فرقة العاشقين الفلسطينية
![فرقة العاشقين الفلسطينية](https://khabar24.net/khabar24/public/storage/logo/ce91111e-5b39-4af0-889d-1e5222eedbae.jpg)
لكلّ موطنٍ إرثٌ تاريخيّ، أو لونٌ حضاريٌّ يفخَر به ..
ما إن تساءلت يوماً عن التراث، ستروي لك جُدران هذه المدينة الفاضلة وأزقّتها، حكايات خالدة، بل وستعزف لكَ ترانيماً بقي صداها حتى هذا اليوم .
بعيداً عن الاستيطان والأرق والتعب، غنّى هذا الشعب أعظم الألحان التراثية، التي لطالما أحيَت الذاكرة الفلسطينية ..
من مجموعة شباب يافعين، إلى صوت فلسطين الحر، هي فرقة "أغاني العاشقين"، رسّخت الفرقة هويّة شعبٍ لاجئ، شكّلت استثناءً لكفاح شعبٍ لا يكلّ ولا يملّ حتى ينال الحرية.. حتى يروى قصّته للعالم أجمَع.
تأسست الفرقة عام 1977 في دمشق، على يد الاستاذ الملحن الكبير "حسين نازك".
شدَت هذه الفرقة بأنغام لكبار الشعراء الفلسطينيين مثل محمود درويش، وأحمد دحبور وتوفيق زياد. وغنّت في العواصم العربية والكثير من الدول الأجنبية الاشتراكية والغربية منها كندا، الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا.. ونالت جائزة مهرجان "نانت" الفرنسي للفن الشعبي وغيرها العديد من الجوائز.
من أبرز أعمال العاشقين ألبوم "اشهد يا عالم علينا" وألبوم "اغاني العاشقين" و"عز الدين القسام" اضافة الى الكثير من اللوحات الفنية التي ستبقى في ذاكرة الشعب الفلسطيني.
الجدير بالذكر أن الفرقة استمرت بالغناء حتى عام 1993 إذ أنتجت خلال هذه السنوات الكثير من الأغاني التراثية والفلكلورية التي عززت الانتماء للوطن.
وفي العام 2009 تم إعادة إحياء الفرقة من جديد بمشاركين مبدعين جدُد، ومن ثم قدّمت الفرقة ألبوماً مميزاً من أشهر أغانيه "إعلان الدولة - أعلنها يا شعبي" وكانت من ألحان محمد هباش والكلمات للشاعر السوري حسام حنوف .
وألّفت الفرقة مجموعة كبيرة من الأغاني مثل "عرجالها" و "رحلة شعب" وأغاني لمخيم اليرموك وغزة دعماً لهم في ظل الأزمات التي اجتاحت مسكنهم .
وكذلك قامت بزيارة فلسطين مرتين الى الضفة الغربية ومرة إلى غزة، ونتيجة للظروف الراهنة في سوريا تشتت الفرقة وبعدها عاودوا العمل في السويد وقدّموا أغنيات جديدة منها "شيل سلاحك".
وأخيراً، لطالما كانت موسيقا التراث فنّاً عريقاً لا غنى عنه، هي أصوات شعب بأكمله، قُدِّر لهُ أن يتشتت في أنحاء العالم، لعل وجوده في كل بقعة من الأرض يجعلها تُزهر ياسميناً عربياً ويجمع أجزاءه في روحٍ واحدة.
التراثُ هو الهوية الشخصية لكنه هوية مجتمع بأكمله، هوَ العادات والتقاليد، هو ما يخلُد في باطن الذاكرة .. مَن يحيي التراث كأنما أحيا وطناً كاملاً إذ يجعله يُزهر، ولربما يجعله يمتلئ بعبق يَفوح نسيمه في أرجاء الروح كلّما استعادت الذكرى... وهذا ما فعلته فرقة العاشقين.
الصورة للملحن الكبير الأستاذ حسين نازك