تفاصيل جديدة عن اغتيال نصر الله.. عملية تعقب بـ"مادة غامضة"
كشفت تقارير صحفية عن تفاصيل جديدة حول عملية اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، في واحدة من أكبر العمليات التي استهدفت قيادة الحزب منذ سنوات.
تتعدد الروايات حول كيفية اغتياله، لكن ما يتفق عليه الجميع هو دقة الاستهداف الذي نفذته إسرائيل يوم الجمعة الماضي.
إحدى الروايات، وفقًا لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية، تشير إلى أن رجلاً مجهول الهوية التقى بنصر الله وصافحه وقام بتلطيخ يديه بمادة غير معروفة، ما مكن إسرائيل من تتبع موقعه بدقة.
واستغرقت إسرائيل دقيقتين فقط لتحديد موقعه والتأكد من وجوده في مقرٍ بالضاحية الجنوبية لبيروت.
في غضون دقائق، شنت الطائرات الإسرائيلية غارات جوية مكثفة، ألقت خلالها ما يقرب من 80 طنًا من القنابل على المقر، ما أدى إلى مقتل نصر الله وعدد من كبار قيادات الحزب.
ووفقًا لتقرير صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، فقد توفي نصر الله نتيجة اختناقه بعد لجوئه إلى غرفة مغلقة دون تهوية، حيث تسربت الغازات السامة الناتجة عن القصف.
تم انتشال جثمان نصر الله السبت، غداة استشهاده، ونُقل إلى مستشفى في بيروت دون أن تظهر عليه إصابات جسدية بارزة.
وأشارت التقارير إلى أن عملية الاغتيال كانت مخططًا لها مسبقًا، بناءً على سنوات من جمع المعلومات الاستخباراتية من قبل الشاباك والموساد.
وفقًا لمسؤولين أمنيين إسرائيليين، بدأت خطط استهداف نصر الله منذ أكثر من عقد، مع دراسة دقيقة لنقاط القوة والضعف لحزب الله.
صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية ذكرت أن المعلومات الاستخباراتية حددت الموقع الدقيق للغرفة التي اجتمع فيها نصر الله مع قادة حزب الله، وكذلك عمق المخبأ الذي استخدموه للاجتماعات الحساسة.
هذه المعلومات سمحت للطيارين الإسرائيليين بحساب الزوايا المثلى لإلقاء القنابل واختيار الارتفاع المناسب لضرب الجزء المحدد من المخبأ حيث كان يتواجد نصر الله.
العملية التي أطلق عليها الإسرائيليون اسم "النظام الجديد" تم تنفيذها بينما كان كبار ضباط حزب الله ينسقون العمليات ضد إسرائيل من داخل المقر.
الهجوم بدأ بإسقاط طائرات سلاح الجو الإسرائيلي 80 قنبلة خارقة للتحصينات من نوع "هايفي هايد" MK84، القادرة على اختراق تحصينات بعمق يتراوح بين 50 إلى 70 مترًا تحت الأرض.
وتم تنفيذ العملية من قبل "الوحدة 119" التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، باستخدام طائرات "إف 15".
وأعلن الجيش الإسرائيلي السبت أن حسن نصر الله قتل في الغارة التي استهدفت مقر قيادة حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت. بدوره، أكد حزب الله استشهاد نصر الله، مشيرًا إلى أنه "التحق برفاقه الذين قاد مسيرتهم لما يقارب الثلاثين عامًا".