ترقب لإعلان حالة الطوارئ.. "جدري القردة" يثير قلق العالم
![ترقب لإعلان حالة الطوارئ.. "جدري القردة" يثير قلق العالم](https://khabar24.net/storage/2024/aug/img-5112.webp)
في ظل الزيادة الملحوظة في حالات الإصابة بفيروس جدري القردة على مستوى العالم، تدرس منظمة الصحة العالمية ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في إفريقيا إمكانية إعلان حالة الطوارئ.
وقد دعت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة الأطباء إلى اتخاذ الحذر، كما أفادت صحيفة "واشنطن بوست".
وتُعرب السلطات الصحية العالمية عن قلقها بشأن الارتفاع الكبير في حالات الإصابة بجدري القردة "mpox" في إفريقيا، حيث أسفر عن مئات الوفيات وآلاف الإصابات، وتسبب في معاناة لدول كانت قد نجت سابقًا من هذا المرض.
تجاوز عدد الحالات في إفريقيا 15,000 هذا العام، وهو ما يتخطى عدد الحالات المسجلة في عام 2023 بأسره.
وتتركز العدوى بشكل خاص في جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث كان المرض مستوطنًا لعقود، ووصل إلى مستويات قياسية، مسببا إصابات ووفيات بين الأطفال بشكل رئيسي. كما انتشر الفيروس إلى دول جديدة لم تشهد تفشيًا سابقًا، مثل كينيا وساحل العاج.
أفادت السلطات الصحية يوم الخميس الماضي بأن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في إفريقيا قد تُعلن حالة طوارئ صحية الأسبوع المقبل. ومن جانبها، أعلنت منظمة الصحة العالمية أنها قد تدعو لجنة للنظر في إعلان حالة طوارئ صحية عالمية أخرى.
وفي الوقت ذاته، أصدرت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة تنبيهًا للأطباء لمراقبة أعراض المرض لدى المسافرين من الدول المتضررة، مع التأكيد على أن الخطر في الولايات المتحدة لا يزال منخفضًا.
قال جان كاسيا، المدير العام لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في إفريقيا، في مؤتمر صحفي يوم الخميس: "هذا إنذار كبير للعالم، نحن نخسر الشباب في إفريقيا".
وظهر المرض بشكل كبير في عام 2022 في عشرات الدول التي نادرًا ما واجهت الفيروس، مما دفع إلى استجابة صحية قوية وحملة تطعيم مكثفة ساعدت في تقليل الانتشار.
أثارت التطورات الأخيرة في الكونغو، حيث تم اكتشاف الفيروس لأول مرة عام 1970، قلقًا جديدًا بعد تسجيل 13,800 حالة مشتبه فيها ومؤكدة، و450 حالة وفاة.
ويؤدي المرض إلى حمى وأوجاع عضلية وآفات جلدية تشبه الدمامل. ويشكل الأطفال دون سن الخامسة 68% من الإصابات و85% من الوفيات، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في إفريقيا.
تنتشر معظم الإصابات من خلال الاتصال بالحيوانات المصابة وداخل الأسر، لكن سلالة جديدة من جدري القردة تُعرف باسم "1b" قد ظهرت في شرق الكونغو، وفي كينيا ورواندا وأوغندا، وينتشر عن طريق الاتصال الجنسي، وفقًا للصحيفة. وتسبب سلالة "1b" أعراضًا أشد من سلالة "2" التي انتشرت عالميًا في عام 2022، ولكنها ذات معدل وفيات منخفض حيث تقتل أقل من 1% من المصابين.
نقلت "واشنطن بوست" عن كريستينا إل هوتسون، رئيسة قسم الجدري وداء الكلب في مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بالولايات المتحدة، قولها: "إنه مصدر قلق الآن لأنه ينتشر جنسيًا، مما يجعله أكثر خطورة".
وأضافت آن ريموين، عالمة الأوبئة التي تدير معسكر أبحاث في الكونغو ودرست الفيروس لأكثر من عقدين، أن الانتقال الجنسي في المناطق ذات الحركة السكانية العالية أمر مقلق بشكل خاص بسبب تأثيراته على الانتشار السريع.
ينتشر الفيروس في إفريقيا بطرق غير معتادة في الدول المتقدمة، بما في ذلك في أماكن الرعاية الصحية حيث يفتقر العاملون إلى معدات الحماية الشخصية، فضلاً عن التكدس السكاني في المناطق المتضررة ومخيمات النازحين في مناطق النزاع.
على الرغم من انخفاض التهديد للدول الغربية، فإن الدول الإفريقية التي تعاني من تفشي المرض تفتقر إلى اللقاحات والأدوية اللازمة لمكافحة الفيروس. تعتبر "واشنطن بوست" توزيع اللقاحات في الكونغو وأجزاء أخرى من إفريقيا تحديًا لوجستيًا كبيرًا بسبب نقص الإمكانيات وصعوبة الوصول إلى المجتمعات الريفية المتضررة.
وذكر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية في وقت سابق أنه تم اتخاذ خطوات لتسريع الوصول إلى اللقاح في البلدان ذات الدخل المنخفض التي لم توافق الجهات التنظيمية على اللقاح فيها بعد. كما تتعاون مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة مع المسؤولين في الكونغو لوضع خطة تستهدف الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بجدري القردة وتوزيع اللقاحات على مراحل بمجرد موافقة البلاد على اللقاح.