حين يصبح الجوع قاتلًا: طفل يفارق الحياة بعد سقوطه في قدر طعام بغزة
![حين يصبح الجوع قاتلًا: طفل يفارق الحياة بعد سقوطه في قدر طعام بغزة](https://khabar24.net/khabar24/public/storage/2024/december/img-6993.jpeg)
شهد قطاع غزة حادثة مأساوية تهز المشاعر وتكشف عمق المعاناة اليومية التي يعيشها الفلسطينيون تحت وطأة الحصار والقصف الإسرائيلي.
الطفل عبد الرحمن نبهان، البالغ من العمر خمس سنوات، توفي بعد سقوطه في قدر طعام مغلي أثناء محاولته الحصول على وجبة لعائلته الجائعة، وسط تزاحم الناس للحصول على وجبات توزعها إحدى التكايا المخصصة للنازحين والجياع. هذه الحادثة تلخص مأساة شعب بأكمله يصارع للبقاء في ظل غياب أبسط مقومات الحياة.
ووفقًا لتقرير وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، دفع الجوع الطفل عبد الرحمن للسير لمسافة طويلة نحو مركز إيواء في النصيرات وسط قطاع غزة، حاملًا قدرًا فارغًا ليعود لعائلته بما يسد رمقهم. لكن رحلته انتهت بفاجعة، إذ لم يتمكن جسده الصغير من مجاراة الزحام حول قدر الطعام المغلي، ليسقط بداخله، ويُصاب بحروق من الدرجة الثالثة غطت أكثر من 60% من جسده.
رغم نقله إلى المستشفى ووضعه في العناية المركزة لمدة أربعة أيام، لم يتمكن عبد الرحمن من النجاة، وفارق الحياة متأثرًا بجراحه، تاركًا وراءه ألمًا عميقًا وقصة تختصر معاناة القطاع المحاصر.
وفي حديث مع وكالة “وفا”، قال والد الطفل، نبيل نبهان: “هربنا من الموت خمس مرات خلال النزوح من شمال القطاع، واستقر بنا الحال أخيرًا في مخيم النصيرات وسط الجوع والحرمان. كان عبد الرحمن يذهب لجلب الطعام من التكية، لكن هذه المرة كانت الأخيرة. حاول بشدة مزاحمة الناس للحصول على الطعام، ولكنه سقط في القدر المغلي. انتهت رحلته بقطعة خبز لم تصل”.
وأضاف الأب: “تم إبلاغي يوم الخميس بوفاة طفلي بعد صراع مع الحروق التي لم يحتملها جسده الصغير. نحن نعيش على المساعدات ونصارع الجوع يوميًا، مع آلاف الجائعين الذين يتزاحمون للحصول على ما يبقيهم على قيد الحياة”.
تعكس هذه الحادثة المأساوية تفاقم أزمة الجوع في قطاع غزة، حيث أصبحت تكيات الطعام طوق نجاة لآلاف السكان الذين يعانون انعدام الأمن الغذائي. إنها صورة مؤلمة لواقع يئن تحت وطأة الحصار، تاركًا جروحًا غائرة في كل بيت فلسطيني.