"بايدن يحذر من تركيز السلطة ويستعرض إنجازات إدارته في خطاب وداعي"

حذر الرئيس الأميركي، جو بايدن، في خطاب وداعي ألقاه في البيت الأبيض قبل تسليمه السلطة إلى دونالد ترامب، من خطورة تركيز السلطة في الولايات المتحدة في يد "حفنة من الأشخاص فاحشي الثراء"، داعيًا إلى تعديل الدستور الأميركي لضمان محاسبة الرئيس وعدم منح حصانة له عن الجرائم التي قد يرتكبها أثناء وجوده في المنصب. كما شدد على أهمية وضع قوانين تعزز الشفافية في الخدمة السياسية وتقليص فترات المناصب لضمان تساوي الفرص لجميع المواطنين.
وفي ذات الخطاب، عبر بايدن عن تفاؤله بمستقبل الولايات المتحدة، مؤكدًا أن الوحدة والمشاركة الفاعلة في الديمقراطية ستضمن بناء أمة قوية ومزدهرة. وأشار إلى أن الديمقراطية الأميركية تواجه اختبارات مستمرة، لكن نظام فصل السلطات كان دائمًا السند الذي حافظ عليها لأكثر من 250 عامًا.
استعرض بايدن خلال حديثه أيضًا أبرز إنجازات إدارته في السنوات الأربع الماضية، مشيرًا إلى التقدم في الاقتصاد، الرعاية الصحية، والشؤون الخارجية. كما أشار إلى توفير 17 مليون وظيفة جديدة، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ أي إدارة أميركية، إلى جانب تعزيز البنية التحتية وتحقيق تقدم في مجالات حماية المواطنين من العنف وتقليل الجريمة. واعتبر أن هذه الإنجازات ستستفيد منها الأجيال القادمة.
وتطرق بايدن في خطابه إلى القضايا التي ستواجه الإدارة المقبلة، محذرًا من تركيز السلطة بيد فئة محدودة من الأثرياء، وهو ما قد يهدد الديمقراطية وحقوق الأميركيين. وأكد على ضرورة وضع قوانين ضريبية عادلة لضمان أن يدفع الأثرياء نصيبهم العادل من الضرائب، بما يحقق المساواة.
كما تناول بايدن التحديات المتعلقة بالتغير المناخي، مشيرًا إلى القوانين التي أقرها لمكافحة هذا التحدي وتوفير فرص عمل في مجال الطاقة النظيفة. وأوضح أن حماية البيئة يمكن أن تتماشى مع دفع عجلة الاقتصاد، دون تعارض بينهما. لكنه حذر من أن "قوى كبيرة" قد تهدد هذه الإنجازات.
وفيما يتعلق بالتكنولوجيا، لفت بايدن إلى أهمية مواكبة التطور في مجال الذكاء الاصطناعي، محذرًا من غياب الضوابط التي قد تهدد خصوصية الأفراد وتؤثر سلبًا على حياة الأميركيين. وأكد على ضرورة أن تظل الولايات المتحدة رائدة في هذا المجال، بدلًا من أن تتركه للخصوم.
وفي ختام خطابه، أشار بايدن إلى أن الأميركيين يواجهون سيلًا من الأخبار المضللة التي تنشرها وسائل التواصل الاجتماعي، محذرًا من خطورة إساءة استخدام السلطة في ظل هذا الوضع.