"الغارديان" البريطانية: قتل الاحتلال للأطفال في الضفة "أصبح أمرا مألوفا"

"الغارديان" البريطانية: قتل الاحتلال للأطفال في الضفة "أصبح أمرا مألوفا"

"الغارديان" البريطانية: قتل الاحتلال للأطفال في الضفة "أصبح أمرا مألوفا"

أفادت صحيفة "الغارديان" البريطانية،  أن مقتل الأطفال الفلسطينيين على يد القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة أصبح حدثاً شائعاً منذ تصعيد جيش الاحتلال عدوانه على الأراضي الفلسطينية بعد 7 تشرين الأول 2023. ولفت التقرير إلى أن الوضع تفاقم منذ سريان وقف إطلاق النار في غزة في 19 كانون الثاني 2025.
ورافق المقال لقطات من كاميرات المراقبة تُظهر لحظة إطلاق جندي إسرائيلي النار على الطفل أيمن نصار الهيموني، البالغ من العمر 12 عاماً، في الخليل. وقد قُتل الهيموني في 21 شباط خلال زيارته لأقاربه في منطقة جبل جوهر جنوب الخليل، بعد أن أصيب برصاصة في صدره وأُعلن عن وفاته في المستشفى.
ووفقاً للغارديان، قُتل طفلان فلسطينيان أسبوعياً على يد القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية منذ بداية عام 2025، وهو معدل أعلى قليلاً من متوسط عام 2024، الذي شهد مقتل 93 طفلاً فلسطينياً. ويخشى نشطاء حقوق الإنسان من أن تواصل حصيلة القتلى في الارتفاع، مع تطبيق الجيش الإسرائيلي التكتيكات المستخدمة في غزة على الضفة الغربية، والتي تشمل تهجير عشرات الآلاف من السكان، تدمير الأحياء، وقواعد الاشتباك المريحة التي تحدد متى يمكن للجنود فتح النار.
ولم يرد الجيش الإسرائيلي على استفسارات الصحيفة حول مقتل الهيموني. وفي بعض الحالات السابقة، تم الإعلان عن التحقيقات العسكرية تحت ضغط الإعلام، لكنها نادراً ما أسفرت عن محاسبة. ففي عام 2019، تم الحكم على جندي بالسجن شهراً واحداً فقط بعد قتله لصبي فلسطيني يبلغ من العمر 14 عاماً في غزة. ومع ذلك، تبقى مثل هذه العواقب نادرة جداً.
من جانبها، صرحت منظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية "يش دين" بأن احتمالية محاكمة جندي إسرائيلي بتهمة قتل فلسطيني هي 0.4% فقط، مما يعني أن حالة واحدة من أصل 219 تؤدي إلى اتخاذ إجراء قانوني.
وفي الوقت نفسه، قالت منظمة الدفاع عن الأطفال الدولية - فلسطين يوم السبت إن غياب المساءلة الجنائية قد منح الجنود الإسرائيليين الضوء الأخضر لارتكاب المزيد من الانتهاكات في الضفة الغربية. وأوضح مدير برنامج المساءلة في الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، أياد أبو قطيش، أن قوات الاحتلال قتلت 16 طفلاً فلسطينياً في الضفة الغربية منذ بداية العام، رغم أن أيّاً منهم لم يشكل تهديداً حقيقياً. كما أشار أبو قطيش إلى تصاعد وتيرة تأخير جنود الاحتلال لسيارات الإسعاف التي تنقل الجرحى الفلسطينيين، إضافة إلى اعتداءاتهم على عائلاتهم، واصفاً هذا السلوك بأنه نمط مقلق في تعامل الجيش.
يُذكر أنه في 10 شباط الماضي، ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي وسع أوامر إطلاق النار في الضفة الغربية المحتلة، مما أسفر عن زيادة في عدد الشهداء المدنيين الفلسطينيين. وأضافت الصحيفة نقلاً عن قادة وحدات بالجيش الإسرائيلي، أن قيادة المنطقة الوسطى طبقت آلية إطلاق النار التي كانت تتبعها في قطاع غزة، والتي تسمح بقتل أي فلسطيني غير مسلح سواء كان مشتبهاً به أم لا.
وأوضحت الصحيفة أن "أوامر إطلاق النار الواسعة" سهلت على الجنود الضغط على الزناد بناءً على تعليمات من قائد المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي، آفي بلوط. كما نقلت عن جنود شاركوا في العمليات العسكرية بالضفة الغربية، قولهم إن بلوط سمح لهم بإطلاق النار بهدف القتل دون الحاجة إلى الاعتقال. وأشار الجنود إلى أن زيادة عدد القتلى الفلسطينيين غير المسلحين في الضفة الغربية مؤخراً كان "غير اعتيادي"، وأرجعوا ذلك إلى القرار الذي اتخذته القيادة العسكرية، والذي سمح لهم بقتل أي فلسطيني يشتبه في زرعه عبوات ناسفة أو "يعبث بالأرض".


Share: