اكتشاف عمليات احتيال كبيرة في عملة البيتكوين
اية حوراني - خبر 24
تعرض آلاف الأشخاص لعمليات احتيال عالمية، تقوم على عرض إعلانات للاستثمار في عملة بتكوين (Bitcoin)، تقف وراءها شركات وهمية في قبرص ووكالات بيلاروسية وإسرائيلية ومراكز اتصال في أوكرانيا.
من بين الضحايا سويدي يدعى كلاس باكمان تعرض عام 2019 لعملية احتيال استثمارية وهمية من طرف مركز اتصال يقترح استثمارات مغرية، وقد نجح المركز في إقناعه باستثمار حوالي 20 ألف يورو، ليفقد بذلك كامل مدخراته، ورغم تقديمه شكوى لا يزال التحقيق مستمرا بشأنها، غير أن أمله في استرجاع أمواله ضعيف.
وفي تقرير نشرته صحيفة "لوموند" (lemonde) الفرنسية، قال الكاتب داميان ليلوب إنه مثل مئات الآلاف من الناس في جميع أنحاء العالم، وقع باكمان في هذا الفخ بسبب إعلان بسيط عبر الإنترنت، في سبتمبر/أيلول 2019، وقد نقر على إعلان مخصص لمنصة "بتكوين تريدر" (Bitcoin Trader) لتداول العملات المشفرة الثورية، وبعد إدخال معلوماته الشخصية على المنصة، اتصل به فورا مستشار ليقنعه باستثمار 250 دولارا (ما يعادل 210 يورو)، ففي البداية الاحتيال ، يتم إيهام الضحية بمسألة مضاعفة الأرباح بشكل سريع، وفيما بعد يسلط عليه ضغط من طرف المستشارين لإيداع المزيد من المال والاستفادة من الاتجاه التصاعدي، وبعد استثمار الضحية جميع أمواله أو عند مطالبته بسحب أرباحه، يختفي المستشارون ليكتشف الشخص أنه كان ضحية عملية احتيال.
قامت "لوموند"، بالتعاون مع الاتحاد الدولي للمحققين الصحفيين، تحت إشراف صحيفة "داغنز نيهيتر" (Dagens Nyheter) اليومية السويدية وشبكة الصحفيين في مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد، إلى جانب عشرات المنافذ الإخبارية الأخرى، بالتحقيق في كيفية اختراع هذه الحيل على مدى السنوات الثلاث الماضية.
نقل الكاتب عن كلير كستانيت مديرة العلاقات مع المستثمرين والحماية بهيئة الأسواق المالية أن عمليات الاحتيال عن طريق الاستثمار الوهمي ليست حديثة العهد، غير أنها أصبحت أكثر احترافية وفعالة بشكل مخيف، ووفقا لتقديرات هيئة الأسواق المالية، التي أجرت دراسة استقصائية واسعة النطاق على مدى 18 شهرا، فإن الضرر الناجم عن جميع عمليات الاحتيال الاستثمارية في فرنسا ما بين 2017 و2018 بلغ حوالي مليار يورو، ولكن فرنسا تظل أقل تضررا من هذه الظاهرة مقارنة بدول أوروبا الغربية.
وبناء على توضيحات شخص عمل في مركز اتصال يدير عمليات الاحتيال، فإن المسؤولين عن عمليات الاحتيال المذكورة يتجنبون فرنسا، لأنهم يعتقدون أن المحققين فيها أكثر كفاءة مقارنة ببلدان الأخرى، وهو ما أكدته العديد من الوثائق.
قي نهاية يناير/كانون الثاني، نجحت عملية مشتركة نفذها محققون من فرنسا وبلجيكا وإسرائيل، بقيادة وحدة التعاون القضائي التابعة للاتحاد الأوروبي، في تفكيك شبكة مختصة في عمليات الاحتيال الاستثمارية الوهمية كانت قد استهدفت 85 شخصا، وقد توصل البحث إلى أن العقل المدبر لعمليات الاحتيال إسرائيلي فرنسي لجأ إلى إسرائيل عام 2012 للإفلات من عقوبة سجن صدرت ضده في فرنسا بسبب قضية احتيال في ضريبة الكربون.
عن "الجزيرة نت"