ما شروط إسرائيل للانسحاب من الأراضي السورية؟ موقع إسرائيلي يكشف التفاصيل
دعت ضابطة الاستخبارات الإسرائيلية السابقة، كارميت فالنسي، تل أبيب إلى وضع شروط واضحة قبل الانسحاب النهائي من المنطقة العازلة في سوريا، محذرة من أن البقاء هناك لأكثر من ستة أشهر قد يؤدي إلى نتائج عكسية.
في تقرير نشرته صحيفة جيروزاليم بوست، قدمت فالنسي توصيات حول سياسة إسرائيل تجاه سوريا، مشيرة إلى أن “مع اقتراب الغرب من أحمد الشرع وسط حملة عامة ضد إسرائيل، تتزايد الضغوط على تل أبيب للانسحاب من الأراضي السورية”، مضيفة أن “هناك مخاوف من أن يؤدي هذا الوضع إلى تغيرات غير محسوبة على الأمن الإسرائيلي”.
وفي دراسة حديثة لمعهد دراسات الأمن القومي، أوضحت فالنسي أن حالة عدم اليقين بشأن نوايا الشرع، ومستقبل سوريا بشكل عام، قد تمثل تحديات جديدة، لكنها في الوقت ذاته توفر فرصًا لإسرائيل. وأوصت بأن تعمل تل أبيب على دعم استقرار سوريا تحت حكم “معتدل وفعال”، يحد من النفوذ الإيراني ويقضي على التهديدات التي قد تأتي من جهات معادية.
واقترحت فالنسي تطوير خطة جديدة لحماية الحدود، تشمل إعادة النظر في دور قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك، مشددة على أن “سجل الأمم المتحدة في الشرق الأوسط ضعيف، لذا يجب تعزيز ترتيبات حفظ السلام من خلال اتفاقيات مباشرة مع النظام السوري الجديد وربما مع تركيا نظرًا لنفوذها في المنطقة”.
كما لفتت إلى إمكانية استغلال بعض القرى الدرزية على الحدود الإسرائيلية-السورية لدور أمني، نظراً لعلاقاتها الإيجابية مع إسرائيل.
ودعت فالنسي إلى فتح قنوات اتصال مع الإدارة الجديدة في سوريا لحماية المصالح الإسرائيلية في الجولان وداخل سوريا، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي أجرى بالفعل اتصالات مع مسؤولين تابعين لـ”هيئة تحرير الشام” حول قضايا أمنية محددة.
وأكدت فالنسي أن إسرائيل يجب أن توضح عبر القنوات الدبلوماسية أن وجودها في سوريا مؤقت، مرتبط بحل القضايا الأمنية، بما في ذلك تحديد شروط الانسحاب، والتي قد تشمل فترة من الاستقرار على الحدود، وضمان عدم تسلل عناصر معادية، والتأكد من منع تهريب الأسلحة إلى حزب الله عبر سوريا.
كما شددت على ضرورة منع اقتراب الجماعات الجهادية من الحدود الجنوبية لسوريا، وحماية حقوق الأقليات، وتعزيز التعاون مع تركيا والأردن ودول الخليج لضمان إعادة إعمار سوريا في اتجاه يخدم المصالح الإسرائيلية.
واقترحت فالنسي تشكيل لجنة دولية رباعية تضم إسرائيل وتركيا والولايات المتحدة وروسيا، بهدف دعم استقرار سوريا الجديدة وحماية الأقليات.
وأكدت في ختام تقريرها أن إسرائيل يجب أن تجمع بين التدابير الأمنية والدبلوماسية المدروسة، مستغلة هذه الفرصة لتعزيز نفوذها الإقليمي وتحسين أمنها القومي.