آية لاعبة الكونغ فو وصديقة الكاميرا
![آية لاعبة الكونغ فو وصديقة الكاميرا](https://khabar24.net/khabar24/public/storage/sport/125567900-372846370492412-734566910267111252-n.jpg)
رام الله-خبر 24- أحرر جبريني
أطفالنا غُرة جمالنا.. وفرصتنا الثانية.. فمنا من لا يتمسك بهذه الفرصة التي لا تتكرر مع الجميع.. ويخسر أطفاله أو على الأقل لا يتابع إبداعاتهم.. ومنا من يتشبّث بشدة بهم ويتابع شغفهم بشغف أكبر وينتقل بهم بين هواية وأخرى حتى يُرضي طفله أو طفلته مرسلا إياهم خلف الهوايات التي تنمي مهاراتهم في الذكاء الاجتماعي مثل ضيفة اليوم وطفلتها.
ولأن موضوع التقرير عن الطفلة فلن يطول الحديث عن الأم، فهي تقول باختصار أنني اكتشفت ابنتي وساعدتها لتكتشف نفسها، كانت كلما ركضت خلف حلم لحقت بها لألتقطها وأرفع أكثر.
أما آية غزاونة فهي طفلة فلسطينية استثنائية.. مفعمة بالطاقة والحيوية.. ثقتها بنفسها وقدراتها عالية.. شخصيتها صلبة وعنيدة وحساسة وجريئة، وبذات الوقت نراها قيادية من الطراز الأول.. تتميز بذكاء اجتماعي يمكنها من خلاله معرفة نفسيات الآخرين والتأثير عليهم.. تتحلى بالقدرة على توزيع طاقتها بمختلف المجالات.. فالرياضة بالنسبة لها حياة تجدد روحها وتعزز ثقتها بنفسها من خلال ممارستها.. عشقت الكونغ فو منذ نعومة أظفارها..
من هي غزاونة؟
آية معاوية وليد غزاونة، ابنة الثمان سنوات، طالبة بالصف الثالث الابتدائي، في مدرسة إناث الكرامة، سكان مدينة رام الله، وهي الابنة الكبرى لعائلة مكونة من أب وأم وثلاث أخوات، بدأت ممارسة الكونغ فو في سن الثالثة من عمرها عن طريق الصدفة، فوالدتها طلبت منها تجربة تلك الرياضة كونها رأت بطفلتها مدى نشاطتها اليومي وطاقتها اللامتناهية، وبالفعل لاعبتنا أحبت الكونغ فو، وبدأت منذ ذلك اليوم ممارستها بانتظام فأصبحت تتدرب يومياً لمدة ساعة واحدة.
الكونغ فو حياة ..
لاعبتنا الصغيرة تعتبر الكونغ فو حياة بمعنى الكلمة، فهي لا تستطيع المضي قدماً إلا من خلال ممارستها، فهي تملأ جسدها بالراحة وتحسن مزاجها، وعند ممارستها لها وجهها يبتسم لا ارادياً.
اتجهت أية للعبة الكونغ فو كونه الخيار الأول لها وليس الأخير، فانطلقت بحيوية وثقة كبيرة بمحض إرادتها، ولم يخيفها كونها لعبة من الألعاب القتالية التي تعتمد على الخشونة، فكما قلت سابقاً هي فتاة جريئة بطبعها تعشق المغامرة ويستهويها التحدي.
وعند سؤالها عن السبب الذي دفعها للتعلق بها أجابت أن "الكونغ فو لعبة شاملة يوجد بها الكثير من الأساليب القتالية والساندا والجمباز، بالإضافة لأنها رياضة تعطي الجسم ليونة وقوة بذات الوقت، فأنا أمارسها منذ خمس سنوات بانتظام دون كلل ولا تعب وكل حصة تدريبة أكتشف الجديد بها ويزيد تعلقي بها".
عن الفوز والخسارة..
مرحلة الطفولة تعتبر من أصعب المراحل العمرية، تحديداً فكرة ما مدى تقبل الأطفال للخسارة فمنهم من ينتابهم موجات غضب من الخسارة، أو حتى عدم تقبل الفكرة فيقومون بردود أفعال سلبية، او المضي ساعات بعزلة وحزن، بإستثناء لاعبتنا الصغيرة التي لا تكترث للخسارة فهي بوجهة نظرها أنها مجرد لعبة فإن فازت بالنزال شعرت بأن طاقتها وتدريبها لم يذهب عبث وإن تعرضت للخسارة رأت أنها مجرد تدريب عادي يهدف إلى معرفة نقاط الضعف بها فتعمل على معالجة أخطائها بالمرات القادمة.
المدرب والنادي..
لكل منا قدوة بالحياة، سواء بمجال العمل أو التدريب أو الرياضة، وقدوة بطلتنا الصغيرة هو المدرب حسن الخطيب، الذي لم تخجل بالتعبير عن إعجابها به كمدرب قدير أشرف على تدريباتها منذ الصغر وقادر على استيعابها وإرشادها إلى الطريق الصحيح باللعبة، أما بالحديث عن النادي التي تتدرب به فقالت غزاونة : "أعتبر نادي سبورت بلس منزلي الثاني، أحب كثيراً إمضاء الوقت به، فمن خلاله تعرفت على أشخاص جدد بمختلف الألعاب، تربطني بهم محبة عائلية".
بعيدا عن الكونغ فو ..
يعتبر دمج النشاط البدني في الروتين اليومي للأطفال أساس اللياقة البدنية والصحة الجيدة له مدى الحياة، فالأطفال بحاجة إلى تجربة العديد من الرياضات المختلفة حتى يثبت على رياضة وينمى قدراته، وغزاونة طفلة تبحث عن خوض المغامرات وتجربة كل ما هو جديد، فلجأت إلى ممارسة كرة القدم برفقة صديقاتها، ولكن الملفت بتلك الطفة أن جميعهن كنَّ يردن اللعب في مركز الهجوم باستثناءها فضلت اللعب بمركز حراسة المرمى كونها ترى أن من واجبها حماية عرينها من الأهداف فليس القوة فقط بتسجيل الأهداف إنما التميز بالمحافظة على الشباك بدون أهداف بمعنى أن تبقى الشباك نظيفة.
كما تمارس طفلتنا في فصل الصيف السباحة بانتظام، وعند أوقات الفراغ ترغب كثيراً ركوب دراجتها الهوائية و"السكيت".
وبعيداً عن هوايتها الرياضية تحب آية تخصيص وقت للرسم، كونها طفلة يلفت نظرها التفاصيل الصغيرة وبالرسم تستطيع التعبير أكثر عن نفسها أو إعادة ما مر عليها خلال يومها بشرط أن تكون بغرفة لوحدها بعيداً عن الضوضاء حتى ترسم بكل شغف وهو الوقت التي تعتبره من حقها.
الطموح..
تطمح طفلتنا الصغيرة عندما تكبر على الصعيد الشخصي لدراسة طب الأسنان فهي ترى أن من خلال دراستها تكون قد حققت أمنية أباها، أما على الصعيد الرياضي فهي ترغب بالسفر إلى الصين لممارسة الكونغ فو على أرض مُنْشِئِيْ تلك الرياضة، كما تهدف إلى تطوير مهاراتها لتمثيل فلسطين بالمحافل الدولية ورفع علم فلسطين عالياً.
الكاميرا صديقتي الجديدة..
أول مرة شاهدت آية الكاميرا رفقة صديقة والدتها في بطولة للكونغ فو، انتباها شعور غريب فأصرت على تجربتها بغض النظر عن حجم الكاميرا ومدى ثقلها إلا أنها بعناد رأسها –بحسب قول أمها- أقنعت والدتها باستخدامها فسمحت لها صاحبة الكاميرا بخوض تلك التجربة وبالفعل عندما مسكتها وبعد شرح بسيط عن آلية عملها إلتقطت آية العديد من الصور التي تعتبر صور لمصورة لها باع طويل بالمهنة كما قالت صديقة والدتها لمراسلة "خبر 24 " في حديث قصير دار بينها وبين الأم والصديقة، فنشأت علاقة غريبة بينها وبين الكاميرا كما أضافت أمها، فأحبتها كثير والكاميرا اعتادت على عينها وأناملها الصغيرتين، ومن وقتها كلما شاهدت آية كاميرا تطلب من صاحبها استعارتها وتصوير الصور، فقررت كما قالت لنا "إن أول مبلغ مالي سأحصل عليه سوف أقتني كاميرا خاصة لي لتكون رفيقة دربي في الأيام القادمة".
آية طفلة ذكية جداً وصادقة مع نفسها ومع الجميع فهي واضحة كالبلور كل من يراها يدرك تماماً أنها فتاة ناضجة عقلياً بجسد صغير، متعلقة جداً بأختاها الصغيرتان، وتعتبر نفسها الأم الثانية لهم.