إسرائيل ترفض مسرحية أمريكا ودول الوساطة، ولن تعطي حصانة للارهاب

إسرائيل ترفض مسرحية أمريكا ودول الوساطة، ولن تعطي حصانة للارهاب

إسرائيل ترفض مسرحية أمريكا ودول الوساطة، ولن تعطي حصانة للارهاب

بقلم: أمنون لورد/ إسرائيل اليوم

محاولة تحليل وتفسير مبادرة استئناف المفاوضات لتحرير المخطوفين ووقف النار تكاد تكون متعذرة، إذا أخذنا بالاعتبار الجهة التي نحاول انتزاع المخطوفين منها. يوجد رئيس عصابة نجح في اختطاف نحو 240 مواطناً إسرائيلياً، وتبقى في يده الآن بضع عشرات، عددهم غير معروف بيقين، ورئيس العصابة إياه ينجح في إحداث أزمة عالمية. هو لا يتحكم في المنطقة، منظمته مفككة ومدمرة في معظمها، ومع ذلك – دول مثل الولايات المتحدة ومصر وقطر، تبني حول ذاك المجرم العظيم، يحيى السنوار، قمة سياسية لم تعقد حتى في إطار وقف النار في حرب "يوم الغفران".

بين كل التفاصيل التي لم يتفق حولها في شيء، العنصر الجديد الذي دخل وكأنه مأخوذ من مسرحية سخرية: إيران ستستجيب للضغوط ولن تهاجم إسرائيل، وبالمقابل توقف إسرائيل القتال في غزة وتنسحب من محور فيلادلفيا. الأمر الوحيد الذي قد نتعلمه من المناكفات السياسية في الأسبوع الأخير هو أن التوتر مع إيران وحزب الله بالنسبة للعدوان الذي يخططان له ضد إسرائيل، يخلق رسالة علنية لحرب غزة. وهنا يبدأ وجه الشبه بين السعي الراهن لوقف نار في غزة وما حصل في الأيام الأخيرة من حرب "يوم الغفران" في 1973.

في حالتنا حيال حماس، مثل مصر في حينه، وأقل منها سوريا، تريد حماس وقف نار كي توقف الجيش الإسرائيلي الذي يهدد بإبادتها. يريد السنوار أملاً لبقاء منظمته. ومصر وقطر والآن الولايات المتحدة أيضاً، يحرصون على بقاء حماس علناً. حماس هي تلك المنظمة الإرهابية التي أنتجت هجمة النخبة في 7 أكتوبر. موقف الإدارة الأمريكية من رئيس الوزراء نتنياهو وحكومته قد نفهمه من المقاطعة والاحتقار اللذين بثتهما مرشحة الحزب للرئاسة كامالا هاريس، حين رفضت أداء مهام منصبها كرئيسة مجلس الشيوخ في خطاب رئيس الوزراء في الكونغرس.

لإسرائيل مصلحة عليا لتحرير المخطوفين المتبقين في أيدي السنوار ومنظمته الإرهابية. وإذا كنا صادقين، يمكننا المساومة على “النصر المطلق” أكثر مما على محور فيلادلفيا وعلى تفتيش اللاجئين العائدين إلى شمال القطاع. هذه هي اللحظة التي تطالب فيها إسرائيل بإجراء حسابها: ما هي عناصر الأمن القومي الجوهرية لمواصلة الصراع في السنوات القادمة. إن حصانة إسرائيل لا تتعلق فقط بترتيبات تكنو- أمنية، بل بمبنى قوة عسكرية صحيح وروح قتالية وحصانة قومية. على إسرائيل أن تضمن عدم منح وقف النار حصانة لأعمال إرهاب في غزة.

منذ تشكيل الحكومة الحالية والأمريكيون يعملون على نزع شرعيتها، ولا يتوقفون عن ذلك حتى على مدى الحرب. لا يمكن لأي مساعدة أمنية أن تغطي على هذا. هذه وصلة مؤكدة لمواصلة المخططات العدوانية ضد إسرائيل. وعليه، فعندما يتحقق وقف النار يجب أن يفهم الجانب الأمريكي بأن إسرائيل يمكنها العمل بحرية لغرض الملاحقة في غزة وتصفية قواعد الإرهاب في اللحظة التي تجد من الصواب عمل هذا؛ وذلك بروح الاتفاق من العام 2004 بين الرئيس في حينه جورج دبليو بوش، ورئيس الوزراء الراحل أرئيل شارون.