ما بين ترحيب عربي وتشكيك أميركي باستئناف العلاقات السعودية الإيرانية كان جليا السخط الإسرائيلي

ما بين ترحيب عربي وتشكيك أميركي باستئناف العلاقات السعودية الإيرانية كان جليا السخط الإسرائيلي

الرياض - توالت ردود الفعل العربية والدولية على إعلان استئناف العلاقات بين إيران والسعودية، اليوم الجمعة، الذي جاء في بيان ثلاثي مع الصين، حيث استضافت الأخيرة مباحثات سرية بين الطرفين، أكد فيه البلدان احترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للطرف الآخر.

وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، مساء الجمعة، إنّ إبرام بلاده اتفاقية لاستئناف العلاقات مع إيران "تفضيل للحل السياسي والحوار".

وأضاف في تغريدة على "تويتر": "يأتي استئناف العلاقات الدبلوماسية بين المملكة وإيران، انطلاقا من رؤية المملكة القائمة على تفضيل الحلول السياسية والحوار، وحرصها على تكريس ذلك في المنطقة". وتابع "يجمع دول المنطقة مصير واحد، وقواسم مشتركة، تجعل من الضرورة أن نتشارك سوياً لبناء أنموذج للازدهار والاستقرار لتنعم به شعوبنا".

بدوره قال كبير الدبلوماسيين الصينيين وانغ يي، اليوم الجمعة، إنّ المحادثات الناجحة بين إيران والسعودية في بكين "نصر للحوار والسلام".

ونقلت وزارة الخارجية الصينية عن وانغ قوله، في اختتام الحوار بين السعودية وإيران "هذا نصر للحوار، ونصر للسلام، ويقدم أنباء طيبة عظيمة في وقت يشهد فيه العالم كثيرا من الاضطرابات".

وجاء في بيان ثلاثي مشترك أصدرته وزارة الخارجية الصينية أن كبار مسؤولي الأمن من السعودية وإيران، أجروا محادثات لم يعلن عنها في بكين واستمرت من السادس إلى العاشر من مارس/ آذار. وعبرت الأطراف الثلاثة في البيان عن استعدادها لبذل "كل جهد ممكن" لتعزيز السلام والأمن على الصعيدين الدولي والإقليمي.

وقال وانغ بحسب ما نقلته "رويترز" "بصفتها وسيطاً يتمتع بحسن النية وموثوقا به، أدت الصين واجبها بكل أمانة باعتبارها الدولة المضيفة". وذكر أن الصين ستواصل لعب دور بناء في التعامل مع القضايا الشائكة في العالم اليوم وستظهر تحليها "بالمسؤولية" بصفتها دولة كبرى. وأضاف "العالم لا يقتصر فقط على قضية أوكرانيا".

تشكيك أميركي

وقالت الولايات المتحدة الجمعة إنها ترحّب باستئناف إيران والسعودية علاقاتهما الدبلوماسية إثر مفاوضات استضافتها الصين، لكنها أعربت عن شكوكها في احترام طهران التزاماتها.

وأوضح الناطق باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، وفق ما أوردته "فرانس برس"، "نحن نرحب" بالاتفاق الدبلوماسي مضيفاً أنه ينبغي رؤية "ما إذا كانت إيران ستفي بالتزاماتها".

وتابع "سوف نرى (...) ما إذا كان الإيرانيون سيحترمون جانبهم من الاتفاق. فهذا ليس نظاما يحترم كلمته عادة". وقال كيربي "نرغب في رؤية نهاية الحرب في اليمن وأن هذا الترتيب الذي توصلوا إليه قد يساعدنا في الوصول إلى هذه النتيجة".

ورداً على سؤال حول الدور الصيني غير المعتاد في المساعدة على جمع السعودية حليفة الولايات المتحدة، وإيران، قال كيربي إنّ إيران حضرت إلى طاولة المفاوضات بسبب "الضغوط التي تتعرض لها" في الخارج والاستياء المحلي. وأضاف "نحن بالتأكيد نواصل مراقبة الصين فيما تحاول كسب نفوذ وإيجاد موطئ قدم لها في أماكن أخرى في العالم من أجل مصلحتها الضيقة".

وختم قائلاً "لكن في النهاية، إذا كانت استدامة هذا الاتفاق ممكنة، بغض النظر عن الدافع أو من جلس إلى الطاولة... نحن نرحب به".

ترحيب خليجي

وخليجياً، رحب مجلس التعاون الخليجي باتفاق استئناف العلاقات بين السعودية وإيران وإعادة فتح بعثاتهما الدبلوماسية. وأكد جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، بحسب الموقع الإلكتروني للمجلس، دعم مجلس التعاون لما ورد في البيان الثلاثي وترحيبه بكافة الخطوات التي تُسهم في تعزيز الأمن والسلام في المنطقة ودعم استقرارها ورخاء شعوبها، مؤكداً أهمية الدور المحوري الذي تقوم به المملكة العربية السعودية ودبلوماسيتها الفاعلة في المجالين الإقليمي والدولي.

قطر

وعبّر رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، الجمعة، في اتصالين هاتفيين منفصلين مع نظيريه، السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله آل سعود، والإيراني حسين أمير عبد اللهيان، عن ترحيب قطر باستئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهم، معرباً عن تطلع قطر بأن تساهم هذه الخطوة في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وتلبي تطلعات شعبي البلدين، بما يعود بالمنفعة على جميع شعوب المنطقة، بحسب "قنا".

العراق وعمان

ورحّب العراق وسلطنة عُمان، اللتان استضافتا جولات سابقة من المحادثات بين البلدين خلال السوات الماضية، بالاتفاق الإيراني السعودي.

وأوردت وكالة الأنباء العمانية، في تغريدة على "تويتر"، أن عُمان ترحب باستئناف العلاقات الدبلوماسية السعودية الإيرانية وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما.

كما أعرب العراق عن "ترحيبه"، بالاتفاق بين السعودية وإيران على استئناف علاقاتهما الدبلوماسية المنقطعة منذ العام 2016، معتبراً أن ذلك بداية لـ"صفحة جديدة" من العلاقات بين البلدين، وذلك في بيان صادر عن وزارة الخارجية العراقية.

واعتبرت الخارجية العراقية، وفق ما نقلت "رويترز"، أن الاتفاق هو بداية "صفحة جديدة من العلاقات الدبلوماسيَّة بين البلدين"، مشيرةً إلى "المساعي التي بذلتها الحكومةُ العراقيَّة في هذا الإطار"، حيث استضافت بغداد عدة جولات مفاوضات بين الطرفين، ورسخت "قاعدة رصينة من الحوار" وصولاً إلى الاتفاق الذي "يعطي دفعة نوعيّة في تعاون دول المنطقة... يُؤذِن بتدشين مرحلة جديدة".

الحوثيون يرحبون

وقال محمد عبد السلام، كبير مفاوضي جماعة الحوثي اليمنية المدعومة من إيران، في تغريدة على "تويتر"، الجمعة، إنّ المنطقة بحاجة إلى استئناف "العلاقات الطبيعية" بين دولها. وأضاف عبد السلام أن "المنطقة بحاجة إلى استئناف العلاقات الطبيعية بين دولها حتى تستعيد الأمة الإسلامية أمنها المفقود نتيجة التدخل الأجنبي".

لبنان و"حزب الله"

بدورها رحبت الخارجية اللبنانية بالاتفاق، وقالت الوزارة في حسابها على "تويتر" إنّ وزير الخارجية والمغتربين اللبناني عبدالله بوحبيب قال إنّ الاتفاق سيترك "أثره الإيجابي على مجمل العلاقات الإقليمية في المرحلة المقبلة". وأشار بوحبيب إلى أنّ "لبنان لطالما دفع في تاريخه وحاضره أثمان الخلافات الإقليمية، وعليه، ينعقد الأمل بأن تساهم هذه الخطوة في تعزيز ركائز الأمن والاستقرار في المنطقة، وتوطيد التعاون الايجابي البناء الذي سيعود حتماً على دول المنطقة وشعوبها والعالم بالمنفعة".

ومن جهته رحّب الأمين العام لـ"حزب الله" المقرب من إيران حسن نصر الله، بالاتفاق وقال، الجمعة، في كلمة له "الاتفاق السعودي - الإيراني إذا سار في المسار الطبيعي سيفتح آفاقاً في كل المنطقة ومن ضمنها لبنان".

 

ردود إسرائيلية على استئناف العلاقات بين السعودية وإيران

قال رئيس رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق، نفتالي بينيت، إن "تجديد العلاقات بين السعودية وإيران، هو تطور خطير بالنسبة إسرائيل وانتصار سياسي بالنسبة لإيران".

واعتبر أن استئناف العلاقات الإيرانية السعودية يشكل "ضربة قاضية لجهود بناء تحالف إقليمي ضد إيران"، وشدد على أن ذلك "فشل ذريع لحكومة نتنياهو ونجم عن مزيج بين الإهمال السياسي والضعف العام والصراع الداخلي في البلاد".

وقال إن "دول العالم والمنطقة تراقب الصراع في إسرائيل مع حكومة مختلة تعمل على التدمير الذاتي بشكل منهجي؛ ثم تختار هذه الدول جانبا (في الصراع - بين إسرائيل وإيران)".

وشدد على أن "حكومة نتنياهو هي فشل اقتصادي وسياسي وأمني مدوي، وتعرض دولة إسرائيل للخطر بشكل يومي"، وأضاف "نحن بحاجة إلى حكومة طوارئ وطنية واسعة، تعمل على إصلاح الأضرار العديدة التي حدثت".

من جانبه، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمنية في الكنيست، يولي إدلشتاين، إن "العالم لا يتوقف ونحن مشغولون هنا بالصراعات بين القوى والصدامات".

وأضاف "إيران والسعودية اتفقتا الآن على تجديد العلاقات بينهما وهذا أمر سيء للغاية بالنسبة لإسرائيل والعالم الحر بأسره". وتابع "حان الوقت للجلوس والتحدث وحل خلافاتنا من أجل لم شملنا واتحادنا ضد التهديد الوجودي الذي نواجهه".

وبدوره اعتبر زعيم المعارضة الاسرائيلية ورئيس الحكومة السابق يائير لابيد أن الاتفاق بين السعودية وإيران هو فشل كامل وخطير للسياسة الخارجية لحكومة نتنياهو.

 وقال لابيد: "حكومة نتنياهو هي فشل اقتصادي وسياسي وأمني مدوي، وكل يوم تعرض من أعمالها تعرض إسرائيل للخطر نحن بحاجة إلى حكومة طوارئ وطنية واسعة تعمل على إصلاح الأضرار التي خلفتها هذه الحكومة".

وأضاف: "هذا انهيار لجدار الدفاع الإقليمي الذي بدأنا ببنائه ضد إيران."

وتابع رئيس المعارضة الإسرائيلية: "هذا ما يحدث عندما تتعامل مع الجنون القضائي طوال اليوم بدلا من القيام بالمهمة في مواجهة إيران وتقوية العلاقات مع الولايات المتحدة". 

وعلق وزير جيش الاحتلال السابق بيني غانتس، على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، معتبرا أن ذلك "تطور مقلق".

وقال غانتس وهونائب بالكنيست (البرلمان) ورئيس حزب "المعسكر الرسمي" المعارض، في تغريدة على حسابه في "تويتر": "استئناف العلاقات بين إيران والسعودية تطور مقلق".

وأضاف: "تتزايد التحديات الأمنية الهائلة التي تواجه دولة إسرائيل، ورئيس الوزراء (بنيامين نتنياهو) وحكومته مشغولون بالانقلاب السلطوي".

وتابع غانتس: "بصفتي كنت شريكا لسنوات طويلة في بناء وصيانة تحالف المعتدلين - أصرح بأن نتنياهو تخلى عن أمن إسرائيل ومواطنيها وهذه هي النتائج".