حاجز بيت فوريك.. عن معنى الإفلات من "قبضة الموت"
نابلس- يقضي عامل المياومة خليل حنني والآلاف غيره، نساء وأطفال ومرضى ومسنون، من أهالي قريتي بيت فوريك، وبيت دجن شرق نابلس، ساعات شاقة وطويلة من الانتظار يوميا، على حاجز بيت فوريك العسكري جنوب شرق نابلس، قبل ان يسمح لهم بالعودة إلى منازلهم.
قد تطول الساعات لتصل طوال النهار أو الليل بأكمله، بانتظار عبور الحاجز العسكري الذي يشهد على الدوام عمليات تنكيل وإطلاق للرصاص والغاز السام والمدمع وقنابل الصوت في وجه المواطنين المحبوسين على ضفتيه، وكأن الإفلات منه يشبه الإفلات من "قبضة الموت"!
"ما أقضيه على الحاجز بانتظار السماح لي للوصول إلى منزلي يفوق ما أقضيه خلال ساعات عملي أحيانا" يقول حنني، ويضيف "انها ساعات ضائعة، محترقة، كلها ذل وإهانة".
ويعاني حوالي 25 ألف مواطن من أهالي بلدتي بيت فوريك وبيت دجن شرق نابلس من الحصار العسكري الخانق منذ أكثر من أسبوعين.
رئيس مجلس بيت فوريك عارف حنني يقول: إن الدقائق للوصول إلى منازل أهالي القريتين وأعمالهم تحولت إلى ساعات عديدة يقضونها تحت وطأة من الذل والهوان جراء ممارسات الاحتلال على الحاجز العسكري على مدخل القرية، الذي يمنع الكثيرين من المرور من خلاله.
معاناة يومية يعيشها المواطنون خلال خروجهم أو رجوعهم إلى قريتيهما إثر فرض قوات الاحتلال منذ 16 يوما حصارا مشددا على نابلس ومحيطها.
يجلس المواطنون لتبادل الأحاديث على جانبي الطريق، الى أن يتم السماح لمركبة ثم أخرى كل ربع إلى نصف ساعة من الدخول عبر الحاجز إلى القرية، غير أن "مزاج" أحد الجنود قد يغلق الحاجز بشكل كامل لساعات.
صباح اليوم الأربعاء، اقتربت الساعة من التاسعة والنصف، دون أن يتمكن مدرسون وطلبة وعشرات الموظفين من عبور الحاجز، بينما اصطفت عشرات المركبات في طوابير طويل خلفهم.
جنود الاحتلال المتمركزون على الحاجز والمسلحون بالبنادق والعنصرية، يحظرون على أي مواطن من غير أهالي القريتين دخولهما.
"هنا الحاجز هو المنفذ الوحيد لأهالي القريتين، ولا يوجد طرق بديلة أخرى لسلوكها كما الحواجز الأخرى، والحياة داخل البلدتين شبه مشلولة" يشير رئيس مجلس بيت فوريك .
ويضيف: حاجز بيت فوريك ومنذ أكثر من أسبوعين يشهد تشديدات وتدابير عسكرية مشددة، والعبور من خلاله يشبه الإفلات من "قبضة الموت".
ودعا حنني جميع المؤسسات المعنية والمنظمات الحقوقية للاطلاع عن كثب على معاناة المواطنين اليومية، والضغط لكسر الحصار، وإزالة الحاجز.
ولا تقتصر الممارسات والاجراءات التعسفية بحق المواطنين، على جنود الاحتلال، حيث ينفذ المستوطنون، بين الفينة والأخرى، أعمال عربدة وإرهاب على مرأى من الجنود وتحت حمايتهم.
وكانت بعض المركبات المتوقفة على الحاجز، قد تعرضت، يوم أمس الثلاثاء، للتحطيم، بعد أن أطلق جنود الاحتلال باتجاهها قنابل الغاز والصوت، وبفعل رشقها بالحجارة من قبل المستوطنين.
ويعاني أهالي قريتي بيت فوريك وبيت دجن، في ظل الحصار من صعوبة وصولهم إلى المستشفيات والمراكز الطبية للعلاج، خاصة الحالات الطارئة.
وكانت لجنة المؤسسات والفعاليات والقوى الوطنية في محافظة نابلس قد أطلقت دعوات لمواجهة الحصار الاسرائيلي وكسره بكل الطرق الممكنة، وحذّرت من أن "الاحتلال يهدف من خلال الحصار لكسرنا وإنهاء وجودنا"، مؤكدة أهمية مواجهة هذا الحصار بخطوات ثابتة ومتينة كأفراد وجماعات ومؤسسات وفصائل وقوى.
عن (وفا)