غزة بعد الهدنة: عائدون إلى دمار شامل وأحلام مدمرة"

غزة بعد الهدنة: عائدون إلى دمار شامل وأحلام مدمرة"

بعد أيام طويلة من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، عاد السكان النازحون إلى مناطقهم عقب إعلان وقف إطلاق النار. لكن ما وجدوه أمامهم لم يكن سوى مشهد مروع من الدمار الشامل الذي غير معالم حياتهم بشكل جذري.

"هذا البيت أنا بنيته قطعة قطعة.. الآن ليس بيتًا، ولم أجد بيت.. هنا خراب بيوت"، بهذه الكلمات المفعمة بالألم عبّر أحد العائدين عن صدمته، مجسدًا المأساة التي تواجه آلاف العائلات التي كانت تأمل في استعادة حياتها الطبيعية.

الكثير من السكان عادوا وهم يحملون بصيص أمل لإعادة بناء حياتهم، لكنهم وجدوا أنفسهم في مواجهة أنقاض طمست معالم بيوتهم وشوارعهم. "شعور لا يوصف تحت صوت القصف، صوت الضرب والدمار في المنطقة"، قالها أحد السكان، وهو يحاول استيعاب حجم الكارثة التي خلفتها الحرب.

في مشاهد تكررت مع غالبية العائدين، لم يكن الدمار مقتصرًا على المنازل فقط، بل امتد ليشمل الشوارع والبنية التحتية التي تحولت إلى ركام، مما جعل التعرف على أماكن البيوت السابقة شبه مستحيل. يقول أحد المواطنين: "كمية الدمار هائلة، لم نتمكن من معرفة أماكن بيوتنا".

رغم دخول التهدئة حيز التنفيذ، إلا أن الجراح ما زالت مفتوحة، والخسائر النفسية والمعنوية تفوق التوقعات. "نحن اليوم حول بيوتنا نتفقدها، ولم نلقَ بيوتًا"، أضاف أحد العائدين، في إشارة إلى أن المأساة تتجاوز حدود الماديات لتصل إلى تهديد مستقبلهم واستقرارهم.

ومع انهيار البنية التحتية بشكل شبه كامل، بات الوصول إلى العديد من المناطق المدمرة مهمة شاقة، حيث تحولت الأنقاض إلى عائق كبير يمنع الحركة الطبيعية بين الأحياء. الشوارع، التي كانت تعج بالحياة، أصبحت الآن أثراً بعد عين، ما يزيد من صعوبة عودة الحياة إلى طبيعتها.

ورغم الجهود التي تبذلها بعض المنظمات الإنسانية لتقديم الدعم، يبقى حجم الدمار هائلًا، متطلبًا استجابة دولية عاجلة لإعادة إعمار ما تهدم. لكن القلق يتزايد لدى السكان من إمكانية وقوع موجات جديدة من النزوح أو تجدّد العنف، في ظل عدم وجود ضمانات واضحة للاستقرار.

في هذا المشهد الكارثي، يبقى سكان شمال غزة أسرى صدمة كبيرة، يتساءلون عن مستقبلهم المجهول وسط أنقاض بيوتهم وأحلامهم، في انتظار تدخل دولي حقيقي يعيد الأمل إلى قلوبهم التي أنهكها الخراب.


Share: