الفأرة في القرعة الصفراء.. مأزق المشروع الصهيوني
بقلم: محمد القاروط
القرع أو اليقطين، أحد أنواع الخضروات، من فصيلة القرع، ينتج ثمرة مستديرة أو بيضيّة. وهي ذات قشرة صلبة ولب قاسي الألياف. وبداخل الثمرة فجوة مركزية تحتفظ بالبذور. وتزن ثمرة معظم أنواع اليقطين من 7 إلى 10 كغم، ولكن بعضها يبلغ وزنه 90 كغم بل بلغ وزن بعضها 363 كغم.
يغلب على معظم الثمار اللون البرتقالي، ولكن بعضها أبيض أو ذو ألوان أخرى، ويسمى أيضاً القرع العسلي، كما ورد في "الموسوعة الحرة".
وللقرع الأصفر تحديدا قشرة سميكة، والحقول عادة تنتشر فيها الفئران، والفئران في حقول القرع الأصفر لها قصص مأساوية، حتى صارت تضرب مثلا، فأر القرع.
يهاجم الفأر بقوة وشراسة ثمرة القرع، ويكون دافعه القوي الجوع. وبعد جهد مضن يتمكن من إحداث ثقب صغير في اضعف نقطة من قشرة القرع السميك، ويدخل داخلها.
وبعد الدخول إلى داخل الثمرة وبدافع الجوع والتعب يبدأ بالتهام لب القرعة القاسي.
وعندما يشعر بالشبع تخور قواه، فيبدأ بالبحث عن مكان الثقب الذي دخل منه، فإذ وجده وهذا احتمال ضعيف، يكتشف أن حجمه اكبر من الثقب، لأنه دخل جائعا ويريد الخروج بعد الجشع، والجشع أكل بعد الشبع.
يبدأ الفأر بمحاولة الخروج ويكررها ويظل يحاول الخروج منها، في هذه الأثناء تكون قشرة القرع تتصلب بفعل الشمس وفراغ جزأ منها، ويصحب ذلك انكماشها، فيضيق الثقب مخرج الفأر.
الفأر ميت بكل الأحوال إذا دخل ثمرة القرع.
المشروع الصهيوني في فلسطين مثل الفأر الذي احدث ثقبا في قرعتنا، سمن من اللب ولن يخرج حيا.
في فلسطين المحتلة عام 48، يحاصرنا صحيح ولكننا نحاصره.
في القدس يحاصرنا ونحاصره.
يحاصر غزة، ولكنها تحاصره.
يحاصر كل بيت في الضفة وكل بيت فلسطيني شوكة في حلقه.
يهدد لبنان ويقف على رجل ونصف، محاصرا.
نحاصره في كل مكان في العالم ولن يفلح بحصارنا بتطبيعه مع الإمارات، ولا غيرها.
نحن نحاصر أحلامهم. واحلامنا حرة لا يستطيع أي كان أن يحاصرها.
في الحصار نحن المجربون أصحاب الخبرات، لا يهزمنا أي حصار.
رحم درويش الذي قال:
حاصر حصارك
بالجنود وبالجنون
ونحن نحاصرهم بالجنون والجنون والجنود.
أيحاصر شعب شاعره يقول:
ربما تحرق أشعاري وكتبي
ربما تطعم لحمي للكلاب
ربما تبقى على قريتنا كابوس رعب
يا عدو الشمس لكن لن أساوم
وإلى آخر نبض في عروقي سأقاوم
رحم الله سميح القاسم
المشروع الصهيوني مثل فارة القرع ميتة في القرعة لا محالة.
ما دمنا نحاصرهم، نحن الأكثر قدرة على الصبر والعمل والمثابرة حتى النصر.