شهداء وجرحى إثر قصف إسرائيليّ لمناطق متفرّقة بغزّة

استُشهد وأصيب العشرات، اليوم الجمعة، في غارات إسرائيلية استهدفت مناطق متفرّقة في غزة، بينها خانيونس ورفح، جنوبي القطاع، فيما احتدمت المعارك البرية في اليوم السبعين للحرب على غزة بين الفصائل الفلسطينية وقوات الجيش الإسرائيلي في عدة محاور، وسط الغارات والقصف المدفعي على مناطق متفرقة من القطاع.

وأعلن الجيش الإسرائيليّ مقتل جنديّ إضافي في اشتباكات في شمالي غزة اليوم، بعد ساعات قليلة من إعلانه مقتل آخر بجنوبي غزة، مشيرا إلى أنه قائد دبابة ومن قوات الاحتياط، ليصل بذلك عدد قتلاه من الجنود والضباط منذ بدء الحرب إلى 450، وذلك بعد أن كان قد أعلن صباح اليوم مقتل جندي من سلاح الهندسة بلواء "غولاني"، وإصابة ضابطين وجنديين آخرين في المعارك جنوبي القطاع. وبالإضافة إلى ذلك؛ أعلن الجيش أنه استعاد 3 جثث لقتلى، اثنان منهم جنود.

وصادق المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت) من خلال استفتاء هاتفي، اليوم، على إدخال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة من معبر كرم أبو سالم. وقيل لأعضاء الكابينيت إنه "توجد ضرورة أمنية للالتزام بعدد الشاحنات المحملة بالمساعدات التي ستدخل، وهذا يتجاوز ما يمكن أن يحتويه معبر رفح. ويوجد إلحاح أمني بالموافقة على الخطة المذكورة".

وارتفع عدد الشهداء جراء الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي ولغاية الليلة الماضية إلى 18 ألفا و787 شهيدا و50 ألفا و897 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة في حصيلة غير نهائية، بحسب مصادر فلسطينية وأممية.

الشهيد سامر ابو دقة.

استشهاد صحفي متأثرا بإصابته في قصف إسرائيلي على خان يونس

واستشهد صحفي وأصيب آخر، اليوم الجمعة، في قصف طائرات الاحتلال المسيّرة لمدرسة تؤوي نازحين في خان يونس جنوب قطاع غزة.

وأفادت مصادر محلية باستشهاد مصوّر قناة الجزيرة القطرية سامر أبو دقة (45 عاما)، وإصابة مراسل القناة ومدير مكتبها في غزة الصحفي وائل الدحدوح في يده وخاصرته، في قصف من طائرة مسيّرة على مدرسة خان يونس الثانوية للبنات (فرحانة)، التي تؤوي نازحين، أثناء تغطيتهم للأوضاع في المدرسة عقب تعرضها لقصف إسرائيلي سابق صباح اليوم، علما أنهما كانا يرتديان الخوذة والدرع الواقي الذي يشير إلى أنهما صحفيان.

وأشارت المصادر إلى أن ثلاثة من طواقم الإنقاذ استشهدوا، وعدد من المواطنين وطواقم طبية أصيبوا أيضا في القصف الإسرائيلي.

وجرى نقل الصحفي الدحدوح إلى مستشفى ناصر الطبي في خان يونس، حيث وصفت حالته بالطفيفة إلى متوسطة، بينما لم تتمكن الطواقم الطبية ومركبات الإسعاف من الوصول إلى الصحفي المصاب أبو دقة، في ظل اشتداد قصف مدفعية الاحتلال على المدرسة ومحيطها، وانقطاع الاتصالات، وترك ينزف لأكثر من 5 ساعات.

وفي وقت لاحق، جرى نقل جثمان الشهيد أبو دقة إلى مستشفى ناصر الطبي.

وباستشهاد الصحفي أبو دقة، يرتفع عدد الصحفيين الشهداء منذ بدء العدوان في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، إلى نحو 75 صحفيا، بينهم 9 صحفيات، وفقا لنقابة الصحفيين الفلسطينيين.

ونوه البيان إلى حجم الإصابات الدامية التي تقع في صفوف الصحفيين ومن بينها حادث استهداف طاقم الجزيرة اليوم الجمعة، ما أدى إلى استشهاد الزميل أبو دقة، وإصابة الزميل الدحدوح بجروح دامية وهو الذي كان قد ذرف الدموع على الهواء حين تلقى خبر استشهاد عائلته نتيجة قصف الاحتلال على منزل كانت تسكنه في غزة.

وأضاف أن المشاهد الدامية لأجساد الصحفيين التي وجب حمايتها وفق القوانين والأنظمة الدولية هنا مستباحة بفعل عنجهية الاحتلال الذي يتعامل أنه فوق كل القوانين والشرائع الدولية.

ولفت إلى حجم الهجمة الشرسة من قبل قوات الاحتلال على الصحفيين في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، واستمرار الاعتداءات والمنع من التغطية واحتجاز الطواقم والاعتقالات .

وتطرق البيان إلى استشهاد 6 صحفيين منذ بداية الشهر الجاري، إضافة إلى الصحفي أبو دقة، حيث استشهد مراسل قناة الميادين سابقا الصحفي عبد الكريم عودة جراء القصف على مخيم النصيرات، والصحفي المصور الرياضي محمد أبو سمرة جراء قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غزة وهو الذي فقد شقيقه التوأم شهيدا قبل أيام قليلة .

كما استشهدت الصحفية علا عطا الله، مع ثمانية من أفراد عائلتها بعد قصف إسرائيلي على منزل أحد أقربائها كانت قد لجأت وأسرتها إليه، وهي مراسلة سابقة لوكالة "الأناضول" التركية، كما عملت كمراسلة للعديد من الوكالات الدولية والمحلية في قطاع غزة. واستشهد الصحفي والمُحاضر في كلية الإعلام في جامعة "الأقصى" أدهم حسّونة، بقصف طيران الاحتلال الحربي على منزله في الشجاعية شرق مدينة غزة، واستشهد الصحفي منتصر الصواف، مصوّر وكالة "الأناضول" التركية في غارة إسرائيلية على حي الدرج في مدينة غزة، والمصور الصحفي في فضائية الأقصى عبد الله درويش بغارة للاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.