الرئيس الفرنسي يعترف بمسؤولية بلده عن قتل وتعذيب المناضل الجزائري علي بومنجل  

الرئيس الفرنسي يعترف بمسؤولية بلده عن قتل وتعذيب المناضل الجزائري علي بومنجل  

 

بعد 64 سنة من الإنكار والتضليل

فرنسا تعترف بقتل وتعذيب المناضل الجزائري علي بومنجل  

باريس – الجزائر- خبر 24- أعلنت الفرنسية أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اعترف أخيرا باسم الدولة الفرنسية، بأن المحامي والزعيم الوطني الجزائري علي بومنجل "تعرّض للتعذيب والقتل" على أيدي الجيش الفرنسي قبل 64 عاما، متراجعا بذلك عن ادعاءات سابقة للسلطات الفرنسية بأنه انتحر، واستقبل ماكرون أحفاد بومنجل لتصحيح هذا الخطأ.

وقال بيان باسم قصر الإليزيه أن ماكرون أدلى بنفسه بهذا الاعتراف "باسم فرنسا" أمام أحفاد بومنجل الذين استقبلهم يوم الثلاثاء الثاني من آذار، وذلك في إطار مبادرات أوصى بها المؤرخ بنجامين ستورا في تقرير له حول ذاكرة الاستعمار وحرب الجزائر التي انتهت في العام 1962.

وأوضح البيان أن بومنجل "اعتقل من قبل الجيش الفرنسي أثناء معركة الجزائر، ووُضع في الحبس الانفرادي وتعرّض للتعذيب، ثم قُتل في 23 مارس/آذار 1957".

وقال بيان الإليزيه في بيانه أنه في عام 2000 "اعترف  بول أوساريس، وهو مسؤول سابق للمخابرات الفرنسية في الجزائر، بأنه أمر أحد مرؤوسيه بقتل القائد الجزائري وتمويه الجريمة على أنّها انتحار".

واستقبل الرئيس ماكرون استقبل في قصر الإليزيه أربعة من أحفاد علي بومنجل ليخبرهم  بما سعت أسرة الراحل إليه وخاصة أرملته مليكة للوصول إليه طوال عقود وهو أن "علي بومنجل لم ينتحر، بل تعرّض للتعذيب ثم قُتل".

كما أبلغهم ماكرون "باستعداده لمواصلة العمل الذي بدأ منذ سنوات عديدة لجمع الشهادات وتشجيع عمل المؤرّخين من خلال فتح الأرشيف، من أجل منح عائلات جميع المفقودين على ضفتي المتوسط الوسائل لمعرفة الحقيقة".

وقال الرئيس الفرنسي أن هذه المبادرة "ليست عملا منعزلا"، وأكد أنه  "لا يمكن التسامح أو التغطية على أي جريمة ارتكبها أي كان خلال الحرب الجزائرية".

ووعد ماكرون في البيان بأن "هذا العمل سيتوسّع ويتعمّق خلال الأشهر المقبلة، حتّى نتمكّن من المضيّ قدما نحو التهدئة والمصالحة"، داعيا إلى "النظر إلى التاريخ بجرأة، والاعتراف بحقيقة الوقائع" من أجل "مصالحة الذاكرة.

وكان بومنجل محاميا وناشطا في حزب الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري، الذي أسسه في 1946 رئيس الحكومة الجزائرية المؤقتة فرحات عباس.

واعتقل بومنجل خلال "معركة الجزائر" العاصمة عام 1957، بعد تدخل القوات الخاصة للجيش الفرنسي لوقف هجمات جبهة التحرير الوطني.

وفي الشهر الماضي، نددت فضيلة بومنجل شيتور ابنة شقيق علي بومنجل -وهي أستاذة في الطب وناشطة حقوقية- بمحاولة باريس التغطية على جريمة قتل عمّها، واصفة ما جرى بـ"كذب الدولة الهدّام".

ذاكرة الاستعمار

ويأتي اعتراف ماكرون بعد يوم من تصريحات تلفزيونية للرئيس الجزائري عبد المجيد تبّون، قال فيها إن العلاقات الجزائرية الفرنسية "حاليا طيبة"، ولكنها لن تكون على حساب التاريخ والذاكرة، معتبرا أن ما فعله الاستعمار "ليس بالأمر الهين".

وأكد تبون أن الجزائريين "لن يتخلوا أبدا عن ذاكرتهم"، وذلك تعليقا على تقرير المؤرخ الفرنسي ستورا.

وكان ماكرون قد وعد باتخاذ "خطوات رمزية" لتجاوز ذكريات الاستعمار، لكنه استبعد تقديم "الاعتذار"، كما كلف في يوليو/تموز المؤرخ ستورا بإعداد تقرير "منصف" عن ذاكرة الاستعمار، وهو التقرير الذي أثار جدلا واسعا بعدما قدمه ستورا إلى ماكرون في 20 يناير/كانون الثاني الماضي.

ولم يقترح التقرير تقديم اعتذار للجزائر عن الجرائم التي ارتكبت على مدى 132 سنة من الاستعمار، إلا أنه قدم مقترحات من قبيل نقل رفات بعض المناضلين إلى مقبرة العظماء في فرنسا وإعادة رفات بعضهم إلى الجزائر.

 


Share: