إعصار "دانا": إسبانيا تحت وطأة الطوارئ وتنبؤات بعواصف وأمطار جديدة

تعيش مقاطعة فالنسيا الإسبانية واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية في تاريخها الحديث بعد اجتياح إعصار “دانا”، الذي أسفر عن وفاة 63 شخصًا حتى صباح اليوم، بينهم أطفال، فيما لا يزال العديد من الأشخاص في عداد المفقودين. السلطات الإسبانية تتوقع أن يستغرق تحديد الحصيلة النهائية يومين على الأقل، في ظل حالة الطوارئ السائدة.
الأمطار الغزيرة التي رافقت الإعصار أدت إلى فيضانات هائلة، اجتاحت مناطق متعددة على ضفاف الأنهار. وعكست الصور ومقاطع الفيديو المتداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي حجم الدمار، حيث غمرت المياه الشوارع، وجرفت التيارات القوية السيارات والشاحنات، وحتى حاويات القمامة، فيما وصلت المياه في بعض الحالات إلى الطوابق الأولى من المباني.
بدأت عمليات الإنقاذ منذ الساعات الأولى، لكن فرق الطوارئ واجهت تحديات كبيرة في الوصول إلى العالقين.
حيث تم تعليق خدمات القطارات الفائقة السرعة بين فالنسيا ومدريد بسبب الأضرار الجسيمة التي لحقت بشبكة السكك الحديدية، بما في ذلك حادث خروج قطار عن مساره بالقرب من ملقا، رغم عدم تسجيل أي إصابات.
العواصف الخريفية أصبحت ظاهرة شائعة في إسبانيا، حيث تعيش البلاد حالة من الطقس القاسي، بما في ذلك جفاف شديد في وقت سابق من هذا العام.
الخبراء يشيرون إلى أن هذه الظروف المناخية القاسية مرتبطة بشكل مباشر بالتغير المناخي، مما يزيد من تكرار وشدة هذه الظواهر.
انتقادات ومطالبات بتسريع الاستجابة
أثار تأخر إجلاء بعض العمال في المناطق المتضررة موجة من الانتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث وصف الناشطون الوضع بأنه “غير إنساني”، خاصةً مع الحصار الذي تعرض له هؤلاء العمال في أماكن عملهم وسط الرياح العاتية والفيضانات.
في أعقاب الكارثة، أعلن رئيس الحكومة بيدرو سانشيز، الذي قطع زيارته الرسمية إلى الهند، عن متابعة الوضع عن كثب، داعيًا السكان إلى الالتزام بتعليمات الطوارئ. وأكد أنه تم نشر كل وحدات الحماية المدنية وخدمات الطوارئ والشرطة والحرس المدني للتعامل مع الوضع، مشددًا على ضرورة توخي الحذر وتجنب السفر غير الضروري.
التنبؤات الجوية وتأثير الكارثة على البنية التحتية
وكالة الأرصاد الجوية الإسبانية أصدرت تحذيرات من استمرار الأمطار الغزيرة، مع توقع انتقال العواصف إلى مناطق شمال فالنسيا وأراغون وجنوب نافارا وغرب الأندلس. كما تم تفعيل التنبيه البرتقالي في بعض المناطق، بما في ذلك إشبيلية وقادش، تحسبًا لتراكم أكثر من 80 ملم من الأمطار خلال 12 ساعة.
وفيما يتعلق بالبنية التحتية، تضررت بشكل كبير حيث تعرضت الطرق للانهيار وتعطلت خدمات النقل العام. وقد أشار اتحاد جوكار الهيدروغرافي إلى أن خزان فوراتا، الذي واجه تدفقات مائية ضخمة، بدأ في الاستقرار ببطء.
تستمر عمليات الإنقاذ في ظل مخاوف متزايدة من ارتفاع عدد الضحايا، في وقت يُعتبر فيه هذا الإعصار أحد أخطر الكوارث الطبيعية التي شهدتها إسبانيا.