بيروت: أبو هولي وفيصل يبحثان التحديات التي تواجه "الأونروا"
بيروت- بحث عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دائرة شؤون اللاجئين أحمد أبو هولي، اليوم الإثنين، مع نائب رئيس المجلس الوطني علي فيصل التحديات التي تواجه قضية اللاجئين الفلسطينيين، في ظل المساعي الرامية إلى تصفيتها من خلال إنهاء عمل "الأونروا" ونقل صلاحياتها للمنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة وإلى حكومات الدول المضيفة.
كما بحث أبو هولي وفيصل، خلال اللقاء الذي عقد في مقر الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بمخيم مار الياس في العاصمة اللبنانية بيروت، التحضيرات الجارية لاجتماعات اللجنة الاستشارية لوكالة الغوث التي ستعقد في بيروت، في ظل أزمة مالية تعيشها الوكالة، بالإضافة إلى تجديد تفويض "الأونروا" في كانون أول/ ديسمبر المقبل في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأكد أبو هولي أن اللاجئين الفلسطينيين يواجهون تحديات صعبة، في ظل الأوضاع الاقتصادية التي تشهدها لبنان وتقليصات "الأونروا" جراء أزمتها المالية المزمنة.
وأضاف أن الرئيس محمود عباس يولي اهتماما كبيرا باللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وتوجيهاته بتقديم ما يلزم لتخفيف معاناتهم، لافتا أن اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات اللبنانية لهم خصوصية وهم ذات أولوية لدى منظمة التحرير الفلسطينية.
ورفض أبو هولي تعزيز الشراكات مع المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة نيابة عن "الأونروا"، والذي يحمل في طياته خطرا يمس تفويض عمل "الأونروا" الممنوح لها بالقرار 302.
وأكد أن منظمة التحرير الفلسطينية ستقاتل من أجل الحفاظ على "الأونروا" وعلى تفويضها في القيام بمهام الإغاثة والتشغيل وفق القرار 302، إلى حين حل قضية اللاجئين حلا عادلا وشاملا بعودتهم إلى ديارهم طبقا لما ورد في القرار 194.
ووضع أبو هولي، نائب رئيس المجلس الوطني في صورة لقاءاته مع الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية والمشاريع التي نفذتها دائرة شؤون اللاجئين في المخيمات الفلسطينية في لبنان، والتحديات التي تواجه اللاجئين ومخاطر تصريحات مفوض عام "الأونروا" حول تعزيز الشراكات مع المنظمات الدولية لتقديم الخدمة للاجئين الفلسطينيين نيابة عن "الأونروا" على تفويضها.
واستعرض الطرفان الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان بفعل تداعيات الأزمة اللبنانية التي تتطلب تضافر وتعاون جميع المرجعيات الفلسطينية واللبنانية والدولية من أجل الاستجابة المباشرة للاحتياجات الحياتية والمعيشية للاجئين الفلسطينيين، وفي مقدمتها إقرار الحقوق الإنسانية، وإقرار خطة طوارئ شاملة ومستدامة من قبل وكالة الغوث، وتأمين التمويل اللازم لها، ومعالجة عشرات الملفات التي تحتاج إلى حلول، خاصة إعمار مخيم نهر البارد بكل عناوينه وقضايا الفلسطينيين المهجرين من سوريا إلى لبنان وغير ذلك من عناوين.
من جهته، أكد فيصل أن ما تتعرض له "الأونروا" من تحديات لا ينظر إليه من باب الريبة بل جزء من مخطط تصفيتها.
وشدد على أن القضية الفلسطينية برمتها مستهدفة خاصة قضية اللاجئين من بوابة صفقة القرن، والقدس من بوابة التهويد والاستيطان، وأهلنا داخل الـ48 من بوابة القوانين العنصرية، مؤكدا أن ما يجري هو صراع على الرواية، وأن شعبنا الفلسطيني سيواصل نضاله من أجل التحرير والعودة والدولة.
وأكد أن "الأونروا" هي أحد أركان حق العودة تمسكا بالقرار 194 وأن استهدافها هو استهداف لحق العودة ولحق اللاجئين في العيش الكريم.
كما أكد فيصل تعزيز الموقف الرسمي المتمسك بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم ورفض مخططات التوطين والشركات مع المنظمات الدولية نيابة عن "الأونروا" بالموقف الشعبي لتكامل الأدوار الجامعة والموحدة في حماية "الأونروا" وحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم.
وأشاد بدور دائرة شؤون اللاجئين بالمنظمة ورئيسها أبو هولي، لافتا إلى أن دائرة شؤون اللاجئين استطاعت أن تعيد قضية اللاجئين إلى مكانتها الحقيقية على كافة المستويات السياسية والجماهيرية والميدانية داخل المخيمات وفي أروقة الأمم المتحدة، باعتبارها جوهر القضية الفلسطينية وجوهر الصراع.
وتم الاتفاق على وضع استراتيجية تحرك فلسطيني على كافة المستويات بدءا من التحرك السياسي والدبلوماسي الرسمي مع الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة ومع الدول المضيفة والإقليمية وصولاً إلى التحرك الشعبي والإعلامي، لحشد الدعم المالي والسياسي لتجديد تفويض "الأونروا" وخلق رأي عام عالمي داعم للحقوق الفلسطينية المشروعة.
كما تم التأكيد على ضرورة التحضير الجيد للاستحقاقات المقبلة سواء مؤتمر الدول المانحة الذي سيعقد قريبا لحشد التمويل للوكالة، أو تكثيف الجهود من أجل تجديد التفويض لها بعيدا عن سياسة الابتزاز التي تمارسها بعض الدول في تعاطيها مع الأزمة المالية، وعلى أهمية الجهود المبذولة بهذا الشأن من قبل الدول العربية المضيفة وجامعة الدول العربية.
وحضر الاجتماع عضو القيادة السياسية لمنظمة التحرير عدنان يوسف، ومسؤول دائرة وكالة الغوث بالجبهة الديمقراطية فتحي كليب، وعضو لجنة المتابعة المركزية للجان الشعبية خميس قطب، وعن دائرة شؤون اللاجئين مدير عام الإعلام والدراسات و"الأونروا" رامي المدهون، ومدير الدائرة بلبنان جمال فياض، ومدير الإدارة المالية العامة علي صوافطة.