هل يشهد العالم محاولة تهجير جديدة للفلسطينيين؟ رفض قاطع من مصر والأردن في مواجهة ضغوط ترامب
منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، أعلنت كل من مصر والأردن رفضهما القاطع لتهجير الفلسطينيين من غزة أو الضفة الغربية، معتبرتين ذلك “خطًا أحمر” أو “إعلان حرب”.
تجدد الحديث عن خطة تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن عدة مرات خلال الحرب، لكن تصريحًا مثيرًا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعاد الجدل حول هذه القضية التي أكدت القاهرة وعمان مرارًا رفضها القاطع لها.
في تصريح له على متن الطائرة الرئاسية “إير فورس وان”، دعا ترامب إلى استضافة المزيد من الفلسطينيين من غزة في الأردن ومصر، في وقت يعاني فيه القطاع من وضع إنساني صعب بسبب الحرب.
ورغم غموض تصريحاته حول ما إذا كان المقصود هو تهجير دائم أو مؤقت، قال ترامب: “يمكن أن يكون هذا أو ذاك”.
وكان قد تحدث مع الملك الأردني عبدالله الثاني حول هذا الموضوع يوم السبت، وأوضح أنه يرغب في أن تستقبل الأردن مزيدًا من الفلسطينيين، كما أعرب عن رغبته في أن تستقبل مصر أيضًا عددًا من الفلسطينيين. وأكد أنه سيتحدث مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في اليوم التالي.
فيما كانت آخر التصريحات الرسمية من جانب مصر في هذا الشأن، فقد أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي في كلمته بمناسبة عيد الشرطة المصرية قبل أربعة أيام، أن مصر ترفض بشكل قاطع أي محاولة لتهجير الفلسطينيين، مؤكدًا أن ذلك يتناقض مع دعم مصر للقضية الفلسطينية.
وأضاف أن مصر ستدفع بقوة نحو تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، لمنع تهجير الفلسطينيين من غزة، مشددًا على أن هذه المحاولات مرفوضة تمامًا.
كما أشار السيسي إلى أن تهجير الفلسطينيين من غزة سيؤدي إلى تهجير آخر من الضفة الغربية، مما يجعل فكرة إقامة دولة فلسطينية غير قابلة للتنفيذ. وحذر من أن هذا سيؤدي إلى نقل الصراع إلى سيناء، حيث ستصبح المنطقة قاعدة للمقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل، ما سيعرض الأراضي المصرية لهجمات إسرائيلية.
وفي نفس السياق، قال السيسي ساخرًا: “لدى إسرائيل صحراء النقب ويمكنها نقل الفلسطينيين إليها”، مضيفًا أن مصر لن تقبل بتصفية القضية الفلسطينية عبر أي محاولات لتهجير الفلسطينيين أو تغيير الواقع على الأرض.
وفي تصريحات لاحقة في مايو 2024 خلال القمة العربية في البحرين، أكد السيسي مجددًا رفض مصر لتهجير الفلسطينيين، مشيرًا إلى أن التاريخ سيقف طويلًا أمام هذه الحرب التي أسفرت عن ممارسات مروعة ضد الشعب الفلسطيني.
من جهة أخرى، كان الأردن قد عبر عن رفضه التام لتهجير الفلسطينيين منذ وقت مبكر. في 17 أكتوبر 2023، أكد الملك عبدالله الثاني أن تهجير الفلسطينيين إلى الأردن أو مصر هو “خط أحمر”، مؤكدًا أن بلاده لن تستقبل أي لاجئين جدد. وأضاف أن هذا الموقف يعبر عن موقف مصر أيضًا.
وفي نوفمبر 2023، أشار رئيس وزراء الأردن وقتها، بشر الخصاونة، إلى أن أي محاولة لتهجير الفلسطينيين تعتبر إخلالًا جوهريًا بمعاهدة السلام، وأنها بمثابة إعلان حرب.
وفي 12 يناير 2024، شدد وزيرا خارجية مصر والأردن على رفضهما القاطع لأي محاولة لتهجير الفلسطينيين، مؤكدين على موقف بلديهما الثابت في هذا الشأن.