النصر سوياً، أنت في دراستك وأنا في محبوبتي كرة السلة، من هنا كان لا بد لي من تسليط الضوء على تلك" النجمة الأم" لمعرفة تفاصيل أكثر عن رياضتها المفضلة وحياتها الخاصة فكان لها معي هذا اللقاء..

لورديس موريس نيقولا زيدان، "41" عاماً، لاعبة كرة سلة، سكان بلدة بيت جالا في محافظة بيت لحم، متزوجة ولديها طفلين، درست تخصص محاسبة-إدارة أعمال في جامعة بيت لحم عام 2015 وأيضاً تخصص "دليل سياحة" عام 2019، وبسبب جائحة كورونا لم تتمكن من العمل بشكل كامل في ذاك التخصص، إلا أنها حالياً موظفة في قسم المحاسبة  في مدرسة طاليثا قومي.

منذ أن كانت طفلة صغيرة تحديداً في سن الـ 14 عاماً، بدأت لورديس تتعلق بلعبة كرة السلة حتى أصبحت شغفا حقيقيا لديها.

 بدأت نجمتنا ممارسة هوايتها مع فريق أرثوذكسي بيت جالا بالتزامن مع اللعب في فريق مدرستها البطريركية اللاتينية، وشاركت معهما في جميع البطولات المحلية فقط، كونها لم تكن تمتلك الهوية الفلسطينية لأن عائلتها من مهاجري أمريكا الجنوبية، وعندما قرروا العودة إلى الوطن عام 1994، وبسبب سياسة الاحتلال الإسرائيلي  لم يُسمح لهم بالحصول على الهوية الفلسطينية، فحرمت من المشاركات الخارجية مع فريقها.

وخلال دراستها الجامعية استطاعت نجمتنا تمثيل فريق الجامعة بتميز حتى باتت معروفة للجميع بسرعتها وبرمياتها الثلاثية.

لورديس أختارت اللعب في مركز صانع الألعاب منذ أول يوم تدريب كونه الموقع المفضل لديها.

يقال: "حتى نستطيع أن نكمل مِشوارنا في الحياة لا بد من وجود هدف، ولكن لا يمكننا الاستمرار بتحقيقه دون وجود تشجيع وإصرار، فقد يكون هذا التشجيع من الأهل والأصحاب".

أكدت نجمتنا أن من أهم الاشخاص الذين ساهموا في تطوير مستواها في اللعبة هو المدرب الراحل باسل معايعة (أبو زكي)، إضافةً إلى مدرب النادي ماهر مطر (ابو نزار)، التي تُكن لهما كل المحبة والاحترام، مشيرةً إلى أن عائلتها كانت أفضل المشجعين لها، إلى جانب زوجها الذي يدعمها ويساندها دائماً.  

لم تخف لورديس أن مستوى كرة السلة النسائية ما زال ضعيفاً، وذلك للعديد من الأسباب أبرزها: عدم وجود صالات كافية ومدربين بكفاءات عالية، عدا عن حواجز الاحتلال الإسرائيلي التي تضييق الخناق على المواطنين في مختلف مناطق الضفة الغربية.

 وتأمل نجمتنا أن يكون هنالك استمرارية دون انقطاع في التدريب والمنافسة لجميع الفرق النسائية، مؤكدةً ضرورة تنظيم بطولات بشكل مستمر أسوةً بالرجال حتى يتمكن الجيل القادم من التطور و إبراز مواهبهم، مطالبة الاتحاد الفلسطيني لكرة السلة بالاهتمام أكثر بالفرق النسائية وتوفير مقومات النجاح والتطور.

بالتأكيد إن النجاح والتميز يحتاج إلى تحضير مسبق ورؤية مستقبلية، فاليوم نغرس شجرة وغداً نَنمو تحت ظلها، ونجمتنا تطمح إلى أن تصبح في يوم من الأيام مدربة كرة سلة وهي الان تسعى لاكتساب الخبرة أكثر في مجال التدريب.

هي الأم تبقى أروع ما في الوجود، تنسى نفسها فتبحث عنها في وجوه أبنائها،  فتقدمهم على احتياجاتها، تدرسهم وتطعمهم وتساعدهم في ارتداء ثيابهم، فينقلب هذا الجهد فرح وسعادة وسرور، هي الأم التي تجد في أشد أوقاتها تركيزاً وتعباً فسحة فرح تزرع فيها الأمل والمحبة في نفوس أبنائها، هي باختصار الإنسانة الوحيدة التي تعطي دون مقابل، ونجمتنا الأم  "لورديس" مثال يحتذى به، و بالرغم من عملها وتدريباتها لم تهمل أطفالها أبداً باعتبارهم الأولوية الأساسية في حياتها، تقضي وقتها رفقتهم بالدراسة واللعب والمرح وممارسة هوايتهم المختلفة.

 ترى لورديس أن سبب تألقها واستمرارها بممارسة هوايتها، هما طفليّها، ففي الوقت الحالي هما الداعم الحقيقي لها، دائماً يتواجدان برفقتها في التدريبات، من جانب هما داعم ومؤازر لوالدتهما، ومن جانب تكون لورديس مطمئنة بمشاهدتهما أمام عينها، عدا عن أنها تقوم بتحفيزهما من خلال مشاهدتها أثناء التدريب على أن الرياضة مهمة جداً في حياة الإنسان.