«الڤار» يقع في المصيدة!

«الڤار» يقع في المصيدة!

الڤار يقع بالمصيدة بقلم خلدون الشيخ

بالنسبة لبعض الأندية، خصوصاً في انكلترا، وصلت الأمور حدها الأقصى، وبلغ السيل الزبى، في ما يتعلق بتقنية حكم الفيديو المساعد، المشهورة باسم «الڤار»، الى درجة أنها على وشك أن تصوت بالتخلي عنها.
لا شك في أن أي تكنولوجيا حديثة تساعد على تسهيل العمل في أي قطاع كان، ستكون محل ترحيب وتسهيل، الا في عالم البريميرليغ، حيث اعتبرت تقنية «الفار» في السنوات الأخيرة نقمة عند الجماهير والكثير من المدربين والأندية، التي اعتبرت انها تدفع ثمن قرارات خاطئة من هذه التقنية، كادت أن تكلفها، أو بالفعل، كلفتها الكثير، ان كان من النقاط أو هدر المال أو الطاقة، ولهذا السبب قرر نادي ولفرهامبتون الوسطي، التقدم باقتراح يتم التصويت عليه بين أندية الدرجة الانكليزية الممتازة العشرين في اجتماع العمومية العامة في 6 من الشهر المقبل.
ولفرهامبتون ليس النادي الوحيد، الذي يشعر بمرارة من قرارات «الڤار» في موسم خامس مليء بالجدل والشكوى والتذمر، والكثير من الاعتذارات الرسمية على اخطاء فادحة، رغم ان رابطة الدوري الممتاز ما زالت تؤيد بقوة استخدام التقنية، بل وافقت الشهر الماضي على ادخال المزيد من التكنولوجيا الى اللعبة عبر تطبيق تقنية كشف التسلل شبه الآلي بدءاً من الموسم المقبل.
حتى الآن، غير معروف كيف ستصوت الأندية على اقتراح الغاء «الڤار»، فعدا عن ولفرهامبتون لا توجد أندية أعلنت تأييدها لسحب «الفار»، في حين أن ليفربول و3 أندية أخرى كانت واضحة برغبتها في استمرار التقنية، علما أنه يتعين الحصول على تأييد وموافقة 14 نادياً من العشرين كي يضمن حدوث تعديل على قانون في اللعبة بين أندية البريميرليغ.
فكرة الغاء تقنية مثل «الڤار» من اللعبة في أيامنا هذه، مثل العودة الى مشاهدة اللعبة في تليفزيونات «أبيض واسود»، أو مثل اللعب على أرضية صلبة غير مرطبة، أو مثل اللعب من دون الكثير من التحديثات التي أدخلت على اللعبة في السنوات الأخيرة، وربما من أروعها بالنسبة لي على الأقل هو «الڤار»، والمشكلة عند الجماهير التي تخطف منه البهجة للحظات بعد تسجيل هدف خشية شطبه لوقوع خطأ ما، أو حتى الأخطاء الواضحة والفاضحة التي يعتذر عنها المسؤولون لاحقاً، هي أولاً أن الأخطاء بشرية وليس عيباً في التقنية، بل العيب في تطبيق هذه التقنية، أي انها مثل كفاءة حكم الساحة البشري الذي يرتكب الاخطاء غير المتعمدة، وثانياً وهو الاهم ان «الفار» أزال أكثر من 95% من الأخطاء الفاضحة وكشف عن ركلات جزاء غير صحيحة وأخرى صحيحة، لا تأخذ حيزا من التقدير والعرفان لأنها صارت أمراً عادياً ومتوقعاً، لكن في الواقع لن نقدر قيمة استخدام هذا التقنية الا عندما يتم وقف العمل بها، بل هناك مباريات شاهدتها في العقود الماضية وهي من بطولات كبرى ككأس العالم وأمم أوروبا، استغربت للكم الهائل من الأخطاء التحكيمية، حيث تثبت الاعادات التليفزيونية وجود خطأ أو تسلل لكنها تغفل على الحكم ومساعديه.
رغم التذمر والشكاوى الكثيرة هذا الموسم من «الفار» في البريميرليغ، الا ان رابطة الدوري تقول ان تطبيق «الڤار» رفع في معدل أخذ الفرارات الصائبة في أرض الملعب من 82% في السابق قبل تطبيق التقنية الى 96% بعد التطبيق، ولهذا سيتعين على الأندية المساعدة في وصول حكام متخصصين، للعمل في متابعة غرفة «الڤار» لرفع مستوى أخذ القرارات الصحيحة والسليمة، وبتوقيت سريع، ومنها الموافقة على اذاعة الحوار الذي يدور بين حكام الساحة وبين حكام غرفة «الفار»، ليسمعه كل الجمهور، وهو قرار ما زال الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) يمنع استخدامه.
هل يقع «الڤار» في المصيدة وتوأد ربما أعظم تكنولوجيا تدخل اللعبة في العقود الاخيرة؟ ربما لن يحدث ذلك في البريميرليغ، كون ولفرهامبتون سيعاني للحصول على تأييد 13 نادياً لتمرير هذا القرار، ومثلما ثار الكثيرون على رابطة الدوري الاسباني لمنعها تطبيق تكنولوجيا خط المرمى، لانها «مكلفة وباهظة الثمن»، بعد فرصة لبرشلونة أبعدت من خط المرمى في «كلاسيكو الأرض» أمام ريال مدريد، وباتت «الليغا» مثار سخرية الكثيرين، وهو ما قد يقود البريميرليغ، الذي يعتبر على نطاق واسع الأثرى والأشهر والأشرس في العالم، الى أن يصبح الوحيد الى جانب الدوري السويدي شبه الاحترافي، من بين 30 دوري ومسابقة أوروبية لا يطبق تقنية «الفار».
عيب تطبيق تقنية «الڤار» تبقى بشرية بحتة وليس فنية، أي أن العيب سيبقى قائماً حتى في حال الموافقة على شطب تطبيق التقنية، وفي المقابل ستزول العيوب في حال معالجة التطبيق ورفع الكفاءة البشرية عوض وضع هذه التقنية في المصيدة.


Share: