فتحات، تمزيق للسياج، ودخول للسيارات عبر جدار الفصل !
![فتحات، تمزيق للسياج، ودخول للسيارات عبر جدار الفصل !](https://khabar24.net/khabar24/public/storage/hole.jpg)
فتحات، تمزيق للسياج، ودخول للسيارات عبر جدار الفصل !
هيلا تيمور أشور
708 كيلومترات، هذا ما كان يفترض أن يكون عليه طول الجدار الأمني على طول الخط الأخضر. غير أنه حتى اليوم لم يبنَ الا 525 كيلومترا منه، ومن فحص "إسرائيل اليوم" يتبين أنه حتى القسم المبني مثقّب، مقتحم، وغير مصون.
يكشف فحص أجريناه في الأسابيع الأخيرة على طول مسار الجدار واقعاً قاسياً. في أجزاء كثيرة الجدار مكسور أو ممزق، والثغرات الواسعة تسمح بالعبور الجاري للفلسطينيين الى أراضي إسرائيل. وتصل السخافة ذروتها في المناطق المجاورة للمعابر المرتبة التي يفحص فيها الجنود العابرين: على بعد عشرات الأمتار عن المعبر تجري حركة جارية إلى إسرائيل بلا رقابة.
يستخدم هذا المعبر الماكثون غير القانونيين الذين يأتون الى إسرائيل للعمل كل يوم، ويستعينون غير مرة بسفريات منظمة من سيارات عمومية، بل من باصات تنتظرهم في الجانب الإسرائيلي. كما يستخدمه سارقو السيارات، ومهربو البضائع، وسارقو المنازل، ممن ينغصون حياة السكان في خط التماس. في بضع حالات نفذ فلسطينيون اعتداءات جنسية في البلدات، وكان هناك أيضا "مخربون" اجتازوا الجدار كي ينفذوا عمليات.
روى الكثير من السكان عن اهمال شديد من الجيش ومن الشرطة ومن حرس الحدود، فيما لم يكن واضحا دوما من هي الجهة المسؤولة عن الحراسة. في معظم الحالات لا يكون هناك تواجد دائم وجارٍ لمحافل الأمن في منطقة الجدار.
فضلا عن ذلك يدعي الكثيرون أنهم في جهاز الامن يعرفون عن الثغرات، ويختارون عن وعي غض النظر لغرض "التنفيس". ويروي الكثير من السكان عن العيش بإحساس من الخوف الدائم، وفي بعض الأماكن انتظمت مبادرات حراسة خاصة. وسمعنا المرة تلو الأخرى جملة "الدولة لن تصحو إلا بعد أن تقع عملية كبرى". هكذا وصف لنا داني ميلر، ضابط الأمن في القرية الزراعية رام اون في جلبوع، ثغرة في الجدار الذي يوجد على مسافة مئات الأمتار عن معبر الجلمة. "هذا طريق سريع لتهريب السيارات. السراقون يأتون مع جهاز قص ويقصون البوابة. وبمحاذاة الباب توجد ثغرة واسعة، يمر عبرها الفلسطينيون. أصلحت هذه الثغرة في الشهر الماضي أربع مرات. هذه لعبة القط والفأر. هم يقتحمون، الجيش يصلح، وهم يقتحمون مرة أخرى".
الصورة مشابهة ايضا جنوبا، في نطاق المجلس الاقليمي ماتيه يهودا. "نسمي هذا 'جدار الفصل'، قال لنا غيل مستيه (51) ود. شمرياهو بن فازي (51) من القرية الزراعية اديرت، "في بيت شيمش تبنى هذه الايام عشرات آلاف وحدات السكن، ومن يبنيها هم الماكثون غير القانونيين الذين يدخلون عبر الجدار المقتحم. والكل يغض النظر. توجد سرقات في كل ليلة من القرى الزراعية في المحيط، حتى اثناء النهار عندما يكون الناس في البيت. ارتفع مستوى الوقاحة".
في الطرف الجنوبي من الجدار، قرب معبر بيتار على طريق 60، تحطم رقم قياسي آخر في السخافة، عندما تنزل الباصات الماكثين غير القانونيين قرب الثغرة في الجدار. "يوجد فلسطينيون يفحصون في المعبر الرسمي، ولكنّ آخرين يسيرون 50 مترا عن هناك ويجتازون دون اي فحص، في ثغرة كبرى طولها نحو ثلاثة امتار. في جانبنا تنتظرهم عشرات الباصات التي توزعهم على العمل. الآلاف يعملون هناك كل يوم"، يقول آري اوديس (45)، سكرتير القرية الزراعية تانا عومريم، "في الوقت الذي انتفضنا فيه خوفا في 'حارس الاسوار' من ان يمسوا بنا".
وجاء من الشرطة: "نبذل أفضل الجهود بما في ذلك الأعمال العلنية والخفية لمنع دخول الماكثين غير القانونيين. وأساس العمل يتركز في اعتقال محدثي الظاهرة، المساعدين، المبيتين، والمشغلين للماكثين غير القانونيين. هذه الأعمال تقلص جداً دخول الماكثين غير القانونيين".
وجاء من الناطق العسكري: "مقاتلو الجيش الإسرائيلي منتشرون في المجال وفقاً لتقديرات الوضع. ويستخدمون جملة وسائل وفقاً لتعليمات فتح النار ضد من يلاحظ كمخرب للجدار الأمني".
عن "إسرائيل اليوم"