موسكو تسخر من بايدن بعد زلة الرئيس الأوكراني “بوتين”

سخرت موسكو من الرئيس الأمريكي جو بايدن، واصفة إياه بأنه “مرشح موالٍ لروسيا يجري التحكم فيه من قبل الكرملين”، بعد زلته الكبرى في قمة حلف شمال الأطلسي حيث خاطب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بـ “الرئيس بوتين”.
أثار بايدن، البالغ من العمر 81 عاما، شهقات مسموعة في القمة التي عُقدت في العاصمة الأمريكية يوم الخميس عندما أخطأ في تقديم فولوديمير زيلينسكي على أنه الزعيم الروسي.
الخطأ الفادح، الذي قالت موسكو إنه لقي اهتماما واسعا، ظهر بشكل بارز في النشرات الإخبارية الروسية يوم الجمعة.
نشرت ماريا زخاروفا، المتحدثة البارزة باسم وزارة الخارجية الروسية، تعليقا ساخرا يتضمن الخطأ للسخرية مما تقول موسكو إنها اتهامات زائفة بتدخلها في السياسة الأمريكية.
كما تناول المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الزلة، واصفا إياها بأنها “موضوع داخلي أمريكي” محذرا في الوقت ذاته من أن التعليقات “غير المحترمة” عن بوتين – الذي وصفه بايدن بأنه “مجنون قاتل” – هي “غير مقبولة بالنسبة لنا”.
واستخدمت زخاروفا خطأ بايدن في تقديم زيلينسكي على أنه بوتين للسخرية من مزاعم تدخل الكرملين في الانتخابات الأمريكية.
وعلقت على حسابها الرسمي في تيليجرام قائلة: “يبدو لي أن التدخل الروسي الشهير في الانتخابات الأمريكية لا يمكن إخفاؤه بعد الآن – هناك مرشح موالٍ لروسيا (بايدن) تتحكم فيه ‘يد الكرملين’.”
وقال بيسكوف للصحفيين في موسكو: “لاحظنا أن العالم بأسره انتبه لما حدث… من الواضح أن هذه كانت زلات لسان”، وأضاف أن زلات لسان بايدن كانت “موضوعا داخليًا أمريكيا”، قائلا: “هذا ليس موضوعنا، إنه موضوع للولايات المتحدة، دع الناخبين الأمريكيين يحددون فرص المرشحين للرئاسة”.
وأضاف بيسكوف أن الكرملين قد أخذ علماً بما وصفه بالتعليقات غير المحترمة التي أدلى بها بايدن عن بوتين.
وتابع بيسكوف: “بالنسبة لنا كان هذا غير مقبول، مثل هذا السلوك لا يعكس صورة جيدة لرئيس دولة أمريكي”.
كما أعرب سيرجي ماركوف، المستشار السابق للكرملين، عن رأيه في الخطأ قائلاً إنه يمكن لأي شخص أن يرتكبه، ولكن يبدو أن بايدن يرتكب خطأ كل يوم لأنه “متقدم في السن”.
وقال بايدن إنه ارتكب الزلة في اسم زيلينسكي لأنه كان “مركِّزا جدا على هزيمة بوتين”.
كما خلط الرئيس الأمريكي بين أسماء منافسه الجمهوري دونالد ترامب واسم نائبته كامالا هاريس خلال حدث يوم الخميس.
وتناولت وسائل الإعلام الروسية زلة بايدن على نطاق واسع، حيث عرضت قناة روسيا التلفزيونية الحدث في مقدمة نشرتها الإخبارية الساعة 9 مساء، وجاء في البرنامج: “أتباع أمريكا تظاهروا بأنهم لم يلاحظوا شيئا”.
وذكرت قناة "ان تي في" أن “آخر زلة لسان لبايدن تستحق جائزة أوسكار”.
وفي الوقت نفسه، نشرت صحيفة "موسكوفيسكي كوموسوموليتس" اليومية الشهيرة مقالا بعنوان “القادة المسنون”، قارن فيه الكاتب الرئيس الأمريكي بالقادة الشيوعيين المسنين في الاتحاد السوفيتي، وجاء في المقال: “ما هو الأكثر خطورة، قرد مع قنبلة يدوية أم يد مرتعشة على الزر النووي؟”.
ونشرت اولغا سكابيافا، المعلقة التلفزيونية المؤيدة للكرملين، مقطع فيديو لخطأ بايدن في اسم بوتين على حسابها في وسائل التواصل الاجتماعي مع رمز تعبيري يضحك حتى البكاء، وكتبت تحت مقطع آخر لخلط بايدن بين اسمي ترامب وهاريس: “العرض من جو يستمر!”.
وأفاد المعلقون المتشددون في السياسة الخارجية في روسيا بأن زلات بايدن كانت دليلا إضافيا على تدهور قدراته العقلية، وأعرب بعضهم عن قلقهم من أن أقوى قوة عسكرية في العالم يقودها شخص تظهر قدراته الإدراكية تدهورا مستمرا.
ويأتي هذا بعد تقرير زعم أن أجهزة الاستخبارات الروسية تحاول التدخل في السباق الرئاسي الأمريكي لانتخاب ترامب.
وأكد العديد من المسؤولين الأمريكيين في مكتب مدير الاستخبارات الوطنية في واشنطن وجود الخطة الروسية عندما تحدثوا إلى صحيفة "وول ستريت جورنال".
وقال مسؤول كبير: “لم نلاحظ تغييرا في تفضيلات روسيا للسباق الرئاسي عن الانتخابات السابقة”.
وأكدت العديد من وكالات الأمن سابقا أن هجمات الكرملين المماثلة على الديمقراطية الأمريكية كانت تخدم مصلحة ترامب.
بالإضافة إلى العمليات الإلكترونية، زعم التقرير أن وكلاء يحاولون التأثير على أعضاء الكونغرس، ولكن حجم العملية أصغر من تلك التي شهدناها في عام 2016 والتي ساعدت في صعود ترامب.