مواطن يصنع آلة تشكيل الفخار ليعيش جزءا من حضارة الماضي

مواطن يصنع آلة تشكيل الفخار ليعيش جزءا من حضارة الماضي

مواطن يصنع آلة تشكيل الفخار ليعيش جزءا من حضارة الماضي

رام الله- خبر24- تمكن المواطن هاني جابر من صناعة آلة لتشكيل الفخار وفق معايير ومواصفات جيدة وبإمكانيات بسيطة. 

بدأت فكرة جابر بدافع رغبته  الجامحة لإستحضار الماضي، حيث لفت انتباهه موضوع التشكيل الطيني كونه صناعة قديمة بقدم البشريه، التي استطاعت ان تدرس الماضي من خلال ما أنتجه القدماء من أواني ومستلزمات بيتيه "فخارية" تفاوتت في جمالها ومتانتها وجودتها، لتعبر عن حضورها وتحضرها .

واضاف جابر "شئ جميل ان تعيش ولو جزء بسيط من هذا الماضي" مشيراً الى انه شاهد تقارير تتحدث عن صناعة وتشكيل الطين فاستهوته الفكرة وبدأ يفكر في بناء آلة  تشكيل الطين .

اعتقد جابر ان الفكرة بسيطة لكنه سرعان ما اكتشف  انها تحتاج الى دقة، للحصول على نتائج سليمة، وقال "بدأت في التجربة وتعلمت من التجارب الفاشلة الى ان حققت نتائج جيدة الا انها غير مكتملة، لكن الفكرة بالنسبه لي باتت اوضح،.. وبعد عام تقريبا نجحت في بنائها وفق معايير ومواصفات جيدة بإمكانيات بسيطة.

ويوضح جابر: "بطيبعتي  أعشق كل ما هو قديم أبحث عن الماضي بتفاصيله برائحته بملامحه الاصيلة، فهو الحنين الى حيث كنا وكان الاجداد، الى حيث البساطة في كل ما يحيط بنا من تعقيدات الحاضر ومتطلباته المتشعبة، التي  باتت عبئا نفسيا وماديا وحتى جسديا،  فاصبحنا نبحث عن كل ما هو بسيط وجميل ...للهروب من الحاضر ".

ويكمل جابر ان آلة تشكيل الفخار تعتمد على مبدأ التحكم في سرعة الدولاب، وعلى تقنيات يدوية محددة للتحكم في التشكيل، وعلى مادة الطين اللينة، المادة الاساسية في التشكيل، والمتوفرة في مدينه الخليل التي تعتبر فيها هذه المهنة حاضرة وبقوة وما زال الكثيرون يعتاشون منها، لتبقى الخليل محافظةً على موروثها القديم بتشكيل الفخار والزجاج والسيراميك.

ويختتم جابر حديثه بالقول "بعد الانتهاء من بناء الآلة، بدأت أتعلم كيفية التحكم في تشكيل الطين، فهو يحتاج الى تقنيات محددة وتدريب مستمر، وتعلم من الأخطاء وتصويبها بجهد ذاتي، وهذا جزء من المتعة التي تستحضرها هذه "المهنة"، فأنا لا أسعى الى تعلمها لتحقيق كسب مادي؛ بل كهواية استمتع في ممارستها وأعيش من خلالها جمال الماضي بتفاصيله .

يسعى جابر الى استغلال الوقت بما يزيد من رصيده المعرفي والمهني كجزء من حاجته المستمرة لتعزيزه، ويبدو ان هذا جزء من تعويض ما فاتني منزمن داخل المعتقل، رغم ان الزمن داخل المعتقل كان مليئا في حب المعرفة والقراءة والبحث والاطلاع على تجارب الآخرين، حيث ارتبطت المعرفة بما توفر من كتب ومواد بحثية وعلمية تاريخية واقتصادية، الا ان المعرفة خارج المعتقل أشمل وأوسع بفعل توفر الامكانيات، وممارسة ما لم يكن باستطاعتي ممارسته في المعتقل .

11-1
 


Share: