تحذير أمريكي لهنغاريا من "عمل مسلح" في ذكرى أزمة 1956

أفادت صحيفة “تلكس” الهنغارية أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية قدمت معلومات بشأن “عمل مسلح محتمل” في بودابست خلال ذكرى انتفاضة عام 1956.
وأشارت إلى أن الولايات المتحدة أرسلت هذه المعلومات إلى الجانب الهنغاري قبل نحو أسبوعين، حيث تم تحذير السلطات من احتمال وجود أفراد يخططون لتنفيذ هجوم خلال المناسبة.
ورغم عدم صدور تأكيد رسمي حتى الآن، ذكرت الصحيفة أن عناصر من مركز مكافحة الإرهاب قاموا باعتقال ستة شبان في إحدى حانات بودابست.
يُزعم أن هذه الحملة الأمنية مرتبطة بالمعلومات الاستخباراتية الواردة من الولايات المتحدة. ومع ذلك، لم تكشف الجهات الهنغارية عن تفاصيل إضافية حول الجهة التي تشرف على التحقيقات.
ونقل الصحفيون عن صاحب حانة “ليغيندا”، التي شهدت المداهمة، قوله إن الشباب كانوا في طريقهم إلى الحانة عندما تم القبض عليهم في الشارع.
وأوضح أن موظفي الحانة شاهدوا عملية الاحتجاز، لكن لم يتم إبلاغهم بأي تفاصيل حول المداهمة.
تُعد “انتفاضة 1956” واحدة من أبرز الأحداث التاريخية في المجر، حيث اندلعت في 23 أكتوبر 1956 بمشاركة نحو 200 ألف متظاهر.
بدأت الأحداث عندما ألقى سكرتير عام حزب العمال الهنغاري، إرني غيريو، خطابًا انتقد فيه المتظاهرين بشدة، مما دفعهم لمحاولة اقتحام الإذاعة لعرض مطالبهم، وأسفرت الاشتباكات عن سقوط ضحايا.
ردت الحكومة الهنغارية على هذه الأحداث بطلب تدخل الجيش السوفيتي، لكنها رضخت أيضًا لمطالب المتظاهرين وأعادت إمري ناغي إلى رئاسة الوزراء.
وفي 28 أكتوبر، أعلن ناغي تصنيف الانتفاضة كـ”ثورة”، وشكل “مجلسًا ثوريًا”، داعيًا المواطنين إلى تسليم أسلحتهم.
تزامنت الانتفاضة الهنغارية مع أزمة السويس في الشرق الأوسط، حيث شنت إسرائيل بدعم من بريطانيا وفرنسا هجومًا على مصر بعد تأميم قناة السويس، مما أدى إلى توتر العلاقات بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة.
وعلى الرغم من ضغوط “الناتو”، فضلت واشنطن عدم التدخل في الشأن الهنغاري، وواصل راديو “أوروبا الحرة” تشجيع المقاومة ضد القوات السوفيتية، مما أعطى الأمل للمجريين دون تقديم دعم عملي.
في الأول من نوفمبر 1956، أعلن إمري ناغي انسحاب المجر من حلف وارسو واعتماد الحياد، مطالبًا بسحب القوات السوفيتية.
لكن الاتحاد السوفيتي قرر التدخل عسكريًا للحفاظ على السيطرة، وبدأت العملية في أوائل نوفمبر بمشاركة دول الحلف السوفيتي.