غضب عارم يجتاح مؤسسات الرعاية الصحية الأمريكية

غضب عارم يجتاح مؤسسات الرعاية الصحية الأمريكية

غضب عارم يجتاح مؤسسات الرعاية الصحية الأمريكية

تعبّر مؤسسة الرعاية الصحية عن استيائها من ترشيح روبرت كينيدي جونيور بسبب مواقفه التي تهاجم شركات الأدوية والأنظمة الغذائية غير الصحية في البلاد.

وفقًا لتقرير فوكس نيوز بقلم هيو غرانت، فإن الولايات المتحدة تنفق على الرعاية الصحية للفرد ما يقرب من ضعف ما تنفقه الدول الغنية الأخرى، ومع ذلك، تبقى النتائج مثل متوسط ​​العمر المتوقع، ووفيات الرضع، ومعدل الإصابة بمرض السكري غير المسيطر عليه، ووفيات النوبات القلبية أسوأ بشكل ملحوظ. وهذه الصناعة بحاجة ماسة إلى تغيير شامل.

ومع أن الرئيس المنتخب دونالد ترامب قد رشح كينيدي لإدارة وزارة الصحة والخدمات الإنسانية، يبقى التساؤل عما إذا كان هو الشخص المناسب لهذا المنصب. تميز كينيدي بشجاعته في فضح فشل النظام الحالي.

وفقًا لاستطلاع غالوب، ينظر 31% فقط من الأمريكيين إلى نظام الرعاية الصحية بشكل إيجابي، بينما يحمل 51% نظرة سلبية. ويرجع ذلك إلى عوامل عدة، منها الإخفاقات التي ظهرت خلال جائحة كوفيد، حيث اتخذ مسؤولو الصحة مثل أنتوني فاوتشي قرارات متسرعة مثل فرض ارتداء الأقنعة على الأطفال الصغار وإغلاق المدارس والشركات.

علاوة على ذلك، فرضت السلطات اللقاحات وروجت لمعلومات مغلوطة حول فعاليتها. ورغم الإجراءات الصارمة، سجلت الولايات المتحدة نسبة وفيات بكوفيد أعلى مقارنة بدول مزدهرة أخرى.

المواطنون يدركون أن تكاليف الرعاية الصحية باهظة ومعقدة، مع تدخل حكومي متزايد يساهم في زيادة التعقيد. حسب مؤسسة بيتر جي بيترسون، تنفق الولايات المتحدة حوالي ألف دولار للفرد فقط على التكاليف الإدارية المتعلقة بالرعاية الصحية، وهو رقم أكبر بخمسة أضعاف المتوسط في الدول الغنية.

يشتكي الأطباء من صعوبة تحقيق أرباح كافية، وتكافح المستشفيات للبقاء، مع بقاء نسبة غير المؤمن عليهم مرتفعة. وقد انتقد كينيدي مرارًا الحالة المتردية لنظام الرعاية الصحية، وهو محق في ذلك، رغم أن الصناعات المتأثرة ستسعى لمقاومة أي تغيير.

شركات الأدوية والرعاية الصحية تعد من أكبر جماعات الضغط في الولايات المتحدة، حيث أنفقت نحو 400 مليون دولار في عام 2023. تأتي شركات التأمين والمستشفيات في المرتبة التالية، وتذهب هذه الأموال لحماية النظام الحالي. وفي الانتخابات الأخيرة، تبرعت هذه الشركات بمبلغ 63 مليون دولار لحملة كامالا هاريس مقارنة بـ 15 مليون دولار لحملة ترامب.

يخشى بعض المراقبين من موقف كينيدي من اللقاحات، إذ يخشون أن يؤدي هذا إلى عزوف العائلات عن تطعيم أطفالهم. ومع ذلك، لم يتوقف كينيدي عن التأكيد على أهمية اللقاحات ولم يقترح منعها.

وقد ركز كينيدي في حملته على محاربة الأمراض المزمنة والسمنة، حيث يعاني أكثر من 40% من الأمريكيين من السمنة، مما يفاقم التكاليف الصحية. وصرّح المدير السابق لمراكز السيطرة على الأمراض الدكتور توم فريدن أن كينيدي يمكنه العمل على تعزيز السياسات الغذائية ومكافحة الأطعمة المصنعة.

يسعى كينيدي لإصلاح جذري في النظام الصحي الأمريكي، وهو تحدٍ كبير يتطلب شجاعة، وهي ميزة يراها البعض ضرورية لتحقيق تغيير فعلي في البلاد.


Share: