"أزمة غذاء وصحة تهدد 10 ملايين نازح في السودان"

أظهرت بيانات جديدة من المصفوفة العالمية لتتبع النازحين "دي تي إم" أن حوالي 88% من النازحين داخليًا في السودان، أي نحو 10 ملايين شخص، يعانون من نقص في الغذاء بسبب ارتفاع الأسعار وعوامل أخرى. وشهد عام 2024 زيادة حادة في أعداد النازحين، حيث بلغ عددهم الداخلي أكثر من 11.5 مليون شخص، في وقت يستمر فيه النزاع المسلح منذ أبريل 2023.

من خلال شبكة تتكون من أكثر من 9 آلاف شخص، استطاعت المصفوفة جمع البيانات من نحو 10 آلاف موقع في 18 ولاية سودانية، لتكشف عن أن الغذاء يبقى الحاجة الأكثر إلحاحًا، حيث قال 88% من النازحين إنهم غير قادرين على توفير احتياجاتهم الغذائية. ورغم تحسن طفيف في بعض المناطق، مثل ولاية سنار، إلا أن الوضع العام يشير إلى تزايد الأزمة الغذائية التي تهدد نصف السكان البالغ عددهم نحو 48 مليون نسمة.

وتشير البيانات إلى أن حوالي 78% من الأسر النازحة تحتاج إلى مواد غير غذائية مثل المأوى والوقود. في المقابل، يعاني 78% من النازحين من صعوبة كبيرة في الحصول على الرعاية الصحية، مع 25% منهم عاجزين عن الحصول عليها تمامًا بسبب ارتفاع الأسعار وتوقف الكثير من المنشآت الصحية في مناطق النزاع.

وتؤكد التقارير أن أكثر من 75% من المنشآت الصحية في مناطق الحرب قد توقفت عن العمل بشكل كامل، مع نقص حاد في الأدوية والكوادر الطبية التي غادرت بسبب الظروف الأمنية. في هذا السياق، أُجبر نحو 9 ملايين نازح على مغادرة أماكنهم عدة مرات، مع تصاعد النزاع ليشمل أكثر من 70% من مساحة البلاد.

وبينما أبدى 65% من النازحين رغبتهم في البقاء في أماكن نزوحهم الحالية بسبب الأمان، أعرب 14% عن رغبتهم في العودة إلى مناطقهم الأصلية، في حين عبر 10% عن رغبتهم في النزوح إلى أماكن أخرى.