ترامب تحت مجهر الذكاء الاصطناعي بقلم: د. صبري صيدم

ترامب تحت مجهر الذكاء الاصطناعي بقلم: د. صبري صيدم

ترامب تحت مجهر الذكاء الاصطناعي بقلم: د. صبري صيدم

منذ اختياره للتربع على عرش بلاده، سالت أقلام المحللين والمنظرين، المهللين منهم والشكائين الحانقين، لتجود علينا بالتوقعات والإجابات لأسئلة كبيرة تطرحها البشرية، حول هذا النصر الجديد لرئيس البلاد وربانها العائد إلى الحكم. المحللون والباحثون ممن جادت قرائحهم بالتوقعات والقراءات، زادوا من حجم الحيرة التي صنعتها نتائج الانتخابات المذكورة، فازدادت بصراحة مساحة السؤال والتوجسات، مقابل الإجابات والاستنتاجات، ما أجهد عقول المساهمين والسامعين والقارئين والمشاهدين جميعاً.
وكوننا في عصر الذكاء الاصطناعي، فقد قررت من جانبي الاستعانة بهذا الذكاء الآلي، والاعتماد على المعطيات المتاحة لتطبيقات هذا النوع من التقانة، لأعرف الإجابة على أربعة أسئلة رئيسية وعالقة، اعتبرتها شخصياً أهم الاستفسارات المرتبطة بالنهج المتوقع لرئيس صاخب قدم في حملته الانتخابية، إشارات مختلفة ومتضاربة، بينما شهدت ولايته السابقة العديد من المواقف والتحديات التي صّعبت الأمور على الكثيرين.
دونالد ترامب وما يحمله من إرث مضطرب، وملاحظات كبيرة، وملاحقات قضائية مثيرة، سيكون ضيفي في هذا المقال على مشرح الذكاء الاصطناعي، علّ الآلة توفر بحيادية ممكنة رداً على الأجوبة التي تشغل الجميع في معظمها. إليكم الأسئلة والأجوبة كما وردت دونما تحرير ودونما تجميل، راجياً قبول اعتذاري مسبقاً في حال وجود أخطاء لغوية أو قواعدية ناجمة عن التوليد الآلي للنص:
*هل سيدعم ترامب فعلاً ضم الاحتلال للضفة الغربية؟
ـ دونالد ترامب كان من أبرز الشخصيات الداعمة لإسرائيل خلال فترة رئاسته، وكان يعلن عن مواقفه الداعمة للأمن الإسرائيلي بشكل متكرر. وقد شهدت تلك الفترة قرارات حاسمة أبرزها، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس، فضلاً عن نشر خطة «صفقة القرن» التي كانت تهدف إلى حل النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي بشكل يتماشى مع المصالح الإسرائيلية. وبالتالي، من المتوقع أن يستمر ترامب في دعم ضم الضفة الغربية خلال حكمه، خاصةً في ظل علاقاته القوية مع قادة إسرائيل مثل بنيامين نتنياهو. وفي المقابل، فإن دعمه للضم قد يواجه انتقادات حادة من المجتمع الدولي، خاصة من الدول العربية، وبعض حلفاء الولايات المتحدة الأوروبيين. لكن ترامب قد يراهن على دعم اللوبيات المؤيدة لإسرائيل في واشنطن، والقوى السياسية الأمريكية المحافظة لتقديم دعمه الكامل لخطط إسرائيل التوسعية، بذلك، من الممكن أن يستمر في تشجيع سياسات الاحتلال الإسرائيلي، دون أدنى تردد، على الرغم من تأثير ذلك على صورة أمريكا في المنطقة.
*هل سيوقف ترامب حرب أوكرانيا في يوم واحد؟
ـ من غير المحتمل أن يتمكن ترامب من إنهاء حرب أوكرانيا في يوم واحد، حتى لو كان على مقعد الرئاسة. رغم أن ترامب كان قد أشار إلى أنه قد يتفاوض مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ويعمل على إيجاد حل سريع، فإن الأزمة الأوكرانية أكثر تعقيداً من أن تُحل بين عشية وضحاها. الحرب في أوكرانيا تتعلق بمصالح استراتيجية روسية وأمنية تخص منطقة أوروبا الشرقية، ولها تداعيات واسعة على الأمن الدولي. من جهة أخرى، ترامب قد يحاول تخفيف الدعم الأمريكي لأوكرانيا، ويعتمد على المفاوضات المباشرة مع روسيا لتخفيف حدة النزاع، ولكن هذا لن يكون سهلاً. تحالف الناتو والدول الغربية عموماً، بما في ذلك الولايات المتحدة، يواصلون دعمهم لأوكرانيا لمواجهة العدوان الروسي. ترامب قد يغير نهج السياسة الأمريكية، من خلال تقليل الدعم العسكري والمالي لكييف، لكنه سيواجه مقاومة داخلية قوية من حلفاء الولايات المتحدة، الذين يرون أن الانسحاب من دعم أوكرانيا قد يضر بمصداقية واشنطن.
*هل سيطرد ترامب ملايين اللاجئين من بلاده؟
ـ كان ترامب معروفاً بسياساته القوية ضد الهجرة أثناء فترة رئاسته، وأخذ عدة خطوات لتقليل تدفق المهاجرين غير الشرعيين إلى الولايات المتحدة، مثل بناء جدار على الحدود المكسيكية، وإلغاء برنامج «DACA» الذي يحمي اللاجئين الذين وصلوا إلى أمريكا في سن صغيرة. ومع ذلك، من غير المرجح أن يتمكن ترامب من طرد ملايين اللاجئين من الولايات المتحدة، كما يروج البعض. تشريعات الهجرة المعقدة ووجود جماعات حقوق الإنسان في أمريكا، بالإضافة إلى مقاومة بعض الولايات للحملات الهادفة لطرد اللاجئين، تجعل من هذا التصور غير قابل للتنفيذ بشكل عملي. إضافة إلى ذلك، ترامب قد يواجه ضغوطاً قانونية وسياسية من أجل معالجة وضع اللاجئين المقيمين في البلاد، بطريقة تتفق مع القوانين الدولية والمعايير الإنسانية، رغم ذلك، من الممكن أن يعزز ترامب سياسات الهجرة الأكثر تشدداً، مثل فرض عقوبات على المؤسسات التي تستقبل اللاجئين، أو تقليل عدد من يسمح لهم بالعيش في البلاد، لكن فكرة الطرد الجماعي ستكون غير قابلة للتطبيق بشكل فعال.
*هل تنسحب أمريكا من حلف الناتو في عهد ترامب؟
ـ ترامب خلال فترة رئاسته كان قد انتقد حلف الناتو واعتبره عبئا على الولايات المتحدة بسبب التكلفة المرتفعة التي تتحملها واشنطن في تمويل الحلف، لكن رغم تصريحاته المتكررة عن إعادة تقييم العلاقة مع الناتو، من غير المرجح أن تنسحب أمريكا بشكل كامل من هذا التحالف. حلف الناتو يمثل ركيزة أساسية في سياسة الأمن الأمريكي، ويعد أداة استراتيجية مهمة في مواجهة التحديات العسكرية والاقتصادية العالمية. علاوة على ذلك، فإن الانسحاب من الناتو سيؤثر سلباً على العلاقات مع الحلفاء الأوروبيين ويقوض الاستراتيجية الدفاعية للولايات المتحدة. ترامب قد يعمل على تعديل دور أمريكا في الناتو، ربما من خلال تقليل التزاماتها المالية، أو مطالبة الدول الأوروبية بزيادة إنفاقها الدفاعي كما فعل في ولايته الأولى. لكنّ انسحابا كاملا من الحلف سيعد خطراً استراتيجياً قد تتجنبه الإدارة الأمريكية المقبلة، حتى في ظل سياسات ترامب المحافظة. من الواضح أن ترامب لن يتخلى عن سياساته المثيرة للجدل بسهولة، لكن تطبيقها عملياً سيكون محكوماً بالواقع السياسي والاقتصادي والضغوط الداخلية والخارجية. ترامب قد يسعى إلى تحقيق أهدافه، من خلال تحركات استراتيجية قد تتناقض مع القيم الديمقراطية والإنسانية، ولكن في النهاية، سيظل يواجه مقاومة كبيرة في تحقيق بعض من تلك الأهداف المتطرفة.
(انتهت الردود)
أمام ما ورد يبقى السؤال المهم أيضاً؛ هل يتفوق الذكاء الاصطناعي على الإنسان في حسم مواقف ترامب؟ ننتظر ونرى!