العقوبات الأميركية تعرقل تدفق النفط الروسي إلى الصين والهند وتدفع الأسعار للارتفاع
![العقوبات الأميركية تعرقل تدفق النفط الروسي إلى الصين والهند وتدفع الأسعار للارتفاع](https://khabar24.net/storage/2024/december/img-7108-1.webp)
قال تجار ومحللون إن شركات التكرير في الصين والهند ستعتمد بشكل أكبر على النفط من الشرق الأوسط وأفريقيا والأميركتين، مما سيرتفع بأسعار النفط وتكاليف الشحن، بسبب العقوبات الأمريكية الأخيرة التي استهدفت منتجي النفط الروس والسفن الناقلة له، مما سيقلص الإمدادات إلى عملاء موسكو الرئيسيين.
وكانت وزارة الخزانة الأمريكية قد فرضت يوم الجمعة عقوبات على منتجي النفط الروسيين “غازبروم نفت” و”سورغوتنيفتغاز”، بالإضافة إلى 183 سفينة كانت تشحن النفط الروسي، في خطوة تستهدف حرمان موسكو من الإيرادات التي تموّل حربها مع أوكرانيا. وشملت هذه السفن العديد من ناقلات النفط التي كانت تنقل الخام إلى الصين والهند، في وقتٍ تتوجه فيه تجارة النفط الروسي من أوروبا إلى آسيا بعد فرض سقف سعري من مجموعة الدول السبع الكبرى في 2022.
وأفاد مصدران تجاريان صينيان أن العقوبات الجديدة ستؤثر بشكل كبير على صادرات النفط الروسي، ما سيدفع شركات التكرير الصينية المستقلة إلى تقليص حجم الإنتاج في المستقبل. من جهته، قال مات رايت، كبير محللي الشحن في شركة “كبلر”، إن السفن المستهدفة بالعقوبات تم شحن أكثر من 530 مليون برميل من النفط الروسي العام الماضي، بما يعادل نحو 42% من إجمالي صادرات البلاد من الخام المنقول بحراً، حيث تم توجيه نحو 300 مليون برميل إلى الصين، والباقي إلى الهند.
وقال رايت إن هذه العقوبات ستؤدي إلى تقليص أسطول السفن المتاحة لنقل الخام الروسي، مما سيرتفع بأسعار الشحن. وأشار تاجر في سنغافورة إلى أن الناقلات الخاضعة للعقوبات كانت تشحن نحو 900 ألف برميل يومياً من الخام الروسي إلى الصين، متوقعاً انخفاضاً كبيراً في الأسعار.
وفيما يتعلق بالصادرات الهندية، فقد ارتفعت واردات الهند من النفط الروسي بنسبة 4.5% خلال الأشهر الـ11 الأولى من العام الماضي، لتصل إلى 1.764 مليون برميل يومياً، وهو ما يشكل 36% من إجمالي واردات الهند. أما الصين، فارتفعت وارداتها بنسبة 2% لتصل إلى 99.09 مليون طن متري، أو نحو 2.159 مليون برميل يومياً.
وأشار محللون إلى أن العقوبات على خام “إيسبو” الروسي قد تؤدي إلى توقف صادراته إذا تم تطبيق العقوبات بشكل صارم، لكن هذا يعتمد على العديد من العوامل السياسية، بما في ذلك موقف الرئيس الأمريكي المنتخب.
وفي السياق ذاته، يتوقع أن تدفع هذه العقوبات الصين والهند إلى البحث عن بدائل من مناطق أخرى مثل الشرق الأوسط وأفريقيا والأميركتين. وقد ارتفعت أسعار النفط في هذه المناطق بالفعل في الأشهر الأخيرة، بسبب ارتفاع الطلب من الصين والهند وتقلص الإمدادات الروسية والإيرانية.
قال مسؤول تكرير هندي إن أسعار خام الشرق الأوسط بدأت في الارتفاع بالفعل، ومن المحتمل أن تلجأ الهند إلى شراء النفط الأمريكي. وفي حال استمرار العقوبات، فإن روسيا قد تضطر لتخفيض سعر نفطها لأقل من 60 دولاراً للبرميل لتتمكن من الاستمرار في استخدام التأمين والناقلات الغربية.
أخيراً، في الشهر الماضي، فرضت إدارة بايدن عقوبات إضافية على السفن المتورطة في شحن النفط الإيراني، مما دفع بعض الموانئ الصينية إلى حظر هذه السفن. لذلك، من المتوقع أن تتجه الصين، المشتري الرئيسي للنفط الإيراني، إلى شراء المزيد من النفط الثقيل من الشرق الأوسط، بالإضافة إلى زيادة مشترياتها من النفط الكندي.