هجمة استيطانية واسعة في القدس وسائر أنحاء الضفة

هجمة استيطانية واسعة في القدس وسائر أنحاء الضفة

 

 

هجمة استيطانية واسعة في القدس وسائر أنحاء الضفة

تقرير الإستيطان

إعداد: مديحه الأعرج

 

تواصل حكومة نفتالي بينيت سياسة الضم والتوسع الاستيطاني الزاحف التي كان ينتهجها نتنياهو، فبعد ترويج هذه الحكومة كما سابقاتها لخطة بناء نحو 9000 وحدة استيطانية على ارض مطار قلنديا – القدس في قلب منطقة تواصل حضري فلسطيني، يعلن المتحدث باسم الهيئة العسكرية التي تشرف على الشؤون المدنية في الاراضي الفلسطينية المحتلة أن لجنة التخطيط العليا في الادارة المدنية وافقت على بناء أكثر من ثلاثة آلاف وحدة استيطانية في المستوطنات التي اقامتها في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، علما ان ثلثي الوحدات المعلن عنها تقع في مستوطنات معزولة وخارج ما يسمى بالكتل الاستيطانية الكبيرة.الأمر الذي يشير الى ان الوظيفة الفعلية لهذا النشاط الاستيطاني الجديد هي وأد حل الدولتين ومنع قيام دولة فلسطينية .

وتأتي المصادقة على مخطط البناء هذا  على الرغم من المعارضة العلنية التي صدرت عن المسؤولين في البيت الأبيض بهذا الشأن. حيث قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ، نيد برايس : "نحن قلقون للغاية إزاء خطة الحكومة الإسرائيلية بناء آلاف الوحدات الاستيطانية ونعارض هذا التوسع الاستيطاني الذي لا يتماشى على الإطلاق جهود خفض منسوب التوتر ويضرّ بآفاق حلّ الدولتين" . وبموجب المخطط حصلت 1800 وحدة استيطانية من بين الـ3144،على تصريح نهائي لمباشرة البناء الاستيطاني ، بينما تم الدفع بمخطط لبناء 1344 وحدة استيطانية التي ستحتاج إلى تصاريح إضافية لتصبح نهائية. ومن المقرر أن تتوزّع الوحدات الاستيطانية على نحو 30 مستوطنة وبؤرة استيطانية في الضفة الغربية والقدس؛ أكبرها في مستوطنتي "نافي شوهام" (628 وحدة استيطانية) و"كفار عتصيون" (292) و"هار براخاه" (286) و"تلمون" (224) و"ألون شافوت" (105) و"كرني شومرون" (83)، وغيرها. كما أعلنت الوزارة تسويق 1500 وحدة استيطانية جديدة في غور الأردن خلال السنوات الخمس القادمة.

ولاقت الخطوة الاسرائيلية ردود فعل دولية واسعة منددة ، فقد أعربت الأمم المتحدة عن بالغ قلقها مشددة على أن جميع المستوطنات غير قانونية ، وطالبت 12 دولة أوروبية إلى جانب روسيا وبريطانيا، إسرائيل بالتراجع الفوري عن قرارها المضي قدماً في خطط بناء 3 آلاف وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية وذلك في بيان مشترك للناطقين باسم وزارات خارجية: بلجيكا، والدنمارك، وفنلندا، وفرنسا، وألمانيا، وإيرلندا، وإيطاليا، وهولندا، والنرويج، وبولندا، وإسبانيا، والسويد وذكرت بمعارضتها لسياسة توسيع المستوطنات التي تشكل انتهاكا للقانون الدولي وتقوض الجهود المبذولة لحل الدولتين".

والى جانب العطاءات لبناء وحدات استيطانية جديدة تتجه حكومة الاحتلال لإقامة مقابر استيطانية وتوسيع المحاجر كأسلوب جديد لفرض الأمر الواقع في مناطق "ج". بعد أن انتهت من فرض أمر واقع بكثير من المواقع عبر تصنيفها كمواقع تدريب عسكري ومحميات طبيعية، تخطط الآن للسيطرة على مساحات جديدة من باب التعدين والتحجير والمقابر. حيث أصدرت قرارات للسيطرة على الموارد الطبيعية بها، وتشمل هذه القرارات توسيع محاجر قائمة وإقامة محاجر جديدة على مساحات أكبر تصل إلى 16 ألف دونم. وقد أعلن مؤخرًا عن مجموعة عطاءات لتحديد مواقع قرب المستوطنات وتخصيصها كمقابر للمستوطنات.

كما صادقت بلدية الاحتلال في القدس، على خطة أسمتها « تطوير منطقة عمل » في حي الطور، بحجة رفع مستوى المعيشة للسكان، في حين يؤكد أصحاب الأراضي المصادرة والبالغة ٤٥ دونما، ان المخطط هو جزء من مشروع الطرق الالتفافية الاستيطانية لصالح مشروع " الشارع الأميركي " ويشمل هدم عشرات المنازل الفلسطينية في نطاق المخطط. ويتجاهل المخطط الحاجة الماسة في الطور للوحدات السكنية وزيادة نسبة البناء المنظم ، علما أن المنطقة المعنية تقع قريبة من الشارع الالتفافي "الشارع الأميركي" وهو شارع استيطاني بربط المستوطنات الشرقية بالغور وفي القدس الغربية لاغلاق الدائرة وعزل القدس عن عمقها في الضفة الغربية.

كما صادقت  بلدية الاحتلال على مخطط استيطاني في وادي الجوز لبناء مكاتب ومتاجر على أرض مساحتها 230 ألف متر مربع . ويبدو المشروع في ظاهره تطويريا للحي بينما هو في الحقيقة  استيطاني، اذ يعزز الوجود اليهودي في المنطقة. وقد أطلق رئيس بلدية الاحتلال على هذا المشروع اسم "وادي السيليكون" على أمل اجتذاب مستثمرين يساعدون في دعم الاقتصاد الإسرائيلي في القدس.

ويستدل من المعطيات التي قدّمتها الإدارة المدنيّة لمركز الدفاع عن الفرد - "هموكيد" حول عام 2020؛ أن الجيش الإسرائيلي رفض 73% من طلبات المزارعين الفلسطينيين لفلاحة أراضيهم في منطقة التماس. وتبين أنّ المزارعين الفلسطينيّين قد تقدّموا بـ8،015 طلبا لاستصدار تصاريح دخول إلى أراضٍ في منطقة التّماسّ، بيد أن 2،187 طلبًا من هذه الطلبات فقط (27%) صودق عليها، في حين تم رفض 5،831 طلبا (73%) . ورغم أن إسرائيل قد صرحت مرارًا بأن الاعتبارات الأمنية هي السبب الوحيد الداعي لمنع دخول المزارعين إلى مناطق التّماسّ، إلا أن المعطيات تكشف بأن  أقل من واحد بالمائة قد تم رفضها بدواع أمنية، إذ تم رفض منح تصاريح زراعية بشكل أساسي لأسباب بيروقراطية وأكد المركز أن الجيش قرر في الإجراءات ذاتها، وبشكل تعسفي تماما، وبحسب التقرير، أدى تقييد الوصول إلى الأراضي الزراعية إلى إلحاق أضرار جسيمة بعائلات بأكملها، لا سيّما في مناطق جنين وطولكرم وقلقيلية ، وهي أكثر المناطق خصوبة في الضفّة الغربيّة

الفلسطيني هو كذلك عرضة وخاصة في موسم قطاف أو حرث الزيتون لممارسات المستوطنين. ففي هذا تتصاعد اعتداءات المستوطنين بحق الفلسطينيين ، وتشمل المضايقات والاعتداءات قيام مجموعات استيطانية بتسميم آبار المياه في بعض المناطق بالضفة الغربية، حيث أكد الصحفي الاسرائيلي جدعون ليفي قيام مستوطنين من "مزرعة جلعاد"، بإلقاء جيف أغنام في بئر مياه للمواطن الفلسطيني إبراهيم صلاح من قرية "فرعتا" ، من أجل تسميم البئر" وقال "منظر الجيف التي أخرجها باسل ابن إبراهيم أمام ناظرينا من البئر كان صعبا، ورائحتها كانت كريهة ، هذا في ما تؤكد إحصائية صادرة عن الأمم المتحدة ، أن 8 آلاف شجرة زيتون قد دمرت عام 2021، على يد المستوطنين، الذين يسرقون أيضا أكياس الزيتون ممن جنى محصوله من أبناء الشعب الفلسطيني، وهم يعرفون أنه لن يصيبهم أي ضرر إذا سرقوا واقتلعوا وحرقوا شجر الزيتون.

أما الانتهاكات الأسبوعية فقد كانت كما يلي:

القدس:أجبرت سلطات الاحتلال عائلة جابر على هدم منزلها في وادي الجوز والمقام منذ 40 عاما بعد إخطاره بهدمه، وإجباره على دفع غرامة مالية باهظة في حال عدم هدمه المنزل بنفسه، والمواطن إسماعيل عرامين من نفس الحي على هدم منزله بشكل ذاتي، تفاديًا للغرامات الباهظة التي سيدفعها في حال قيام قوات الاحتلال بهدمه بحجة البناء دون ترخيص . وجدّدت أعمال تجريف في المقبرة اليوسفية، وشرعت بطمس أجزاء من المقبرة وشواهد القبور، بهدف تحويل المقبرة إلى حديقة توراتية.

الخليل:أخطرت قوات الاحتلال  المواطنين فؤاد العمور، وغانم عيسى الهريني، لوقف البناء في منزليهما في قرية التواني بمسافر يطا، علما أن المنزلين يقعان ضمن المخطط الهيكلي للقرية وأجرت فرق هندسية تابعة للاحتلال عمليات مسح وتصوير في أرض المواطن عارف جابر، بمنطقة البقعة مقابل مستوطنة "خارصينا" شرق مدينة الخليل ما ينذر بالاستيلاء عليها. وجرفت قوات الاحتلال خط أنابيب مياه وطريقا ترابية، تربط خلة الضبع بقرية الفخيت ومنها إلى مسافر يطا. و هدمت خيمة التضامن في قرية المفقرة شرق بلدة يطا واستولت عليها كما اخطرت بوقف البناء في أربعة منازل ببلدة إذنا غرب الخليل.حيث سلمت كل من عدنان إبراهيم عوض أمرا بوقف البناء في منزله في منطقة "شعب محمد" غرب البلدة، كما أخطرت منزلا آخر تعود ملكيته لشقيقته سعدية بوقف البناء، علما أن هذه المنازل مأهوله منذ نحو ثلاثة أعوام .

بيت لحم: اقتحم 400 مستوطن من مستوطنة " افرات" أراضي منطقة “خلة النحلة” قرب قرية واد رحال جنوب بيت لحم رافعين الأعلام الإسرائيلية. ونصب المستوطنون 6 بيوت متنقلة وعددا من الخيام في تلك المنطقة. يذكر أن آليات الاحتلال قد جرفت الأربعاء الماضي 10 دونمات مزروعة بأشتال الزيتون في المنطقة المذكورة، كما دمرت جدرانا استنادية وقواعد بناء منزل قيد الانشاء. واقتلعت مجموعة من المستوطنين (25) شتلة زيتون في منطقة "الحريقة" جنوب شرق المعصرة جنوبي غرب بيت لحم للمواطن محمد أحمد بريجية. وأخطرت قوات الاحتلال عددا من المزارعين بوقف العمل في أراضيهم الزراعية بقرية أرطاس وأخطرت بوقف البناء لمنزل قيد الإنشاء يقع في منطقة "واد أبو كير" شرق بلدة نحالين غرب بيت لحم.

رام الله:أصيب المواطن عبد الناصر ناجي، بحروق بعد رشه بغاز الفلفل ، إثر اعتداء نفذه مستوطنون من البؤرة "عيدي عاد" المقامة على أراضي بلدة ترمسعيا أثناء قطف الزيتون، حيث هاجموا ثلاث عائلات أثناء قطفها ثمار الزيتون وأحرقوا مركبة، وحطموا وأعطبوا إطارات ثلاث أخرى. وهدمت قوات الاحتلال 4 محال تجارية قيد الإنشاء في قرية دير قديس غرب رام الله.

نابلس:أخطرت قوات الاحتلال بوقف بناء 12 منزلاً قيد الإنشاء، بدعوى أنها مقامة في مناطق مصنفة (ج)في قرية دوما جنوب نابلس وهاجمت مجموعات من المستوطنين من مستوطني "ايتمار" ، قاطفي الزيتون على الطريق الواصل بين عقربا ويانون جنوب نابلس، والمغلق منذ أكثر من 20 عاما كما قامت بسرقة ثمار الزيتون من أراضي المواطنين بعد الاعتداء عليهم. وأجبرت قوات الاحتلال المواطنين دخول أراضيهم سيرًا على الأقدام، ومنعتهم استخدام مركباتهم وعبور بوابة اللحف شرق بلدة سالم شرق مدينة نابلس، وأعطب مستوطنون من مستوطنة "الون موريه" .

سلفيت:اعتدى مستوطنون على الشاب صادق فوزات ريان من بلدة قراوة بني حسان أثناء قيامه برعي الأغنام في منطقة خربة شحادة غرب بلدة دير استيا، وكذلك الاعتداء على الأغنام التي كانت معه ومحاولة سرقتها واقتيادها صوب مستوطنة "حفاة يائير". ويواصل مستوطنون أعمال تجريف منذ عدة أيام في محيط مستوطنة "حفاة يائير" حيث تم نصب بركسات منذ أكثر من شهرين.

الأغوار:أزالت قوات الاحتلال مرافق وغرف في مدرسة المالح في وادي المالح في الأغوار الشمالية والتي أقيمت رغم الاحتلال العام الماضي حيث أغلقت المنطقة وحظرت الحركة إليها ثم أدخلت شاحنات كبيرة وفككت غرفتين صفيتين أقيمتا قبل ثلاثة أسابيع بجوار المدرسة، كما أزالت مرافق وألعاب بساحة محيطة بالمدرسة. واقتحمت قوات الاحتلال خربة حمصة الفوقا بالأغوار الشمالية واستولت على معدات زراعية من منازل المواطنين وعلى هواتفهم الشخصية. أصدرت سلطات الاحتلال قرارا بمد خط مياه استيطاني بين مستوطنتي "روتم" و"بقعوت" المقامتان على أراضي المواطنين في الأغوار الشمالية.